تضم سور القرآن الكريم الكثير من صيغ الدعاء سواء التي وردت على لسان الأنبياء والرسل عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام أم التي وردت على لسان الصالحين رضي الله عنهم ألحقنا بهم على خير.
((الجمهورية اونلاين)) تستعرض طوال أيام شهر رمضان المبارك بعض الأدعية الواردة في القرآن الكريم مع تفسيرات مبسطة لها ونقدم لك عزيزي القارئ في الحلقة الثانية من هذه السلسلة صيغة الأدعية التي وردت على لسان أبو الأنبياء إبراهيم الخليل وولده إسماعيل الذبيح عليهما وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام والتي وردت في سورة البقرة مع تقديم تفسيرات مبسطة لهذه الأدعية العظيمة.
((رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ)) آية 26 البقرة
آمنا يا ربنا من الجبابرة وغيرهم، أن يسلطوا عليه، ومن عقوبة الله أن تناله، كما تنال سائر البلدان، من خسف، وائتفاك، وغرق، وغير ذلك من سخط الله ومثلاته التي تصيب سائر البلاد غيره.
موقع الكلم الطيب .. مدارج السالكين، وتفسير الفاتحة لابن عثيمين
((إِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)) آية 127
هذه أولى دعوات إبراهيم إمام الحنفاء، وقدوة الموحدين، وخليل الرحمن، الذي وصفه ربنا ﻷ بأنه الجامع لخصال الخير كلّها.
وهذه الدعوة المباركة جمعت عدة مطالب عظيمة لا غنى عنها للعبد في أمور دينه ودنياه.
فهي تحمل سؤال اللَّه تعالى القبول في الأعمال، والأقوال وفيها تنبيه للعبد أن يستحضر هذه المعاني وكأنها أمامه، من جليل الأعمال من رفع القواعد، وكذلك دعاؤهما، حتى يتأسى العبد بهذه المقاصد والمطالب الجليلة من إخلاص العمل للَّه تعالى، وما يحمل الدعاء في طياته من جميل المعاني من الخوف، والرجاء، والرغبة، والرهبة.
((رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)) آية 128
اجعلنا مستسلمين لأمرك، خاضعين لطاعتك، لا نشرك معك في الطاعة أحدا سواك، ولا في العبادة غيرك، وهذا الدعاء من إبراهيم وإسماعيل، عليهما الصلاة والسلام مرغوب فيه شرعا، فإن من تمام محبة عبادة الله تعالى أن يحب أن يكون من صلبه من يعبد الله وحده لا شريك له
وقولهما العبد مهما كان، لابدّ أن يعتريه التقصير ويحتاج إلى التوبة لذلك قالا ذلك لأنفسهما وتعليماً للذرّية بعدهما أن يلازموا هذا الطلب، والمقصد الجليل
وجملة)) إنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)) هي تعليل لطلب القبول، ومزيد استدعاء للإجابة. فانت سبحانك يا الله كثير التوبة على عبادك، ذو رحمة شاملة للمؤمنين يوم القيامة
تضمنت هاتان الآيتان الكثير من الفوائد الجليلة منها: أهمية القبول، ووجوب ملازمة سؤال اللَّه، والخوف والرجاء، مع التوسّل إلى اللَّه تعالى بأسمائه وصفاته ما يناسب المطلوب والسؤال، وشدة افتقار الإنسان إلى ربه تعالى، بجانب الحرص على ملازمة التواضع وطرد الإعجاب بالنفس، فضلا عن أهمية سؤال اللَّه تبارك وتعالى الثبات على الإسلام، على أن يشمل الدعاء ذرية الانسان
(( رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )( آية 129
هذه دعوة ابراهيم واسماعيل لنبينا محمد صل الله عليه وسلم وقال عنها ((أَنَا دَعْوَة أَبِي إبْرَاهِيم وَبُشْرَى عِيسَى))، واستجاب الله عز وجل فبعث فيهم رسولا منهم يعرفون حسبه ونسبه ويخرجهم من الظلمات الى النور ويهديهم إلى صراط العزيز الحميد يقرأ عليهم كتابك وهو القرآن الكريم.
والحكمة هي العلم بأحكام الله التي لا يدرك علمها إلا بيان الرسول عليه الصلاة والسلام والمعرفة ويزكيهم ويطهرهم من الشرك بالله وعبادة الأوثان إنك انت العزيز القوي الذي لا يعجزه شيء والحكيم لا يدخل تدبيره خلل ولا زلل فأعطنا ما ينفعنا وينفع ذريتنا ولا ينقصك خزائنك.
اترك تعليق