" كمامه يابيه .. كمامه ياهانم .. كمامه يا استاذ .. كمامه يا ابله ب ٢ونص والاتنين ب ٥ جنيه .. ولاتروح لصيدليه وتتعب رجليك ولا تاخد مخالفه جوه ب ٤٠٠٠ جنيه " ينادي " حسين" او هكذا سنشير اليه او سنطلق عليه يوميا.. حيث ستجده واقفا او جالسا بجوار بضاعته التي هي عبارة عن صندوقين لل" الكمامات " موضوعين في علبة تحمل احدي شركات الادوية الشهيره ليعطيك الثقه بأنها بضاعه سليمه مائه بالمائه !
* " البس كمامه ..من الزباله" . يبيعونها ب ٤٠ قرشا للتجزئه و ب ٢ونص للمواطن!
*تاجر تجزئه : بنبيعها ومبنلبسهاش ..وآخر "خشنه وريحتها وحشه"!!
*تنتشر علي الارصفه وفي مواقف الاقاليم ..والمتخصصون يحذرون
*سوق سوداء يباع فيه المرض ويمتلئ بالغش التجاري
*اكبر بؤره في منطقة " باسوس " و "كلية الزراعه"
" كمامة حسين" التي اشتريناها من علي رصيف الشارع الملاصق لمحطة مترو كلية الزراعة كانت المفتاح لعالم خفي .. عالم ممرض وربما قاتل باصرار وترصد او بدون .. عالم يسرق منك اموالك برضاك وبرغبتك فبيدك تخرج الجنيهات التي سيسلب بها صحتك واهما اياك بأنه يحفظها لك بحجة الحماية من " كوفيد" او فيروس "كورونا" .. عالم يتسبب في تكبيد شركات الادويه خسائر كبيره اكبرها سمعة سيئه بعد استخدام " الكمامة المضروبة"
يلتقط " حسين " انفاسه ويكمل جمله المسجوعه ليلفت نظر الماره " كمامه يا استاذ ..كمامه ياابله .. حمايه من الكورونا واعزمونا علي مكرونه .. ب ٢ جنيه ونص يابلااااش "
عالم واسع لديه ابواب خلفيه ويحكمه شياطين تعلم جيدا انها تضر ولا تفيد وتتربح اموالا طائله فالفرق بين التصنيع الفعلي والسعر المطروح للكمامه يتخطى المائه في المائه .. من القمامه و" الشاش" الغير معقم يملأ سماسرة السوق الاسود ومصنعوه جيوبهم بالاموال الحرام مقابل صحة مسلوبه وامراض اخرى قد تهدد الجهاز التنفسي والتي قد لاتكون اقل خطورة عن اي فيروس خاصة لاصحاب الامراض المزمنه كمرضي الحساسية اوالمناعه الضعيفه كمرضى السرطان
تجار يقتاتون علي " ازمات الوطن " او مشكلاته ولايقلون خطورة عن تجار المخدرات فكليهما يبيع المرض بعدان تسبب بضائعهم المشبوهه في حدوث اعتلال لاعضاء الجسم البشري لاسيما الجهاز التنفسي
" الجمهوريه اونلاين " تدخل الباب الخلفي لعالم "تجار الكورونا" مثلما يطلق عليهم بائعي التجزئه فيما بينهم .. تحقيق استقصائي استمر شهرا وتم تسجيل فيه كل ماحدث بعد ان نجحنا في اختراقه بصعوبه
" الجمهوريه اونلاين " تكشف الكثير من التفاصيل الصادمه كاشفه عن السعر الحقيقي ل " كمامات الرصيف" مثلما يطلق عليها وكيف يتم تصنيعها وكيف يحلل مصنعيها بانعدام ضمير بيعها بعد اقناع بائعي التجزئه بالحجج الواهيه عند سؤالهم عن مدي سلامتها وان كانت مناسبه صحيا .. نكشف عالم " ابالسة تجارة المرض المقنع" او " المكمم ويبقي السؤال كيف تركت الاجهزة المعنيه سوقا لهذه الكمامات المشيوهه يترعرع ويكبر في منطقة كلية الزراعه والتي بها محطه مترو تستقبل يوميا الاف الركاب وحول مواقف الاقاليم بحجه ان هناك " لجنه علي الطريق"!!
بين فيروس يطارد العالم كله مترصدا رئة البشر وبين دواء ولحاقات وامال معلقه لهزيمته ظهرت أهمية الاجراءات الاحترازية كالتباعد وغسيل الايدي بالماء والصابون بشكل دوري واستخدام المطهرات ووضع " الكمامات" خاصة في الأماكن المغلقة والمكتظه ومن " كمامه " اشتريناها من على رصيف الشارع من امام محطة مترو كلية الزراعه تبدأ مغامرة من نوع خاص
داعبتني بابتسامه لطيفه وكلينا يقف عند" حسين" لشراء " كمامه" بعد ان نسيتها انا سهوا اثناء خروجي للعمل وبعدان سقطت منها خاصتها سهوا ، " نورا " طفله صغيره عمرها ١٤ عاما من يراها يعلم من لونها الاصفر وسقوط شعرها انها مريضه سرطان ، بادلتها نفس الابتسامه وتحدثت معها قليلا قبل ان تمزق الكيس البلاستيكي وتضع الكمامه التي لاحظت ان " الماتريال" المصنوعه منه خشنا قليلا وليس مثلما اعتدت علي شرائها من الصيدليه ، شرعت الطفله المسكينه في السعال المتكرر بمجرد وصولنا الي باب محطه المترو التي تبعدامتار قليلا وبمجرد دخولها من الباب خلعتها فيما انني كنت استعد لارتداء التي اشتريتها للدخول للمترو لاشعر برائحه غريبه وبعد قليل شعرت انها كريهه !
قالت لي " نورا " التي شرعت في الحديث " ريحتها غريبه اوي" اومأت لها بالايجاب وطالبتها بالانتظار معي حتي تذهب والدتها لشراء واحده لها من اي " صيدليه" قريبه ،وقتها شرعت في فحصها لانتبه الي القطعه البلاستيكيه التي بدت يدويه ، فحصتها جيدا لالاحظ ان نسيجها المهترئ برائحه كريهه تشبه رائحة الاحتراق يبدو غريبا ، فضلت عدم ارتداء نظيرتها فقد اشتريت اثنتين ب ٥ جنيهات وانتظرت والدة الطفله التي عادت لتأخذها وترحل ذاكرة لي انها تشاجرت مع "حسين" والذي اوهمها ان ابنتها ربما تكون " متحسسة" كونها مريضة ولم يعر لها انتباه ناهرا و مطالبا اياها بالابتعاد كونها تسئ لبضاعته النظيفه !
طوال الطريق ظللت افكر في حال ' نورا " وغيرها ممن يعانون من نفس المرض اوحتي امراضا اخرى اوحتي الاصحاءالذين قد يصابوا جراء هذه " الكمامه" التي لاتحتاج لتحليل لتفهم انها غيرمطابقه للمواصفات خاصه وان والدة نورا كانت تريني الفرق بين الاصليه و " المضروبه" رغم انها من ذات نوع " الكمامات' التي تنتجه شركة معينه في ذات العلبه !
كان من الصعب التعامل المباشر مع " حسين "، الذي لاحظ تواجدي لعده ايام وانا الاحظ حركه البيع والشراء للكمامات حتي انه لم يستسغني فقررت الاستعانه بمرشد صحفي اجعل منه طعما ل "حسين" وهذا المرشد الذي ساقته الصدفه ليشكو من اصابة احدي شقيقاته بمرض في الصدر نتيجة ارتدائها اليومي للكمامات من "كلية الزراعه" او هذا ماقاله له طبيب الصدر
بملابس رثه وحذاء ممزق وحوار حفظه مني ذهب ل "حسين" والذي تعمدت الوقوف بجواره لشراء كمامه وكاني لا اعرفه لاعطي " حسين " الثقه ليدور الحوار بين مرشدي الصحفي والذي سنرمز له باسم " نبيل" و تاجر الامراض المقنعه
*نبيل: قالولي انك راجل جدع.. عاوز اشتغل ياعم والنبي
*حسين: ياعم هي ناقصه ..اديك شايف الدنيا مليانه عالرصيف في الزراعه وكلنا عارفين بعض هتخشفي وسطنا هتتعور
*نبيل: طب قولي اعمل ايه انا وصاحبي مغتربين من اسيوط وقالولنا بيعوا كمامات مضروبه ..سوقها ماشي وكده بس شوفوا حد يكون جدع يدلكم علي مورد
*حسين : لا مفيش ومعرفش حد
*اسبوع كامل كان الرد هو الرفض فقررنا القاء الطعم الاخر ليدور نفس الحوار الا ان هذه المره كان الردايجابيا وكان الطعم ان قال له نبيل ان بحوزتهم ٣٠٠ جنيها
ابتلع " حسين ريقه " ولمعت عيناه عندما سمع بان "محمود" وصديقه المجهول بحوزتهم مبلغ مالي فسأله
*حسين : معاك كام ؟
*نبيل : ٣٠٠ جنيه
*حسين: ومشترتش كمامات من الصيدليه ليه؟
*نبيل : كلك نظر ياعم حسين ودول هيعملوا ايه ..هو اللي في الصيدليه زي دي برده ؟!!!
*حسين : طب بقولك ايه امشي وسيبلي رقمك
كان هذا الرد مريحا بالنسبه لنا فبعد رفض تام لعدة ايام اخيرا وطمعا في ال ٣٠٠جنيه قرر ان يدخل مرشدنا الصحفي للعالم المجهول للمرض المقنع ولسوق سوداء مخرب للاقتصاد يجب ان تتصدى لها مباحث المصنفات وكل من له سلطات لانهاء ذلك السوق
بعد يومين وصل الاتصال الذي طال انتظاره وكان فحواه والذي سننقله نصا
*حسين: بقولك ايه انا بشتري مكنه نص استعمال وهخيط كمامات من الزرقا دي
*نبيل : تمام
*حسين: وهتبقي اول زبون ليه وهبيعلك الواحده ب ٣٥ قرش
*نبيل: ليه هي بتتباع بكام ؟
*حسين: ب ٤٠ قرش
*نبيل: بس انا مستعجل
*حسين:طب هدلك عالمورد عامل اوضه كده في كليه الزراعه مصنع وبييجي يقابلنا هنا يوزع علينا بس بعد كده تبقي زبوني
*نبيل : يعني ال٣٠٠جنيه يعدوا ١٥٠٠ وكمامه؟؟
*حسين : ايوا ياعم هتكسب دهب وادعي لعمك حسين
*نبيل: لامؤاخذه ياعم حسين عشان ابقي مطمن هي دي متصنعه كويس؟
*حسين:قصدك معقمه؟
*نبيل : اه
*حسين : متدقش ياعم ..الصحه قالت اي حاجه لامؤاخذه علي وشك
*نبيل: يعني انت بتستخدمها؟
*حسين : لا
*نبيل :ليه؟
*حسين : ياعم هو تحقيق انا اصلا ملبسش كمامه
*نبيل : طب شويه واختي هتكلمك عشان هتديني فلوس تانيه اتاجرلها فيهم
بعد عده ساعات حدثت "عم حسين " اخبرته عن احساسي بالقلق لان " نبيل" احضر لي عينه ولاحظت ان رائحتها كريهه فطمأني انه " كله سليم " واضاف "متبقيش تستخدميها انتي هتيلك واحده من الصيدليه " فسألته عن من اي مادة يتم تصنيعها فقال "شاش درجه خامسه" وضحك ضحكه صفراء وقال لوقلقانه معانا " القماش" وضاربين عليها شعار الشركه المعروفه فقلت له وطبعا ليست قطن ولا ذات الماتريال قال لي "طبعا "
من ناحيه اخرى تواصلت خيوط البحث حتي وصلنا الى احد المصنعين لها والذي رفض ان يأخذنا لمكان التصنيع ان هناك من سيقوم بايصال البضاعه لنا و قال " وزاره الصحه مصرحالي" فطالبناه برؤية التصريح فقال " لا ده بالبق كده .. ده المستشفي بتاخد مني" وطبعا لانعتقدان اي مستشفي تورد منه ولكنه قال ذلك ليعطينا الثقه لاتمام الصفقه المشبوهه
" ام رنا "بائعه " كمامات مضروبه قالت انهم يعلمون انها " مضروبه" ولكنها غير مضره لان المورد قال لها " ان النقاب الذي تضعه المنقبه غير معقم ويمثل حائلا" فقلت لها ان وزاره الصحه اعلنت ان " النقاب"، لايمنع الفيروس وهي نفس " الحجه" الذي ساقها لي " حسين" في اتصال اخر غير انني قلت له طب بفرض "النقاب بيبقي معروف قماشته ومغسول واوقات مكوي" الا انه قال وماله "الشاش" حتي لو صنعوه من مخلفات بس قدامنا نضيف وزي الفل" علي حد قوله
اما " احمد " والذي كان يعمل لفتره في مكان يعيد تدوير الكمامات المستخدمه او يعيد استخدامها بفرم الشاش المصنع بها واعادته دون تعقيم او حتي يستخدم الشاش الردئ والذي قال له صاحب المصنع انه مصنع من مخلفات المستشفيات والقمامه "دي تجاره حرام وغش تجاري وهتجيب الهلاك لصاحبها واللي بيشتغل فيها معدوم الضمير ..مش بس حرامي وغشاش ده بيجيب المرض للناس"
كانت المصادر الطبيه العديده ومنها قد حذرت من كمامات بير السلم مؤكدة انها قد تنقل امراضا اخطر من الكورونا!
وقالت المصادر والابحاث الطبيه إن الكمامة هي خط الدفاع الأول للوقاية والحد من انتشار المرض وان لها مواصفات ومعاير خاصة حددتها وزارة الصحة وتطبقها وزارة الصناعة
وأن الهدف الأول من ارتداء الكمامة هو عدم انتشار المرض و أن الكمامات المصنوعة في مصانع "بير السلم" يكون لها أخطار أكبر من وباء كورونا
واشارت الى أن هناك بعض الطرق للتأكد من أن الكمامة أصلية أو مغشوشة وهي انه يفضل شراءها من أماكن معلومة وعدم شرائها من الطرقات والأرصفة وانه يمكن اختبارها باسعال ولاعه ومحاوله اطفاء النار فإذا انطفأت هذا يعني أن تلك الكمامة مزيفة وغير صالحة للاستخدام وإشعال الطبقة الداخلية من الكمامة فإذا لم تشتغل فهي أصلية، وغير ذلك فهي مزيفة.
و الكمامة الأصلية لا ينعكس الضوء من خلالها، على عكس الكمامة المزيفة والكمامه الاصليه لا يتسرب الماء من خلالها على عكس المزيفة.
اما خبراء القانون فقد اكدوا إن المخالفين يخضعون لقانون الغش التجاري رقم 48 لسنة 1941 المعدل بالقانون 281 لسنة 1994، الذي يقول "كل من صنع أو طرح أو عرض للبيع أو باع مواد أو عبوات أو العقاقير أو البيانات الطبية، ويعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة وبغرامة لا تقل عن خمسة آلاف جنيه ولا تتجاوز عشرين ألف جنيه، أو ما يعادل قيمة السلعة موضوع الجريمة، أيهما أكبر، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من خدع أو شرع في أن يخدع المتعاقد معه بأية طريقة من الطرق"
واضافوا ان الكمامات المغشوشة تفوق في خطورتها عدم ارتداء كمامة من الأساس، لافتاً إلى أن المواطن لا يعرف الفرق بين الكمامات المطابقة للمواصفات من غيرها، لأنه ليس دوره، بل دور الأجهزة الرقابية بوزارة الصحة وأجهزة الدولة، لذا يجب على المواطن أن يشتري المستلزمات الطبية من الأماكن الرسمية والصيدليات والشركات الكبرى.
يذكر ان الداخليه ضبطت في حملاتها عددا يتخطي الاف الكمامات المضروبه ومازالت حملاتها تضبط الخارجين عن القانون في هذا الشأن منذ بداية انتشار " الفيروس"
الحقيقه ان سوق الكمامات المضروبه التي تباع ب ٤٠ قرشا لبائعي التجزئه ثم يعيد بيعها للمواطن بجنيهان ونصف بمقدار ربح يتعدي المائه بالمائه .. سوق الكمامات المضروبه التي تجدها في العديد من مواقف الاقاليم تحديدا حيث يقف احدهم لبيعها ب ٢ ونص و سوق الكمامات المضروبه الواسع عند محطه كلية الزراعه يحتاج لوقفه من مباحث المصنفات و مفتشي وزاره الصحه وكل من له سلطات لمنع المرض المقنع
اترك تعليق