ترد إلي دار الإفتاء يوميا آلاف الفتاوي سواء علي موقعها الإلكتروني أو بصفحتها علي فيس بوك ويجيب عليها فضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية.
* هل هناك تعارض بين الزكاة والضرائب؟.. وما حكم من يتهرب من دفعها أو دفع الرشوة لإنقاص قيمتها؟
** لا يجوز التهرب من الضرائب. ولا يجوز دفع الرشوة لإنقاصها فدفع الضرائب تعبد لله لأنها من طاعة ولي الأمر في الحق والخير والبناء. فهي طاعة للقانون الذي وضعه ولي الأمر ونحن مأمورون بطاعته فيما لا يخالف الله ورسوله .. كما أنه لا تعارض بين الزكاة والضرائب فكلتاهما تُدفع بأمر شرعي. 

فمصارف الزكاة محدودة محصورة في الأصناف الثمانية التي حددها القرآن. ويجوز لولي الأمر أن يفرض ضرائب عادلة في تقديرها وفي جبايتها إلي جوار الزكاة» وذلك لتغطية النفقات العامة والحاجات اللازمة للأمة باعتبار أنه القائم علي مصالح الأمة التي تستلزم نفقات تحتاج إلي وجود مورد ثابت. ولا سيما في هذا العصر الذي كثُرت فيه مهام الدولة واتسعت مرافقها.. وولي الأمر في عصرنا هو مجموعة المؤسسات التشريعية وفقًا للنظام الحديث.
* كيف نرد علي من يقول إن الإسلام لم يكرم المرأة ويهضم حقوقها؟
** الشريعة الإسلامية تحتفي بالمرأة وتكرمها وتمنحها كل حقوقها المشروعة بعدما كانت تتعرض للكثير من الظلم والمهانة قبل الإسلام كما أنها تعتبر المرأة شريكا أساسيا في تحقيق البناء والتنمية في الدول والمجتمعات باعتبارها تمثل نصف المجتمع وما تقوم به من دور كبير في تربية النشء وإخراج أجيال نافعة للمجتمع قادرة علي العمل والبناء وهذا الدور لا يمكن لأحد أن ينكره وقد أعطاها الإسلام حق العمل ومشاركة الرجال في تنمية البلدان والمجتمعات. وبلغ الاعتداد بالمرأة في الإسلام مبلغا لم تصل إليه تشريعات البشر الوضعية إلي يومنا هذا ولا تستوعبه حتي قيام الساعة.. كما أن الإسلام ضمن للمرأة حقها في الميراث وحرم أكله بالباطل بينما العادات والتقاليد الفاسدة هي التي رسخت لمفهوم حرمان المرأة من الميراث. وينبغي أن نصحح ذلك لأن القرآن الكريم عندما نزل حدد للمرأة ميراثها وحقوقها الشرعية.
* ما حكم خروج المرأة المعتدة من وفاة زوجها من بيت الزوجية وهل هناك ضوابط شرعية لذلك؟
** المرأة المعتدة من وفاة زوجها يجب عليها شرعا البقاء في منزل الزوجية. وترك الزينة والتطيب.. إلا أنه يجوز لها الخروج للعمل من أجل التكسب أو خشية فقدان الوظيفة وكذلك الخروج لقضاء حوائجها أو العلاج أو للزيارة أو للنزهة والترويح عن النفس بملابس الحداد في ذات المدينة ونحو ذلك مع وجوب الالتزام بالمبيت في بيت الزوجية ويتحقق بمكثها فيه معظم الليل. ولا يجوز لها ترك المبيت أو الانتقال إلي بيت آخر إلا في حالة الضرورة أو الحاجة التي تنزل منزلتها» كعدم الأمن والخشية علي نفسها.
* ما رأي فضيلتكم في ارتفاع معدلات العنف والجرائم خاصة العنف الأسري؟
** ما يدعيه بعض الأزواج من جواز الاعتداء علي الزوجة والأولاد وتهديدهم وترويعهم لا علاقة له بالشريعة الإسلامية السمحاء بل إن الإسلام حث علي خلاف ذلك. وجعل حسن معاملة الأزواج لزوجاتهم وأهليهم معيارا للخيرية فقال صلي الله عليه وآله وسلم: "خيركم خيركم لأهله. وأنا خيركم لأهلي" ولم يرد عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم أنه ضرب نساءه قط.