أول من استخدم الكيمياء في التاريخ ومصطلحاته يستخدمها المتخصصون حتى الآن
قضى على خرافات البابليين والرومان حول المعادن وطبق المنهج العلمي التجريبي
اخترع حبر يضيء في الظلام وورق غير قابل للاحتراق ومعطف ضد المطر وطلاء مقاوم للصدأ
شكك في كتاباته بعض المستشرقين المغرضين وافحهم رد ابن النديم
جابر بن حيان بن عبد الله الأزدي عالم مسلم عربي أول من استخدم الكيمياء عمليًا في التاريخ، ووضع الأسس العلمية للكيمياء الحديثة والمعاصرة، وكانت كتبه في القرن الرابع عشر من أهم مصادر الدراسات الكيميائية وأكثرها أثراً في قيادة الفكر العلمي في الشرق والغرب، وهو ما شهد به ال كثير من علماء الغرب منذ معرفتهم بجابر بن حيان وأبحاثه حتى الآن.
وظل الأوربيون يعتمدون على كتبه لعدة قرون، وقد كان لها أثر كبير في تطوير الكيمياء الحديثة وفي هذا يقول ماكس مايرهوف: يمكن إرجاع تطور الكيمياء في أوروبا إلى جابر ابن حيان بصورة مباشرة وأكبر دليل على ذلك أن كثيراً من المصطلحات التي ابتكرها ما زالت مستعملة في مختلف اللغات الأوربية عن طريق اللغة اللاتينية التي ترجمت كل أبحاث جابر العربية والذي عُرف عندهم باسم "Geber" أو "Yeber".
نقترب أكثر من العالم العربي المسلم نجح أن ينقل تراثه العلمي للعديد من الأجيال، وكان ذلك من خلال تدوينه لبعض من الكتب العظيمة التي دون من خلالها العديد من المعلومات العلمية الهامة، في أكثر من 3000 وثيقة، مما جعل العالم يقبل على ترجمة هذه الكتب والاستفادة منها على مر العصور
البطاقة الشخصية
الاسم: جابر بن حيان بن عبد الله الأزدي الكوفي أو الطوسي أو الصوفي
تاريخ الميلاد: في سنة 101 هجرية 721 ميلادية وقيل أيضاً 117 هجرية 737 ميلادية
محل الميلاد: اختلفت الروايات على تحديد مكان مولده فمن المؤرخين من يقول بأنه من مواليد الجزيرة على الفرات شرق بلاد الشام، ومنهم من يقول إن أصله من مدينة حران في بلاد ما بين النهرين
المهنة: برع في علوم الكيمياء والفلك والهندسة وعلم المعادن والفلسفة والطب والصيدلة
الألقاب: الأستاذ الكبير - شيخ الكيميائيين المسلمين - أبو الكيمياء - القديس السامي المتصوف
المؤلفات: أسرار الكيمياء - نهاية الاتقان - أصول الكيمياء - علم الهيئة - الرحمة - المكتسب - الخمائر الصغيرة - صندوق الحكمة - كتاب الملك - كتاب الخواص الكبير - كتاب المجردات - كتاب الخالص - كتاب السبعين – الخواص - السموم ودفع مضارها– كتاب الوصية - الكيمياء الجابرية – كتاب الأحجار - حل الرموز ومفاتيح الكنوز – كتاب الزئبق - كتاب المماثلة و المطابقة - كتاب الموازين إضافة الى مجموع رسائل وكتب أخرى غير مصنّفة تمّت ترجمة العديد منها للغة اللاتينيّة، فضلا عن عدة شروح لكتب أرسطو وأفلاطون؛ ورسائل في الفلسفة، والتنجيم، والرياضيات، الطب، والموسيقى.
محطات مهمة في حياته
كان والده صيدلانيا من المناصرين للعباسيين في ثورتهم ضد الأمويين، ذهب إلى خراسان ليدعوا الناس لتأييدهم، قبض عليه الامويون وقتلوه، فهربت أسرته إلى اليمن، حيث نشأ جابر ودرس القرآن والرياضيات والعلوم الأخرى والتي ساهمت في تكوين شخصيته وتنمية ذكائه ونبوغ عقله ومارس مهنة والده. ثم عادت أسرته إلى الكوفة، بعد أن أزاح العباسيون الأمويين، وهناك انضم إلى حلقة جعفر الصادق، فتلقى العلوم الشرعية واللغوية والكيميائية على يديه، ودرس أيضًا على يد الحميري، ثم مارس جابر الطب في بداية حياته تحت رعاية الوزير جعفر البرمكي وبتوجيه من الخليفة العباسي هارون الرشيد.
بدأت الكيمياء في عصره خرافية تستند على الأساطير البالية، حيث سيطرت فكرة تحويل المعادن الرخيصة إلى معادن نفيسة وذلك لأن العلماء في الحضارات ما قبل الحضارة الإسلامية كانوا يعتقدون المعادن المنطرقة مثل الذهب والفضة والنحاس والحديد والرصاص والقصدير من نوع واحد، وأن تباينها نابع من الحرارة والبرودة والجفاف والرطوبة الكامنة فيها وهي أعراض متغيرة (نسبة إلى نظرية العناصر الأربعة، النار والهواء والماء والتراب)، لذا يمكن تحويل هذه المعادن من بعضها البعض بواسطة مادة ثالثة وهي الإكسير. ومن هذا المنطلق تخيل بعض علماء الحضارات القديمة أنه بالإمكان ابتكار إكسير الحياة أو حجر الحكمة الذي يزيل علل الحياة ويطيل العمر.
تمرد جابر بن حيان على كل من سبقوه أدخل عنصرَيْ التجربة والمعمل في الكيمياء وآمن بها إيمانا عميقا. وكان يوصي تلاميذه بقوله: "وأول واجب أن تعمل وتجري التجارب، لأن من لا يعمل ويجري التجارب لا يصل إلى أدنى مراتب الإتقان. فعليك يا بني بالتجربة لتصل إلى المعرفة". ونجح من خلال استخدام أسلوب التجربة والملاحظة وتكرار التجارب في إدخال المنهج التجريبي إلى الكيمياء ليصبح بذلك أحد أهم رواد العلوم التطبيقية.
الإنجازات
قدم جابر ابن حيان للبشرية قائمة طويلة من الابتكارات والاختراعات التي نجح من خلالها في تحويل النظريات الى واقع يفيد الناس منها:
--اخترع الحبر المضيء الذي يمنحنا امكانية قراءة ما كُتب به في الظلام.
--اخترع الورق المضاد للاحتراق الذي لا يمكن للنار أن تحرقه.
--اخترع معطف مقاوم للماء يقيه من المطر.
--اخترع دهان يمنع صدأ الحديد.
--تمكن من صناعة الزجاج بواسطة ثاني أكسيد المنجنيز.
--أول من أدخل طريقة فصل الذهب عن الفضة بواسطة الأحماض وهي الطريقة السائدة حتى الآن.
--أول من نجح في استحضار ماء الذهب وماء الفضة واستخدمهما في طلاء الحلي.
-أول من اكتشف أحماض النتريك، والهيدروكلوريك، والكبريتيك وقام بتسميته بزيت الزاج.
--أدخل تحسينات على طرق التبخير والتصفية والانصهار والتبلور والتقطير.
--نجح في إعداد مواد ومركبات كيميائية مثل ملح النشادر والزئبق كربونات الرصاص وكبريتيد الزئبق
--شرح بالتفصيل كيفية تحضير الزرنيخ والانتيمون.
--نجح في وضع أول طريقة للتقطير في العالم، وصنع أول جهاز للتقطير من الزجاج وعمل على تحسين نوعيته ويستخدم فيه جهاز زجاجي له قمع طويل لا يزال يعرف حتى اليوم في الغرب باسم "Alembic" من "الإنبيق" باللغة العربية.
--اكتشف المواد القلوية وكان أول من سماها بهذا الاسم.
--أول من قام بتحضير الفولاذ وهو يتشكل من سبيكة حديدية مختلطة مع بعض العناصر الأخرى.
--اكتشاف مبدأ أن التسخين يزيد من وزن المادة وثقلها.
--اكتشاف الصور الفوتوغرافية السلبيّة من خلال دراسة تأثير الضوء على نترات الفضة.
--استخدم الميزان في قياس المقادير الكيميائية وأصغرها هو الحبة وتبلغ قيمتها نحو 0.05 من الجرام
قالوا عنه
ابن خلدون في المقدمة: هو إمام المدونين جابر بن حيان حتى إنهم يخصونها به فيسمونها علم جابر وله فيها سبعون رسالة كلها شبيهة بالألغاز
أبو بكر الرازي في سر الأسرار: "إن جابراً من أعلام العرب العباقرة وأول رائد للكيمياء»، وكان يشير إليه باستمرار بقوله الأستاذ جابر بن حيان"
الفيلسوف الإنجليزي فرانسيس بيكون: "إن جابر بن حيان هو أول من علّم علم الكيمياء للعالم، فهو أبو الكيمياء"
العالم الكيميائي الفرنسي مارسيلان بيرتيلو في كتابه (كيمياء القرون الوسطى): "إن لجابر بن حيان في الكيمياء ما لأرسطو في المنطق".
ماكس مايرهوف: يمكن إرجاع تطور الكيمياء في أوروبا إلى جابر ابن حيان بصورة مباشرة. وأكبر دليل على ذلك أن كثيراً من المصطلحات التي ابتكرها ما زالت مستعملة في مختلف اللغات الأوربية.
العالم برتيلو : "إن لجابر في الكيمياء ما لأرسطو في المنطق
التشكيك بجابر بن حيان
فيما بعد القرن العاشر الميلادي شك بعض العلماء عالم الكيمياء الفرنسي مارسيلان بيرتيلو في صحة نسبة بعض الكتب إلى جابر بن حيان.
ورد ابن النديم: فافحم كل المشككين وقال: "ان رجلا فاضل يجلس ويتعب، فيصنف كتاباً يتعب قريحته وفكره بإخراجه، ويتعب يده وجسمه بنسخه، ثم ينحله إلى غيره -اما موجودا أو معدوما - ضرب من الجهل، وان ذلك العمل لا يدخل تحته من تحلى ساعة واحدة بالعلم، واي فائدة من ذلك أو عائدة؟".
مصطلحات الكمياء العربية
من أهم الدلائل على أن الكيمياء علمٌ عربي وإسلامي المنشأ أن العديد من المصطلحات الكيميائية الحديثة يعود أصلها للغة العربية بعد ترجمتها لليونانية ثم إلى الإنجليزية والفرنسية نذكر منها المصطلحات التالية:
الإكسير Alixir – قرمز Kermes – الأنبيق Alanbic – القلقطار Colcothar – الأنيلين (النيل/النيلة) Aniline – القلوي Alkali – البورق Borax – القلي Alcali – التوتياء Tutty – قيراط Carat – الخيمياء Alchemy – الكافور Camphor – الرهج القار Realgar – كبريت Kibrit -الزرنيخ Arsenic – الكحل Kohl – الزعفر (الصفُّر) Zaffre – الكحول Alcohol – زعفران Saffran – كيمياء Chemistry – الزنجفر Cinnabar – اللك Lacquer -ا لرُّب Rab – المركزيت Marcasite – السكر Sugar – المعجون Majoon – الصابون Sapon – الملغم Amalgam -الطلق أو تلك Tale – النطرون Natron – عطر Attar – النطفة Naphta – العنبر Amber – النيل Anil – غرافة Carafe.
وفاته
تُوفي العالم الكيميائي جابر بن حيان في الكوفة بعدما فر إليها من العباسيين بعد نكبة البرامكة، سجن في الكوفة وظل في السجن حتى وفاته سنة 199 هجرية الموافق 815 ميلادية وهو في الخامسة والتسعين من عمره، بعد ان قدم للبشرية سلسلة من الكتابات والاختراعات والاكتشافات التي جعلته المرجع المعتمد لعلماء العرب والعلماء الأوروبيين وللعالم أجمع.
اترك تعليق