بقلم / احمد الوحش
هناك الصالح والطالح وبينهما سجعٌ آخرٌ تتغنى به الأهواء وتتأرجح بينه الآراء.
انظر عن يمينك سترى عطاءً بلا قيودٍ أو شروطٍ، فعلٌ يعكسُ إنسانيةَ فاعله، وينعكسُ بالسعادةِ على نفسِ مفعوله، ضميرٌ حاضرٌ وقلبٌ نابضٌ وعقلٌ يقظٌ ولسانٌ صامتٌ وعينٌ حنونة.
انظر عن يسارك سترى غطاءً يحجب النوايا الخبيثة، تراه عطاءً لكن تعلوه نقطة، ضميرٌ غائبٌ وقلبٌ تالفٌ وعقلٌ تائهٌ ولسانٌ بذئٌ وعينٌ قاسية.
تخيل إنساناً يبعث في نفسك السعادة، ويزرع في قلبك الابتسامة ويسقيك الود، فيحصد الحب والسلام.
حملتك أمك وهناً وربتك دهراً وداوت مرضك سهراً وسقتك من الحنان نهراً، حمل أباك عنك من الهموم جبلاً وكان لك في الحياة ظلاً لتصبح أنت اليوم رجلاً، أليس ذلك عطاءً بلا حدودٍ؟
وآخر يعبث بمكره في حياتك، ويقطف المحبة من جوفك ويجرد نفسك من كل ما هو جميل، فينال البعد والحذر.
خدعك لئيم سهواً وأمنت مكره وهماً وضاع الود بينكما سهلاً فتقول لحكمك "مهلاً مهلاً"، أليس ذلك غطاءً يلجأ إليه كل لدودٍ؟
عزيزي القاري، إن هذا الجرس الموسيقي -في كلا الاختيارين رغم تضادهما- تطرب له أذناك ويجذبك إليه فتتعمق أكثر وأكثر ما هو إلا نفسك تتغنى باختيارك؛ وتسقي ضميرك خمراً؛ ليرتاح ذلك المحزون المهموم.
قد نخطئ ونصيب؛ لأننا بشر، لكن نحتاج بين الحين والآخر أن نفكر من جديد، أي طريق سلكنا؟ ولماذا فعلنا أو لم نفعل ذلك؟
خلق الله عقلاً للإنسان وترك له حرية الاختيار بين الخير والشر؛ ليحاسبنا على ما اخترنا، والدليل إجابتك على سؤالي الذي سأختم به، إن لم يخلقنا الله مخيرين فكيف سيحاسبنا على ما أُجْبِرنا عليه؟
اترك تعليق