.........
من أفضل الأعمال التي يتقرب بها الإنسان من الله - جل جلاله - أن يحب أخاه في الله لا لأمر دنيوي ، فالحب فريضة منسية في وقتنا الحاضر .
وفريضة الحبّ في الله : هي أسمى ما يسعى إليه المسلم ، فحبّ الله لعبده المحبّ يعود عليه بالكثير في دينه ودنياه ومماته ؛ فقد وعد الله سبحانه وتعالى في مُحكم كتابه أن يحبّ من أحبّ فيه ، ومن جالس فيه ، ومن تزاور فيه ، وأحبُّ المتحابَّين إلى الله أشدُّهما حبّاً لصاحبه كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم حين قال: (ما من رجلَينِ تحابَّا في اللهِ بظهرِ الغيبِ إلا كان أحبُّهما إلى اللهِ أشدَّهما حُبًّا لصاحبِه) صحيح الترغيب
ومن أحبّ صاحباً في الله أكرمه الله ورزقه من سائر نعمه ، من علمٍ ، وجاهٍ ، ومالٍ ، وراحة بالٍ ، وإيمان ، وعملٍ صالح ، ومَن أكرم من الله حين يُعطي ؟ ومن يفتح رزقه إذا أمسك ؟
وقد وعد الله تعالى عباده المتحابّين فيه بتظليلهم بظلّه يوم القيامة يوم لا ظلّ إلّا ظلّه ، كما ذكر لنا رسولنا الكريم صلّى الله عليه وسلّم في أحاديثه .
وعندما يستشعر المسلم حلاوة الإيمان ، فإنّه يحتسب كلّ شيءٍ خالصاً لوجه الله وتزيد روابط الإيمان عنده ، ممّا يعود عليه بالنّفع في دنياه ومماته ، ومن يحبّ الله سبحانه وتعالى ورسوله ويحبّ أصحابه في الله يجد حلاوة الإيمان ويستكمله .
وينال المتحابّون في الله مقاعدَ وقرباً من الله تعالى ، مثل : النّبيّين والشّهداء يوم القيامة بإذنه. * بل ووجوههم تشعّ نوراً يوم القيامة . ولهم منابر من لؤلؤٍ ونور . ويسمي المتحابّين في الله بأولياء الله تعالى . فمن أحبّ أهل الخير والفضل والعلم في الله يصل إلى مراتبهم حتّى ولو لم يعمل مثلهم .
والحبّ في الله من أسمى علاقات الحبّ وأعظم القربات إلى الله سبحانه وتعالى، يتبادل فيها المحبّون والمتصاحبون مشاعر الأُلفة والمودّة التي يحثّ عليها ديننا الحنيف، ويكسبون حبّ الله ورضوانه والكثير من المنافع في دنياهم وبعد مماتهم ، ويتّبعون بحبّه خُطى الأنبياء عليهم السلام والصّالحين من عباد الله ، على أن يكون الحبّ في الله خالصاً نقيّاً ، خالياً من المنافع والشّروط والمصالح.
وللمتحابّين في الله صفات ، فيزيد الحبّ في الله بالبرّ بينهم ، وينقص بالجفاء . ويتوافق الطّرفان في الأمور والقرارات كلّها . وينعدم الحسد والغيرة بينهما . ويحبّ المحبّ في الله لحبيبه ما يحبّه لنفسه . وتكون الطاعة معياراً للحبّ .
والمتحابون في الله ذوو عقلٍ : فلا يصلح الأحمق للحبّ في الله ؛ فالعقل هو رأس مال المرء وهو ما ينفعه وينفع غيره . والمتحابون في الله ذوو أخلاقٍ حسنةٍ ؛ حتّى لو كان الشخص ذا عقلٍ فسيظهر خلقه السيّئ عند غضبه ، أو شهوته ، أو جبنه ، أو بخله ، لذا عليك بالصّاحب ذي الخلق الحسن الّذي لا تغيّره المواقف
اترك تعليق