فجاءوا رسول الله صلي الله عليه وسلم وسألوه فقال لهم : أخبركم غدا ومكث الرسول 15 يوما لم ينزل عليه جبريل حتي حزن وشق عليه ما يتكلم به أهل مكة من انه هجره . ثم جاءه جبريل بسورة الكهف وكان فيها معاتبة له علي حزنه عليهم وخبر الفتية .
أخبره جبريل أنهم شباب آمنوا بربهم وشهدوا أن لا إله إلا هو . كانوا علي دين عيسي ابن مريم وقيل إنهم كانوا قبل النصرانيةپ يعيشون مع قومهم في رغد وسعادة ونعمة. كان أهلهم يعبدون الأصنام . وكان لهم ملك جبار عنيد يدعي "دقيانوس" أرغم الناس علي الشرك . فأبي الفتية فتوعدهم بالقتل.
فخرج الأول وجلس تحت ظل شجرة . وجاء الثاني وفعل مثله وجاء الثالث وفعل ايضا وهكذا وكانوا لا يعرفون بعضهم من قبل ولكن تآلفت قلوبهم علي الإيمان وبدأ كل واحد منهم يقول للآخرين سبب ابتعاده عن قومه فصاروا يدا واحدة واتخذوا لأنفسهم معبدا يعبدون الله فيه . ولما عرف قومهم بذلك وشوا بهم لملكهم فدعاهم وسألهم عن أمرهم . فقالوا إنهم يعبدون الله ودعوه للإيمان فأبي عليهم وتوعدهم و نزع الزينة التي كانوا يرتدونها . فهربوا وفروا منه وذهبوا إلي كهف أرشدهم الله عنه وعمي الملك عنهم ومروا بكلب فتبعهم فطردوه فأنطقه الله تعالي وقال لهم إني أحب أحباء الله فناموا وأنا أحرسكمپ ودخلوا الكهف فأخذهم النعاس فنامواپوكانت تدخل عليهم الشمس في النهار والهواء في الليلپلتبقي أبدانهم سليمة. وظلت أعينهم مفتوحة للهواء فكان ذلك أبقي لها وألقي الله عليهم المهابة حتي لا يقترب منهم أحد وبعد اكثر من 300 عامپبعثهم الله بنفس هيئتهم التي كانوا عليها عند دخولهم الكهف أول النهار واستيقظوا في آخر النهار فظنوا أنهم ناموا يوما أو بعض يوم وكانت معهم دراهم اصطحبوها معهم عند خروجهم من بيوتهم فتصدقوا بها وما بقي ذهب به أحدهم ليشتري لهم طعاما فنصحوه أن يتحسس حتي لا يعرف الملك دقيانوس خبرهم فيعيدهم إلي ملته وكان أهل هذا الزمان يشكون في البعث من جديد فأطلعهم الله علي قصة هؤلاء الفتية حجة ودلالة.
ولما بعث الفتية وجدوا البلدةپتغيرت وتعجب الناس من النقود التي جاء يشتري بها الطعام و ظن البائع أن الفتي قد وجد كنزا . فقال لهم الشاب إنه يعرف اسم الملك وأخبرهم به فاتهموه بالجنون وحملوه الي ولي أمرهم فأخبرهم بالكهف فلما دخل عليهم الملك الجديد وكان اسمه "تيدوس" سلم عليهمپوكان مسلما ففرحوا به ثمپودعوهپوعادوا إلي مضاجعهم بالكهف و توفاهم الله .فألقي الملك عليهم ثيابه وأمر بجعل كل واحد منهم في تابوت من ذهب فرآهم في منامه كارهين للذهب . فجعله من الصاج وبني علي باب الكهف مسجدا.
اترك تعليق