ترحيب كبير بين القيادات النسائية بعد الموافقة علي تغليظ عقوبة التحرش الجنسي وتحويل الجريمة من جنحة إلي جناية نظراً لخطورتها الشديدة علي المجتمع.
أكدت القيادات النسائية أن هناك دوراً كبيراً للإعلام ورجل الشارع من خلال تسليط الضوء علي المجرمين الذين ستطبق عليهم العقوبات. وأيضاً التعامل بايجابية عند رؤية أي فتاة تتعرض للتحرش في الشارع. عن طريق الامساك بالمجرم وتسليمه للشرطة.
تقول د.هالة منصور "أستاذ علم الاجتماع": نظراً لأن المجتمع أصبح أكثر وعياً وادراكاً وثقة. في الوقت الذي بدأت فيه البنات الابلاغ عن وقائع التحرش بدأ المجتمع ينتبه لخطورة الظاهرة. كما بدأت بعض العناصر التي تعرضت للتحرش من قبل اتخاذ اجراءات الابلاغ عن المتحرشين وفضحهم وتنبيه المجتمع لخطورة هذه الظاهرة. وهو ما أدي إلي تغليظ العقوبة ليكون ذلك بمثابة رادع كبير لمن تسول له نفسه ارتكاب هذه الجريمة.
أضافت: يبقي أن يتم توعية الناس من خلال الإعلام بالتركيز علي تطبيق العقوبات علي مرتكبي هذه الجريمة بحيث يشعر المجرم بأن الدولة جادة في المواجهة باصدار التشريعات وتطبيقها عليه.
قالت: أيضاً يجب أن نحاول استفزاز الشارع المصري علي التفاعل مع أي جريمة تحرش تحدث أمامه. بحيث يكون أكثر ايجابية وأكثر حماية للضعفاء سواء فتيات أو أطفال في الشارع من خلال الدفاع عنهم والابلاغ عن الجريمة والامساك بالمجرم.
أشارت إلي ضرورة دعم الأخلاقيات من خلال الوعي الديني والثقافي بحيث يتم إعادة صياغة الأخلاقيات في الشارع المصري.
تقول د.رانيا يحيي عضو المجلس القومي للمرأة ورئيس قسم فلسفة الفن بأكاديمية الفنون: تغليظ عقوبة التحرش أمر يحسب للدولة التي تنتصر دائماً للمرأة وتحافظ علي حقوقها وحمايتها بكل الطرق وتصون كرامتها ممن تسول لهم أنفسهم المساس بها.
أضافت أن هذا التغليظ في عقوبة المتحرش التي وصلت إلي الحبس مدة لا تقل عن عامين ولا تزيد علي أربعة أعوام وغرامة لا تقل عن مائة ألف جنيه ولا تزيد علي 200 ألف جنيه لمن يحدث ايحاءات جنسية أو اباحية بالقول أو الفعل أو الاشارة تؤكد أن هناك ارادة لتغيير كل العادات وكل السلبيات المجتمعية الموجودة.
قالت: لابد أن نعلم أبناءنا احترام وتقدير المرأة وعدم انتهاك حقوقها وهذا يستوجب المراعاة من كافة المؤسسات مثل الأسرة والمدرسة والجامعة والمسجد والكنيسة وكافة وسائل الإعلام فاحترام المرأة شيء مقدس والقضاء علي التحرش يبدأ من التربية السليمة في التعامل مع الأطفال في سن صغيرة لترسيخ القيم والمبادئ التي يجب أن تغرس في الطفل. فالشق الثقافي مهم جداً. كما أن العلم بالقوانين عن طريق التوعية في وسائل الإعلام المختلفة ترسخ لدي الشباب وتعلمه احترام زميلاته في المدرسة أو الكلية أو العمل أو الجيران.
تقول د.فادية أبوشهبة أستاذ القانون الجنائي بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية إن التحرش آفة مجتمعية خطيرة بسبب انتشار الجهل في استخدام برامج التوالص الاجتماعي مثل التيك توك الذي دمر عقول الأطفال والشباب والكبار أيضاً. فالتربية الجيدة والتعامل مع الأطفال منذ الصغر بحكمة وتوعيتهم باحترام الفتاة من أهم سبل القضاء علي الظاهرة.
وأشارت إلي دور وسائل الإعلام والأسرة في التوعية للقضاء علي المشكلة من جذورها. وضرورة منع وسائل الإعلام من عرض أي مواد اباحية تشير للظاهرة بالإضافة إلي محاولة حل أزمة تأخر سن الزواج للجنسين كما أن تمسك المجتمع بالتربية الدينية الصحيحة أمر يفيد المجتمع ككل ويحد من التفكك الأسري والطلاق وعدم قيام الأسرة بدورها الأساسي في تنشئة الأبناء لخلق بيئة صالحة.
قالت دعاء عباس المحامية ورئيس الجمعية القانونية لحقوق الطفل والأسرة. لقد قرر المشرع في التعديلات التشريعية الأخيرة اعتبار جريمة التحرش جناية بدلاً من جنحة لما لها من آثار نفسية سيئة علي المجني عليها بل علي المجتمع ككل لذلك تم تغليظ عقوبة التحرش.
أضافت أن العقوبة ردع للمجتمع ككل وأنا مع تشديد العقوبة لعدم تكرار ذلك حتي يشعر المتهم بأن هناك قانوناً يقف له بالمرصاد وتشعر المجني عليها بل المجتمع ككل بالأمان والطمأنينة ويتحقق السلام والأمن المجتمعي.
أشادت عباس بتشديد المشرع لعقوبة التحرش فالمجني عليها قد تكون طفلة بريئة لا حول لها ولا قوة بالإضافة إلي أن انتشار هذه الجريمة في الشارع ووسائل المواصلات المختلفة ودافعاً قوياً للتحرك لضبط الأمور عما كانت عليه.
أضافت: كانت هناك جرائم تحرش تتم من قبل بعض المدرسين وبعض المشرفين بدور الرعاية وتغليظ العقوبة هنا لتصل لسبع سنوات أي أقصي عقوبة نتيجة ثقة المجني عليها بالمتهم وخيانة المتهم للأمانة.
اترك تعليق