الرمال الكالونية والحجر الجيري يستخدمان في صناعة الأدوية ومستحضرات التجميل يمكن استغلاله في زراعة البرسيم والشعير.. وتوفير أراضي الدلتا للمحاصيل الاستراتيجية
هو أحد الأودية الجافة في الصحراء الشرقية في مصر. ينحدر في اتجاه معاكس لانحدار نهر النيل من الشمال إلي الجنوب.
ويبدأ من جنوب جبل الجلالة القبلية عند دائرة عرض 28 درجة شمالا. ويصب في مدينة قنا الجديدة عند دائرة عرض 26 درجة شمالا بطول يقارب الـ 300 كيلو متر.
ويتراوح عرض الوادي من 5 إلي 50 كيلو متراً. وتنمو فيه بعض الحشائش البرية مثل الحنظل.
المناخ
علي الرغم من أن المناخ في محيط الوادي جاف ونادر المطر لكنه وفي بعض السنوات يحدث هطول غزيز للأمطار علي منابع هذا الوادي فتصير سيولا قوية تتقدم تجاه مدينة قنا وتهدد الأرواح والمباني المبنية في طريق هذه السيول.
كما حدث في أكتوبر عام 1954 وتم بعدها بعام انشاء ترعة السيل في قنا.
الروافد
من روافد هذا الوادي المهمة وادي حماد ووادي الاطرش اللذان ينبعان من جبل أبو دخان وجبل الكطار غرب الغردقة. ويكمل الوادي مسيرته نحو الجنوب ويتسع مجراه حيث ينتهي إليه عدة وديان عريضة منها وادي أم سلمات ووادي الجارية من الشرق ووادي الشهدين من الغرب.
تعد الروافد الشرقية هي المهمة لأنها تأتي إليه بالماء والسيول خاصة عند هبوب عواصف رعدية ممطرة.
الحياة النباتية
علي الرغم من أن المناخ في الوادي جاف ونادر المطر لكن هناك بعض النباتات التي تنمو علي طول مجراه والتي تكيفت مع هذا الوضع من النباتات نبات السلة وهو نبات عشبي شوكي تتغذي الإبل علي أرواقه في الشتاء.
كذلك تنمو بعض النباتات الأخري مثل الحنظل والرطريط. وعادة ما تنمو النباتات الدائمة في مجري الوادي حول الآبار مثل بئر أم عميد في الشمال وبئر أم العباس في الوسط وبئر عراس في الجنوب والذي يعد أغني مناطق الوادي في الحياة النباتية.
وادي قنا كنز من الثروات الطبيعية المهدرة والتي لم يتم استغلاله بالشكل الامثل فما بين رمال كالونية إلي حجر جيري يمكن استدامه في الصناعات الدوائية والكيميائية ومستحضرات التجميل. يستخدمهم المقاولون في الطوب والبناء. القينا الضوء علي تلك البقعة العزيزة من الوطن ولجأنا إلي المتخصصين للتعرف علي كيفية تعظيم وحسن استغلال تلك الموارد.
اكد د.ممدوح عابدين استاذ الجيولوجيا والاستشعار عن بعد ان وادي قنا غني بالموارد الطبيعية التي لانحسن استخدامها يهدر المقاولين الرمال الكالونية والحجر الجيري في البناء دون الاستفادة منهما في صناعات الادوية والكيماويات ومستحضرات التجميل بعائد عشرات الاضعاف.
اضاف ان اسناد استغلال المحاجر إلي المقاولين الصغار الذين لا يمتلكون الامكانيات لتعظيم الفائدة من الكنوز الموجودة بها كالكاولين وهو ذات قيمة عالية تستخدم في صناعة الادوية ومستحضرات التجميل والزجاج وايضا الحجر الجيري به انواع عالية الجودة تدخل في صناعات كيماوية كثيرة. لكن سوء الاستخدام يتم تقطيعه إلي بلكات وبيعه للبناء رغم ان به منتجات كثيرة عالية الجودة يستخدم في البويات وله دور في الدخول في الادوية ومساحيق التجميل وكثير من المنتجات الكيماوية.
نصح د.عابدين باسناد المحاجر إلي شركات تعدين متخصصة في المحاجر والمناجم لوجود خبرة فنية وجيولوجين لديهم القدرة علي استخلاص الموارد ومعامل واسواق للاستفادة القصوي منها وطالب باستبعاد المقاولين منالمحاجر. مشيراً إلي ضعف امكانياتهم وعلمهم بهذه الموارد والافضل ان تقوم شركات بهذا العمل خاصة ان اكانيات اعلي ليس لديها هالك كل الموجود تستخدمه.
اشار د.عابدين إلي ان الدراسات الحديثة اشارات إلي وجود مخزون جوفي ن المياه الجوية منبهاً إلي ضرورة عمل سدود اعاقة للاستفادة من المياه واعادة استخدامها حتي ما يتسرب يغذي الخزان الجوفي مع حماية القري المحيطة من السيول.
اكد د.نادر نور الدين استاذ المياه بجامعة القاهرة والخبير المائي ان منطقة وادي قنا تتميز بثروات طبيعية تتمثل في خامات البناء من رمال حجارة وكذلك الخامات الطبيعية لصناعة الاسمنت. وتوافر الرمال البيضاء مشيراً إلي استغلال المياه الجوفية في المشروعات الصناعاية لتعظيم الفائدة منها.
اضاف نور الدين ان المياه الجوفية بمنطقة وادي قنا ثروة ثمينة جدا من الافضل استثمارها في مجال صناعي والاتجاه إلي الشمال في الزراعة حيث الاستهلاك الاقل والامطار والحرارة الاقل والرطوبة العالية مشيراً إلي ان الفدان في الجنوب يستهلك ضعف المياه في الضبعة والساحل الشمالي الجنوب بخلاف ارتفاع نسبة التبخير.
اوضح ان الزراعة تعني مياه اولا ثم ارض ثانيا مصر بها اراض كثيرة عندما يكون عندنا عجز مائي فالمياه ثروة عالية القيمة ينبغي حسن استغلالها من الافضل انشاء مجتمعات صناعية في مناطق الجنوب. مشيرا إلي ان العائد من الزراعة يدر 10 جنيهات في المتر المكعب من المياه بينما الصناعي 5 اضعاف.
اشار د.نور الدين إلي ان ارتفاع الحرارة بمعدلات 14 درجة في الجنوب عن الشمال فبينما الحرارة اليوم 31 في الشمال نجدها في الجنوب 44 درجة. واهم المشروعات الصناعية التي نحتاجها في هذه المناطق هي مصانع الاسمدة خاصة ان السوق العالمي والداخلي في احتياجها.
اكد ان مصانع الاسمنت ممكن استثمار الحجر الجيري الموجود بالجبال بتلك المنطقة بجانب استخدام الطفلي المتوفرة بتلك المنطقة في مصانع السيراميك.
نوه د.نور لادين إلي صناعة الحديد والصلب لوجود خام الحديد في اسوان وقنا. مشيرا إلي خروج الصعيد من الفقر يكون عن طريق الصناعة. موضحاً ان دخل الفرد من الصناعة يكون 15 ضعف دخل الفرد من الزراعة وهو طريق التنمية للصعيد.
لفت إلي التوسع في الصناعة جنوبا لاخراج الجنوب من الفقر والشمال للزراعة لاستثمار المناخ المعتدل والامطار الشتوية والرطوبة الاعلي والاقل استهلاكا للمياه.
اكد د.رفيق الدياسي استاذ الجغرافيا بجامعة حلوان ان المياه بمنطقة وادي قنا نوعين الاول السيول التي تسقط علي جبال البحر الاحمر ومشكلتها ان الاستفادة منها قليلة لان الدولة لم تهييء نفسها للاستفادة منها. والآخر المياه الجوفية المخزنة علي مدار عقود.
نوه إلي وجوب تعظيم الاستفادة من السيول من خلال عمل مخرات للسيول علي جبال البحر الاحمر بعمل دلتاوات صناعية خاصة ان معظم الصخور هناك صلبية تستطيع الاحتفاظ بالمياه فترات طويلة من الممكن الاستفادة بها عشرات السنين كما تتميز بالادوية الجافة تستطيع من خلال الاودية الجافة بصب المياه في نهر النيل ونزول المياه في النيل مباشرة. مشيراً إلي سقوط سيول علي مناطق السويس حتي حلايب وشلاتين.
لفت إلي ان مميزات الاودية الجافة ان مستويات قيعانها قريبة من المياه الجوفية اي ان تكلفتها ستكون قليلة لاننا علي مقربة من منسوب الماء الباطني. مشيراً إلي ان المخزون بجانب مياه السيول.
اكد ان وادي قنا وهو اطول وادي في الصحراء الشرقية كان مثل نهر النيل يجري به الماء في عصر البلاستوسين الذي انتهي من مليون سنة وعندما حدثت التغيرات المناخية بدأ الانسان يهجر الصحراء الشرقية والغربية وينزل للوادي واستقر المصري القديم بالوادي بعدما جفت الصحاري واصبح البديل نهر النيل.
نوه د.الدياسطي إلي امكانية عمل حوض مياه علي مساحة 3 آلاف فدان خاصة وان الصخور صلبة بالمنطقة لاتسرب مياه كثيرة وممكن الاستفادة بها. مشيراً إلي اهمية اختيار انواع محاصيل تتحمل ملوحة التربة ولا تحتاج إلي مياه كثيفة تصلح للصحراء كالشعير او القنب او الكثافة وهي محاصيل شبيهة بالقمح تتحمل درجة الحرارة العالية وهي غنية جدا بالكالسيوم بجانب استخدام طرق الري الحديثة من خلال التنقيط او الرش او المحوري.
اشار إلي ان مصر فقيرة بالمراعي الطبيعية وان الدلتا لاتتحمل زراعة البرسيم بالشكل المطلوب نستطيع ان نزرع في الصحراء كما فعلت الصين بانواع من الحشائش التي تحل محل البرسيم بالدلتا بأن اوفر مساحات ازرعها ذرة وقمحاً بالدلتا.
نوه د.الدياسطي رلي ترحيل زراعات من الدلتا تتناسب مع الصحراء مع تخفيف البرسيم من الدلتا وزراعة قمح بدلاً منه خاصة ان المقنن المائي الخاص بها قليل ان البرسيم الحجازي والذرة ناجح في تلك المناطق خاصة انها بيئة جافة ليس بها امراض.
اشار إلي امكانية زراعة 500 الف فدان ف ي حالة الاستفادة من مياه السيول من المياه الجوفية من خلال عمل مخرات سيول يضيف إلي المياه الجوفية منوها إلي التجربة الامريكية في اضافة 7 ملايين فدان من صحراء اريزونا إلي المساحات الزراعية بأمريكا.
اترك تعليق