أشاد الخبراء والإعلاميون بالقرار المصرى الذى اتخذه الرئيس عبدالفتاح السيسى فور وقوع كارثة الفيضان على أرض السودان الشقيق بإقامة جسر جوى دائم ومستمر، برعاية القوات المسلحة المصرية، لتخفيف آثار الأضرار الناجمة عن الفيضان الذى راح ضحيته حوالى 103 شهداء وأكثر من 50 مصابا، وعشرات الآلاف من المشرَّدين والمنكوبين، فضلا عن مئات الآلاف من البيوت المهدَّمَة.
وصفوا ذلك الجسر بأنه جسر المحبَّة والأخوَّة قبل أن يكون جسرا للمساعدات الغذائية والطبية، لما يربط الشعبين من روابط دم وأواصر مصاهرة، فالشعبان المصرى والسودانى شعب واحد على أرضين يربطهما نهر النيل، ومن قبل كانوا بالفعل شعبا واحدا.
جاء ذلك فى برنامج "عين على الحدث" بإذاعة صوت العرب، مع الإعلامى المتميّز وائل الدمنهورى، الذى دعا لاستثمار هذه المحنة التى يمر بها أهلنا فى السودان وتحويلها إلى منحة ورغبة أكيدة للتعاون البنَّاء والمثمر ليس فيما بين البلدين فقط بل مع جميع دول حوض النيل، والنظر بحظر للسد الأثيوبى الذى يهدد الشعوب الأفريقية فى أمنها وسلامها.
وطالب د. عباس شراقى- الأستاذ وخبير الموارد المائية بجامعة القاهرة- بضرورة التعاون فيما بين شعوب دول حوض النيل لاستثمار خيرات الفيضانات وتجنّب مخاطرها من خلال التعاون فى إقامة السدود والاستفادة منها لجميع الشعوب، وليس الانفراد بها كما هو الحال الأثيوبى الذى يهدد الأمن والسلم الدوليين، حيث التعنّت فى اتخاذ القرار منفردا، رغم التحفّظات على السلامة الإنشائية لإقامة السد الأثيوبى، مشيرا إلى ان هناك 16 ولاية سودانية تعرضت لمخاطر هذا الفيضان، وأُصيبت بأضرار بالغة، فما بالنا لو حدث خلل فنى أو هندسى فى سد أثيوبيا الذى سيُخزِّن حوالى 74 مليار متر مكعب والممر الوحيد له هو النيل الأزرق؟ لاشك ستكون الكارثة أشد ضررا.
ووصف الزميل مصطفى ياسين- مدير تحرير عقيدتى- قرار الرئيس عبدالفتاح السيسى بأنه قرار إنسانى قبل كونه قرارا سياسيا، يُضاف إلى مجموع قراراته ومبادراته الإنسانية التى لم تقف عند الشأن المصرى بل تعدّته إلى المحيط العربى والإفريقى، وهو قرار نابع من الأصالة المصرية والريادة التى تُضحّى وتقدّم يد العون والمساعدة- بعيدا عن الاختلافات السياسية أو تباين وجهات النظر- لأن مصر "أُم الدنيا" لا تربط بين وقوفها بجانب أشقائها أو الشعوب العربية والإفريقية وبين مواقف حكام وسياسيى تلك الدول، لأن العلاقات الشعبية هى الأبدية والأزلية والتى لها كل الاعتبار والأولوية.
وأشاد "ياسين" بالموقف المصرى عامة، وبقرار القوات المسلحة تكثيف المساعدات التى يحملها الجسر الجوى لأشقائنا فى السودان، وكذا ذهاب د. هالة زايد- وزيرة الصحة، على رأس وفد طبى كبير- إلى أهلنا فى السودان لتكون اول من يزور السودان خلال كارثة الفيضان، وفى ذلك أكثر من دلالة سياسية وشعبية.
وأشار "ياسين" إلى ان الدعم المصرى للأشقاء فى السودان لم يقتصر على الموقف الرسمى بل كان موازيا له دعم منظمات المجتمع المدنى فضلا عن الجهود الشخصية للأفراد- على الأقل على مستوى وسائل التواصل الاجتماعى والسوشيال ميديا- بتقديم الدعم والمساندة، سواء للأخوة السودانيين فى بلدهم أو الموجودين على أرض بلدهم الثانى مصر.
اترك تعليق