هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

غزوة بنى قينقاع.. رسول الله يحرك الجيش من اجل كرامة امرأة
على الرغم من ان الصيام يمنع المسلم من الطعام والشراب الا انه فى نفس الوقت يمنحه طاقة روحية عظيمة يستطيع بها ان يهدم الجبال .. وطوال التاريخ الاسلامى علم اجدادنا هذه الحقيقة فانتشروا فى ربوع الارض ينشرون دين الله الحنيف بالكلمة والاخلاق قبل السيف.. وشهد شهر رمضان العديد والعديد من الفتوحات الاسلامية التى سنتذكرها معا طوال الشهر الكريم .. وحديثنا اليوم عن غزوة بنى قينقاع

 

 

أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم معاهدة مع اليهود، وقد حاولوا أن يخالفوا هذه المعاهدات، وأن ينقضوا الميثاق، وتحدثوا كثيرًا بالسوء، ليس فقط عن الصحابة ، وليس فقط عن رسول الله ، بل عن ربِّ العالمين ، وتطاولوا كثيرًا في هذه الكلمات، لكن الرسول كان يضبط النفس، ويتحكم قدر المستطاع في أن يمنع الصحابة من الصدام المباشر مع اليهود؛ لأن الوضع في المدينة المنورة لم يكن مستقرًّا.

 

وكان في داخل المدينة المنورة ثلاث قبائل لليهود: قبيلة بني قينقاع، وقبيلة بني النضير، وقبيلة بني قريظة؛ وفي شمال المدينة المنورة يقع تجمع ضخم لليهود هو تجمع خيبر، وبعد انتصار الرسول والمسلمين في بدر، رجع وهو يرفع رأسه بعزة وقوة وبأس، ومما لا شك فيه أن ذلك أرهب معظم الجزيرة العربية، لكن ردّ فعل اليهود كان غريبًا، فعندما دخل الرسول المدينة، جمع يهود بني قينقاع وحذَّرهم من مغبَّة الطغيان والمخالفة المستمرة التي كانوا عليها، لكنّ ردَّ فعل بني قينقاع كان عنيفًا للغاية؛ ففي سنن أبي داود عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "لَمَّا أَصَابَ رَسُولُ اللَّهِ قُرَيْشًا يَوْمَ بَدْرٍ، وَقَدِمَ الْمَدِينَةَ جَمَعَ الْيَهُودَ فِي سُوقِ بَنِي قَيْنُقَاعَ، فَقَالَ: "يَا مَعْشَرَ يَهُودَ، أَسْلِمُوا قَبْلَ أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قُرَيْشًا". قَالُوا: يَا مُحَمَّدُ، لاَ يَغُرَّنَّكَ مِنْ نَفْسِكَ أَنَّكَ قَتَلْتَ نَفَرًا مِنْ قُرَيْشٍ، كَانُوا أَغْمَارًا لاَ يَعْرِفُونَ الْقِتَالَ، إِنَّكَ لَوْ قَاتَلْتَنَا لَعَرَفْتَ أَنَّا نَحْنُ النَّاسُ، وَأَنَّكَ لَمْ تَلْقَ مِثْلَنَا".

وقد كان هذا إعلان واضح وصريح من اليهود بالحرب، ومخالفة صريحة وواضحة لبنود المعاهدة التي تنصُّ على وقف الحرب بين الطائفتين، بل وتجعل من الواجب على اليهود أن يناصروا المسلمين في حربهم ضد من يغزو المدينة المنورة، سواء من قريش أو من غيرها، فهذه بدايات انشقاقات كبيرة داخل المدينة المنورة، ويصرّحون بأنهم على استعداد لحرب الرسول ويهدّدونه ويتوعّدونه بذلك، فلما قال يهود بني قينقاع هذا الكلام، أَنْزَلَ اللَّهُ فِي ذَلِكَ آيات بينات توضح العلاقة بين المسلمين واليهود خلال الفترة القادمة، قال الله : {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ المِهَادُ} ، وقد نزلت هذه الآيات أيضا في بني قينقاع: {قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُولِي الأَبْصَارِ}

 

وتصاعد الأمر حين قدمت امرأة مسلمة إلى سوق بني قينقاع، وجلست إلى أحد الصاغة اليهود تبيع وتشتري منه، فجعل اليهود يريدونها على كشف وجهها، ورفضت المرأة المسلمة ذلك، فجاء أحد اليهود من خلفها وربط طرف ثوبها برأسها دون أن تشعر، وعندما وقفت انكشفت المرأة فصرخت، فجاء أحد المسلمين وقتل اليهوديَّ الذي فعل ذلك، فاجتمع يهود بني قينقاع على المسلم وقتلوه، فكانت هذه بوادر أزمة ضخمة في داخل المدينة المنورة، فقد اجتمعت قبيلة بني قينقاع على قتل المسلم، بعد أن قاموا بجريمة كشف المرأة المسلمة.

 

وصل الأمر إلى رسول الله، وعلى الفور جمع الصحابة وجهّز جيشًا، وانتقل سريعًا إلى حصون بني قينقاع، وحاصر الحصون وفي داخلها بنو قينقاع، وأصرَّ على استكمال الحصار حتى ينزل اليهود على أمره .

 

وقد حرَّك رسول الله هذا الجيش بكامله من أجل أن امرأة واحدة، حيث نلاحظ في موقف النبي مدى عزة وكرامة الدولة الإسلامية، فأخذ النبي الأمر بمنتهى الجدّية، وانتقل بجيشه إلى حصار بني قينقاع مع احتمال سقوط دماء كثيرة؛ نتيجة القتال مع بني قينقاع وهم من أصحاب السلاح والقلاع والحصون والبأس الشديد في الحرب، وقد رأى رسول الله أن كل هذا ثمن رخيص للغاية في مقابل حفظ كرامة الدولة الإسلامية.

 

وبدأ الحصار في يوم السبت نصف شوال سنة 2هـ، بعد أقل من شهر من غزوة بدر الكبرى، وظل محاصرًا لبني قينقاع أسبوعين كاملين، إلى أن ظهر هلال ذي القعدة، وقذف الله الرعب في قلوب اليهود، فنزلوا على حكم الرسول ، وكان حكمه في ذلك الوقت هو قتلهم لهذه المخالفة الشنيعة التي فعلوها، فكان لا بد من وقفة معه

 

 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق