هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

فضل ليلة القدر وعلاماتها

قال الشيخ احمد جاد مدير عام المتابعة بأوقاف القليوبية أن تختصّ ليلة القدر بالعديد من الفضائل العظيمة والتي يذكر منها ما يأتي:


تنزّلَ فيها أعظم الكتب وأشرفها ففيها أنزل الله -تعالى- القرآن الكريم هداية للناس واختصاصها بذلك دليل على علو قَدرها، ومنزلتها، قال -تعالى-: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ). تميزها ببركتها وما فيها من الخير والفضل العظيم، قال -تعالى-: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ)

 كما أن فيها الكثير من الأجر والثواب للمسلم الذي يقومها. تقدر فيها الأرزاق والآجال وتكتب فيها الملائكة الحوادث والأعمال وكل ما هو كائن في السنة التي فيها ليلة القدر إلى السنة التي تليها فينفصل كل ما كتب من الأمور المحكمة بعلم الله ومشيئته وقدرته من اللوح المحفوظ لتسجِله الملائكة في صحفها بأمر الله -تعالى- وإرادته؛ قال -تعالى-: (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ).

 يُعد العمل الصالح فيها أفضل من عمل ألف شهر فيما سواها كما أن العبادة فيها خيرٌ من العبادة في ألف شهر دونها أي ما يقارب عمل ثمانين عاما إضافة إلى أن الأجر والثواب فيها مضاعف فعلى الرغم من أن العمل في رمضان مضاعف في الأصل إلّا أنه مضاعف أيضاً في هذه الليلة أضعافا كثيرة لا يعلمها إلّا الله -تعالى- قال -تعالى-: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ). تمتلئ ليلة القدر بالسكينة والأمن والطمأنينة حتى طلوع شمسها وفيها تتنزل الملائكة بالرحمة والسلامة والخير لأهل الطاعة والإيمان قال -تعالى-: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ*سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ).

 تغفر فيها الذنوب ويكثر فيها العفو والغفران والتيسير لمن قامها محتسبا الأجر من الله -تعالى-؛ قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ). #علامات ليلة القدر

****************

 تختص ليلة القدر بالعديد من العلامات والتي يذكر منها ما يأتي: تظهر الشمس في صباحها شبيهةً بالقمر حين يكون بدرا حيث لا يكون للشمس شعاع وتكون مستوية فقد روى أُبيّ بن كعب -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنه قال: (أنَّهَا تَطْلُعُ يَومَئذٍ لا شُعَاعَ لَهَا) ينشرح صدر المؤمن وقلبه في هذه الليلة ويجد في نفسه نشاطا إلى العبادة وعمل الخير. يتصف ليلها بالاعتدال فقد وصف الرسول- صلّى الله عليه وسلم- هذه الليلة في الحديث الذي رواه جابر- رضي الله عنه- عن النبيّ أنّه قال: (إني كنتُ أُرِيتُ ليلةَ القَدْرِ ، ثم نُسِّيتُها وهي في العَشْرِ الأَوَاخِرِ من ليلتِها وهي ليلةٌ طَلْقَةٌ بَلْجَةٌ لا حارَّةٌ ولا باردةٌ). وكلمة بلجة تفيد معنى أنها: ليلة تتصف بالإشراق ولا حر فيها، ولا برد. التعريف بليلة القدر 

يتكون مصطلح ليلة القدر من جزأين فالأول هو الليلة وتعرف بأنها: الوقت الذي يمتد منذ غروب الشمس وحتى طلوع الفجر أما الثاني فهو القدر وقد تعددت أقوال الفقهاء في بيان المعنى المراد من القدر استنادا إلى بعض الأدلة ومنها: قوله -تعالى-: (وَما قَدَرُوا اللَّـهَ حَقَّ قَدرِهِ) فالمقصود هنا بالقدر: التشريف والتعظيم وهي ليلة ذات قدر بتنزل القرآن والملائكة فيها كما تتنزل فيها رحمات الله -تعالى- وبركاته ومن معاني القدر أيضا: التضييق كما في قوله -تعالى-: (وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ)؛[١٣] والمقصود هنا أن التضييق في هذه الليلة هو إخفاؤها وعدم تعيينها بوقت محدد ولأن الأرض تضيق وتزدحم بالملائكة ومن معانيه أيضا أن القدر بفتح الدال رديف لمفهوم القضاء أي بمعنى الفصل والحكم وقال بعض العلماء في معنى القدْر وسبب تسميتها بذلك: إن الملائكة في هذه الليلة تكتب ما قُدر من الرزق والآجال من الله -تعالى-، وهذا في قوله -تعالى-: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ*فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ*أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ) والليلة المباركة في هذه الآية هي ليلة القدر. إثبات وجود ليلة القدر ووقتها 

 

وردت أحاديث كثيرة ترغب المسلم في تحري ليلة القدر وإدراك وقتها وطلبها وليلة القدر ليلة ثابتة لا ترفع حتى قيام الساعة ومن الأدلة على ذلك ما صح عن عائشة -رضي الله عنها- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، قال: (تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في الوِتْرِ، مِنَ العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ) وذهب جمهور العلماء إلى أن هذه الليلة تقع في ليالي رمضان وهذا ما يسانده الجمع بين الايتين في قوله -تعالى-: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) وقوله -تعالى-: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) ويؤكد هذا حديث الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-: (التَمِسُوهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ لَيْلَةَ القَدْرِ) حيث وضع الحديث النبوي محددا آخر لليلة القدر بإثبات وقتها بالعشر الأواخر من الشهر الفضيل ثم استدلوا على أن ليلة القدر تكون في ليالي الوتر من العشر الأواخر بقوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (فَالْتَمِسُوهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن كُلِّ وِتْرٍ) وقد وردت أقوال أخرى كثيرة في بيان وقتها وبعضها لا يستند إلى دليل صحيح. 

 

الحكمة من إخفاء ليلة القدر

 اقتضت إرادة الله -تعالى- بأن يجعل وقت ليلة القدر خفيا على العباد كما أخفى عنهم كثيرا من الأمور كساعة الإجابة في يوم الجمعة ووقت انتهاء أجل الإنسان ويوم القيامة لحكم متعددة إضافة إلى أنه أخفى ليلة القدر ليكون المسلم مُجتهدا في عبادته دائما في الليالي جميعها وليكون حريصا على إدراكها والتماسها خوفا من أن تضيع عليه فلو عُينت فإن العبد قد يقتصر بالعبادة على هذه الليلة فقط وفيما يأتي ذكر لأسباب وحكم أخرى لإخفاء ليلة القدر ليشغل المسلم العاقل وقته بما هو مطلوب منه من العبادة طوال الشهر وخاصة في العَشر الأواخر منه ولا ينشغل بالبحث عن موعدها ووقتها. ليعظم المسلم ليالي رمضان جميعها وعدم الاقتصار على ليلة القدر فقط. ليتجنب المسلم الوقوع في المعاصي فإن وقوعه في المعصية مع عِلمه بكونها في ليلة القدر توجِب الإثم العظيم، وليس حاله كمن وقع في الإثم مع عدم عِلمه بأنّها ليلة القَدر. ليحصل العبد على ثواب الاجتهاد في إدراكها وطلبها. ليظهر سِرّ الآية التي قال فيها الله -عزّ وجلّ-: (إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) وأن هذه العبادة صدرت من العباد في ليلة مخفية فيعلم الذين في السماوات أن هذه الليلة لو كانت معلومة لاجتهدَ فيها العباد أكثر.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق