رئيس مجلس الإدارة
طارق لطفى
رئيس التحرير
أحمد سليمان
الدعاء في القرآن الكريم .. الحلقة الرابعة عشر
ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين .. دعاء السلامة والعصمة والنجاة
تذخر سور القرآن الكريم بها الكثير من صيغ الدعاء سواء التي وردت على لسان الأنبياء والرسل عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام أم التي وردت على لسان الصالحين .. ((الجمهورية اونلاين)) تستعرض طوال أيام شهر رمضان المبارك بعض الأدعية الواردة في القرآن الكريم مع تفسيرات مبسطة لها
نستعرض في هذه الحلقة من سلسلة الدعاء في القرآن الكريم آيات الدعاء التي وردت في سورة يونس
((رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)) سورة يونس، الآيتان: 85- 86
دعوة مباركة ضمن الدعوات الكثيرة التي ذكرت في كتاب ربنا لموسى مع فرعون لما فيها من مقصدٍ عظيمٍ، في شأنٍ مهمّ وخطيرٍ، في كيفية تعامل المؤمن مع الكافرين والظالمين، عند الفتن، والتسلّط عليهم، وأن ملجأهم الأول اللَّه جلّ وعلا في التوكل والإنابة إليه، والالتجاء إليه بالدعاء، والتضرّع، وهي تشبه دعوة نوح وقومه.
((رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)) أي: لا تسلّطهم علينا فيعذبونا حتى يفتنونا عن ديننا، ولا تجعلنا فتنة لهم يفتنون بنا غيرنا، فيقولون لهم: لو كان هؤلاء على حق لما سُلّطنا عليهم وعذبناهم.
والمؤمنون في هذا الدعاء سألوا المولى عز وجل السلامة والعصمة في دينهم لهم ولغيرهم، وهذا يدلّ على قوة إيمانهم على ما هم فيه من الشدَّة والكُرْبة، وبعد أن دعوا اللَّه تعالى في أن يصون دينهم عن الفساد والهلاك، أتبعوه بسؤال اللَّه السلامة لأنفسهم من الهلاك والضرّ
((وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)) أي: خلّصنا بواسع رحمتك من مجاورة القوم الكافرين، وتخصيص التوسل برحمته؛ لأنّ بها يحصل المطلوب، ويزول المكروه، وفي هذا دليل على اهتمامهم بأمر دينهم فوق اهتمامهم بسلامة أنفسهم؛ ولهذا كان النبي يستعيذ من مصائب الدين؛ لأنها أشد المصائب والمهالك.
لذلك ينبغي الاستعاذة من الفتن لشدة خطورتها على الدين، فقد كان عليه الصلاة والسلام يأمر بالاستعاذة منها: ((تعوَّذوا باللَّه من الفتن: ما ظهر منها، وما بطن)) وكان يقول في دعائه قبل السلام: ((اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات)).
المصادر:
تفسير ابن كثير
تفسير أبي السعود
تفسير الشوكاني
سنن الترمذي
صحيح البخاري
اترك تعليق