"الزواج سنة الحياة".. جملة تتردد دائما وتعبر عن حقيقة تامة.. فهو شرع الله الذي يحفظ الكائن البشري وينتج عنه اجيالا تعمر الكون وتعد الخطبة بالطبع هي المرحلة السابقة مباشرة للزواج لذا لابد من معرفة الضوابط القانونية الحاكمة لهذه العلاقة.
و تقدم الجمهورية اونلاين اليوم حلقة خاصة حول ( الخطبة ) وذلك من خلال باب مستشارك القانون والتى يقدمها المستشار القانونى محمود البدوى المحامى بالنقض والدستورية العليا والذى يجيب عن اسئلة قراء الجمهورية اونلاين متطوعا وبالمجان طوال ايام الاسبوع من خلال ارسال الاسئلة والاستفسارات القانونية على البريد الالكترونى لمحررة الباب. [email protected]
قال البدوي: الزواج عقد يبيح استمتاع كل من الزوجين بالآخر على الوجه المشروع ويحدد ما لكليهما من حقوق وما عليه من واجبات ، وقد حدد القرآن الكريم أغراض الزواج في قوله تعالى ﴿ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون﴾.
والحق في الزواج من حقوق الإنسان يتمتع به الرجل والمرأة ، وقد نصت الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان على الحق في الزواج وتكوين أسرة للرجل والمرأة متى بلغا سن الزواج على قدم المساواة .
واضاف البدوي : الخطبة تمهيد للزواج ، ولا توجد إجراءات خاصة بها ، وتخضع لأعراف كل فئة من فئات المجتمع ، والتعريفات الفقهية السائدة للخطبة تجعلها من جانب الرجل للمرأة عندما يبدي رغبته في الزواج منها ، لكن الشرع منح حق الخطبة لكل من الرجل والمرأة ، فكلاهما يمكن أن يكون خاطباً بنفسه أو بوكيله ، ويعد ذلك من أوجه المساواة الإسلامية بين الجنسين يغفل عنه كثيرون ممن يتناولون موضوع الخطبة.
الخطبة ليست ركناً من أركان الزواج ، ولا هي شرط من شروط صحته ، فلو تم الزواج من دون خطبة انعقد صحيحاً ، وقد قررت محكمة النقض أن الخطبة ليست إلا تمهيداً لعقد الزواج أو وعداً بالزواج لا يقيد أحداً من المتواعدين ، ومع ذلك يفضل اللجوء إليها لتحقيق الغاية منها ، وهي إتاحة الفرصة لكل طرف من الطرفين للتعرف على الآخر حتى يقدم على الزواج عن معرفة حقيقية فيحدث التوافق وتتأكد المودة.
يجوز العدول عن الخطبة باتفاق الطرفين أو بناء على رغبة أحدهما ، لكن العدول عن الخطبة لغير مصلحة ظاهره مكروه لما فيه من عدم الوفاء الوعد ، وفي حالة العدول عن الخطبة يجب رد المهر بعينه إن كان قائماً أو رد مثله أو قيمته يوم تقديمه إن كان قد هلك أو استهلك. كما يجب رد الهدايا إن كانت موجودة ، رضاء أو قضاءً ، أما إن كانت قد هلكت أو استهلكت ، فلا يجب ردها.
ولا يستحق التعويض بسبب العدول عن الخطبة في ذاته ، لأنه حق واستعماله لا يوجب المسؤولية والتعويض ، لكن إذا تسبب العدول عن الخطبة في إلحاق الضرر بأحد الطرفين ، وجب التعويض عن هذا الضرر متى كانت هناك أفعال مستقلة عن العدول ألحقت هذا الضرر بأحد الخاطبين على أساس المسؤولية التقصيرية ، مثال ذلك أن تكون المخطوبة طالبة علم أو موظفة واشترط عليها خطيبها أن تقر في بيتها بمجرد الخطبة فأطاعته ، ثم عدل عن الخطبة دون مبرر مشروع ، فيعد ذلك خطأ موجباً للمسؤولية والتعويض.
اترك تعليق