كتب - صدام كمال الدين اجتمع ثلاث قامات ثقافية، في الفعالية الأولى، بالقاعة الرئيسية، لمعرض القاهرة الدولي للكتاب ، في دورته الـ 48 ، على منصة ندوة "فاروق شوشة.. شخصيات لها تاريخ"، متحدثين عن جوانب إنسانية وإبداعية في حياة الشاعر الراحل الذي ودّع عالمنا في الرابع عشر من أكتوبر 2016 ._x000D_
_x000D_
في البداية ، قال الناقد الدكتور أحمد درويش، إن فاروق شوشة، قدّم عطاءات منيرة في الشعر والإعلام، وكان مثال للإنسان الذي يبذل جهدا لا نهاية له في التواصل مع البشر من كل هذه الزوايا، فقد ولد شاعرًا موهوبًا في قرية الشعراء ، ومعه موهبة الشعر التي ظهرت فيما بعد ، وعندما مضت سنوات دراسته في الثانوية العامة، فقد عرف إلى أين يتجه ، فرأي أن الكلية المثالية التي يمكن أن تحتضن هذه الموهبة، هي دار العلوم، وكان اختيار دخول الكلية عكس التيار، لأنه لم يكن أزهريًا درس علوم اللغة في الأزهر، لذلك دخل الكلية بدون تأهيل، لكنه كان مسلحًا بالإصرار ._x000D_
_x000D_
لعبت الأقدار دورًا بارزًا في حياة الشاعر فاروق شوشة، فلم يكن ينتوي أن يكون إعلاميًا، لفقد دخل اختيار الإعلام مصادفة، ونجح فيه، وتأهل ليكون إعلاميًا، وبجانب ثقافته المتفردة، امتلك صوتًا إذاعيًا شعريًا، ومنح هذا الصوت الزمردي في سخاء وعطاء وكرم إلى كل شعراء العربية من أقدم العصور وحجبه عن نفسه، وقدم برنامجه نماذج لكل شعراء العربية ما عدا فاروق شوشة ._x000D_
_x000D_
إبداعه الشعري، كما يوضحه "درويش"، طويل الأمد، بداية من ديوانه الأول "إلى مسافرة"، حتى ديوانه الأخير الذي طُبع بعد وفاته "نخلة الماء"، والذي وقع عقده بنفسه قبل ساعات من توديعه دنيانا، فظل حتى النفس الأخير يعطي شعرًا، محولًا بذلك أن يكون الشعر جلدًا أو ذنبًا ._x000D_
_x000D_
وفي كلمته، قال الشاعر محمد إبراهيم أبو سنة، أن فاروق شوشة، استطاع خلال حياته كلها أن يقدم النموذج الأمثل للشاعر الذي لم يتوقف عن العطاء، منذ ديوانه الأول "إلى مسافرة"، وديوانه الأخير "نخلة الماء"، كما لم يتوقف عن العطاء في مجال الإعلام، خاصة برنامجه لغتنا الجميلة الذي يصدح من خلال اختياراته الموفقة الذكية العميقة سواء من التراث العربي القديم أو من الشعر الحديث . _x000D_
_x000D_
واستطاع كذلك أن يقدم عطاءً مستمرًا ودائما للمناصب التي احتلها سواء أكان رئيس الإذاعة أو أمين لمجمع اللغة العربية أو عضو دائم في لجنة النصوص الغنائية، أو لجنة الشعر وبيت الشعر._x000D_
_x000D_
تفاجئت بديوانه الأخير "نخلة الماء"، وكأنه يريد أن يقدم رسالة للعالم بأنه كان يضع الشعر فوق كل شئ، وفي نفس الوقت يضع الشعر في مقدمة إنجازاته، كنت أتمنى أن أهنئه به، لكن لم يسعفني القدر._x000D_
_x000D_
وسرد الدكتور فهمي حجازي، عضو مجمع اللغة العربية ، لمحات من صداقته بالشاعر الراحل ، مشيرًا إلى زمالاتهما وتعاونهما في عدة أعمال ، على مدار أكثر من 30 عامًا، فاروق شوشة، فقد كان من أنجح الإعلاميين في ربطه بين الأداء اللغوي والإعلام ، مؤكدًا من خلال تجربته أن العربية لغة حية وليست مجرد لغة تراثية ._x000D_
_x000D_
أثبت أن اللغة العربية، لغة تراث عظيم لكنها أيضًا لغة حية، وتعامله مع اللغة العربية مثلما يتعامل المثقف الأوروبي باعتبارها تعبر بدقة ووضوح في كل المجالات بلغة سليمة لا تستعصي على جمهور الناس، وأتضح ذلك من لباقته في الشعر وإخراجه بلغة سليمة، يحبب الناس فيها. لأن مفهوم الثقافة، لديه كما يتضح، أن الثقافة، هي اللغة والفنون والخط والشعر والمسرح والرواية وأدب الأطفال، وغيرها.
اترك تعليق