انتهى شهر رمضان الكريم موسم الطاعات والقربات وللأسف ما أن ينتهي الشهر الفضيل حتى ينقلب حال بعض المسلمين رأسا على عقب فنراهم وقد هجروا المساجد وتركوا كتاب الله على الأرفف لا تمتد أياديهم إليه سوى في رمضان التالي ونجدهم قد تخلوا عن إخراج الصدقات بل إن تصرفاتهم ذاتها يشوبها الغلظة والعنف وكأن الطاعات لا تؤدى سوى في شهر رمضان فقط.
*المداومة على الطاعات من تتمة شكر الله .. والثبات عليها أكبر دليل على قبول الصوم
*العبادات لا تتجزأ وليس لها موسم محدد
السؤال .. ما علامات الصوم المقبول وماذا يجب على المسلم اتباعه بعد انتهاء الشهر الكريم؟.
تقول د. آمال عبد الغني أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة المنيا لكل مسلم يا من أكرمك الله بالصيام فاجتهدت وشعرت بلذة العبادة والمناجاة لرب العالمين هل تنقض عملك بعد قوة أنكاثا ؟؟ أم عاهدت الله على المداومة والاستمرار؟ هل غرست في نفسك تحصيل التقوى والخوف من الجليل سبحانه وتعالى فكنت من الفائزين أم أنك ستنقلب على عقبيك؟ فالحذر كل الحذر من أن يتبدل حالك بعد رمضان إلى استهانة وقررت أن تجعل فطرك كصومك ،ولكن ضع نصب عينيك أن عبادتك وطاعتك ليست مؤقتة بزمن محدد كرمضان إنما هي واجبة عليك حتى ينقطع العمل بالموت ولذا وجب عليك تطبيق قوله تعالى: (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) ولذا وجب أن نحفظ أثر رمضان الذي تركه في قلوبنا ونفوسنا من صبر ومثابرة على العبادة ومن تغير في العادات والسلوكيات وعلينا الحذر من نقض العهد مع الله والعمل فبئس الإنسان الذي لا يعرف الله إلا في رمضان وليعلم العبد منا أن رب رمضان هو رب العام هو الله الواحد القهار وعلينا أن نفقه نعمة التوفيق على إتمام نعمة الصيام والقيام فقال تعالى: (ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون) ومن باب الشكر الحرص على عبادة التضرع إلى الله لأنها باب الخشوع إليه والحذر من التفلت وترك ما داومت عليه في رمضان من قيام ولتعلم إن قيام الليل ليس قاصرا على رمضان فقط وهكذا جميع الأعمال وضع نصب عينيك أن من علامات القبول الإقبال على الطاعات .. لذلك كن ربانيا.
المداومة على الطاعات
أكد د. حمدي طه الأستاذ بجامعة الأزهر أن المداومة على الطاعات يجب أن تكون في كل الأوقات وليست في رمضان فقط .. فالمسلم الرباني طائع ذاكر محب للخيرات لا يختص بالعبادة شهرا دون الآخر فالله سبحانه وتعالى رب الشهور كلها والمداومة على طاعته واجبة على مدار العام في رمضان وغيره.
أشار إلى أنه من الضروري أن يخرج المسلم من رمضان وقد استفاد من فضائله ودروسه فالشهر الكريم مدرسة تعلم المسلمين الأخوة الصادقة والمحبة في الله ووحدة الصف ونبذ الخلافات إلى جانب التقرب من الله سبحانه وتعالى بالأعمال الصالحة والبعد عن الفواحش .. لذلك يجب على المسلمين الحرص على المداومة على الطاعات من صلاة في المسجد وقراءة قرآن وتصدق وتسامح مع الآخرين فالثبوت على الطاعة أكبر دليل على قبول صوم رمضان.
مدرسة الأخلاق الحميدة
يرى د. محمد علاء الدين عطا من علماء الأزهر الشريف أن رمضان مدرسة يتعلم فيها المسلم الأخلاق الحميدة وعليه أن يتخرج فيها وهو مستمر على هذه الأخلاق فلا يجب أن تكون تعاملاته في غير رمضان مختلفة عما كان عليه طوال الشهر الكريم لأن الإسلام ليس رمضان فقط بل إن زمن العبادات والمعاملات مستمر على مدار حياة الإنسان ولا يقتصر على شهر دون غيره .. وإذا كان رمضان قد اختصه الله تعالى عن بقية شهور السنة ببعض النفحات التي تمنح الإنسان المزيد من الحسنات فإن هذه الحسنات لا تتوقف طوال العام ويستطيع المسلم الحصول عليها بالقيام بأعمال الخير والبر في أي وقت كان.
أضاف أنه يجب على المسلم أن يكون حريصا على الاستمرار في الطاعات واجتناب السيئات لأنها من أهم علامات قبول الصيام فالعبادات لا تتجزأ وليس لها موسم محدد والرشيد هو من يحرص أن تكون علاقته بربه قوية طوال العام .. فكما أنه أخلص في طاعته عز وجل وقام الليل وقرأ كتابه الكريم ودوام على صلاة التراويح في المسجد وأخرج زكاته وصدقاته وتصالح مع نفسه وخصومه وغيره مما يقربه من الله جل شأنه فعليه أن يسعى لكي يمارس هذه القربات طوال العام حتى ينال رضا ربه وسعادة الدارين.
اترك تعليق