هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

#أحسن_القصص .. نبي منحه الله قوة خارقة وأعطاه سيدنا آدم من عمره 60 عاما
أحسن القصص محفوظة في القرآن الكريم معجزة كل العصور، إذ فيه تاريخ البشرية منذ خلق آدم عليه السلام إلى قيام الساعة، وهو ما لن تجده في أمهات الكتب الأخرى ولو اجتمع لتأليفهن الإنس والجن.

هذه القصص أنار الله سبحانه وتعالى بها الطريق لجميع الأمم لتخرج من ظلمات الكفر والإلحاد إلى أنوار الإيمان والتوحيد، فقال رب العالمين على لسان الجن: "قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم". 

 

وعلى مدار شهر رمضان نتحدث يوميا عن قصة من أحسن القصص التي جاءت في كتاب الله تبارك وتعالى 

 

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لما خلق الله آدم ونفخ فيه الروح عطس، فقال : الحمد لله ، فحمد الله بإذن الله ، فقال له ربه : رحمك الله ربك يا آدم، وقال له : يا آدم، اذهب إلى أولئك الملائكة إلى ملأ منهم جلوس، فقل : السلام عليكم ، فذهب فقالوا : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، ثم رجع إلى ربه، فقال : هذه تحيتك وتحية بنيك وبنيهم، فقال الله له ويداه مقبوضتان : اختر أيهما شئت، فقال : اخترت يمين ربي وكلتا يدي ربي يمين مباركة.

 

ثم بسطها، فإذا فيها آدم وذريته، فقال : أي رب ما هؤلاء ؟ قال: ذريتك، فإذا كل إنسان مكتوب عمره بين عينيه ، وإذا فيهم رجل أضوؤهم - أو قال : من أضوئهم - لم يكتب له إلا أربعون سنة قال: يا رب زد في عمره قال: ذاك الذي كتب له قال : فإني قد جعلت له من عمري ستين سنة قال : أنت وذاك قال: ثم أسكن الجنة ما شاء الله ، ثم أهبط منها آدم يعد لنفسه، فأتاه ملك الموت، فقال له آدم : قد عجلت قد كتب لي ألف سنة قال: بلى ، ولكنك جعلت لابنك داود منها ستين سنة، فجحد فجحدت ذريته، ونسي فنسيت ذريته، فيومئذ أمرنا بالكتاب والشهود ".

 

هو داود بن أيشا بن عويد بن عابر بن سلمون بن نحشون بن عوينادب ابن إرم بن حصرون بن فرص بن يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عبد الله ونبيه، وخليفته في أرض بيت المقدس.

 

كان في صغره على جانب عظيم من الجمال والشجاعة وكان قصير القامة أشقر الشعر متلالئ العينين قوي البنية خفيف الحركة يسابق الإبل وكانت ذراعاه القويتان تحني قوساً من النحاس.

 

ظهرت قوة نبي الله داود عندما كان في جيش طالوت إذ خرج من بين الصفوف ليبارز جالوت الجبار بعد أن امتنع جميع بني إسرائيل عن الخروج إليه، فضرب داود جالوت بحجارة عن طريق مقلاعه، فوقع قتيلاً، ففر الجيش هاربًا، وانتصرت القلة المؤمنة بحول الله وقوته على الكثرة الكافرة المشركة.

 

وقيل إن سبب قتل داود جالوت كان أن جالوت طلب المبارزة، فخرج إليه داود، فرماه بحجر مقلاع فوقع بين عينيه خرج من قفاه، فأصاب جماعة كثيرة من أهل عسكره فقتلهم، وانهزم القوم عن آخرهم، ذكر ذلك وهب بن منبه وغيره من المفسرين.

 

وانتهت المعركة، وبدأ عهد نبي جديد وملك جديد، قال تعالى: "فهزموهم بإذن الله وقتل داود جالوت وآتاه الله الملك والحكمة وعلمه مما
يشاء".

 

لما قتل داود جالوت وكان قتله له فيما ذكر ابن عساكر عند قصر أم حكيم بقرب مرج الصفر فأحبته بنو إسرائيل ومالوا إليه وإلى ملكه عليهم فكان من أمر طالوت ما كان وصار الملك إلى داود عليه السلام وجمع الله له بين الملك والنبوة بين خيرى الدنيا والآخرة وكان الملك يكون في سبط والنبوة في آخر فاجتمع في داود هذا.

 

قال الحسن البصري، وقتادة، والأعمش: كان الله قد ألان له الحديد حتى كان يفتله بيده، لا يحتاج إلى نار ولا مطرقة.

 

قال قتادة: فكان أول من عمل الدروع من زرد، وإنما كانت قبل ذلك من صفائح.

 

قال ابن شوذب: كان يعمل كل يوم درعاً يبيعها بستة آلاف درهم، وقد ثبت في الحديث أن أطيب ما أكل الرجل من كسبه، وأن نبي الله داود كان يأكل من كسب يده.

 

وجاء في القرآن: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ * إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ * وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ * وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ}.

 

"إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ" أي: عند آخر النهار وأوله. وذلك أنه كان الله قد وهبه من الصوت العظيم ما لم يعطه أحداً، بحيث أنه كان إذا ترنم بقراءة كتابه يقف الطير في الهواء، يُرجع بترجيعه، ويسبح بتسبيحه، وكذلك الجبال تجيبه وتسبح معه، كلما سبح بكرة وعشياً صلوات الله وسلامه عليه، ويا جبال أوبي معه والطير أي سبحي معه.

 

قال ابن عباس، ومجاهد: الأيد: القوة في الطاعة، يعني: ذا قوة في العبادة والعمل الصالح.

 

وقال قتادة: أُعطي قوة في العبادة، وفقهاً في الإسلام، وقد ذكر لنا أنه كان يقوم الليل، ويصوم نصف الدهر.

 

وقد ثبت في الصحيحين أن رسول الله قال: "أحب الصلاة إلى الله صلاة داود، وأحب الصيام إلى الله صيام داود: كان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه، وكان يصوم يوماً، ويفطر يوماً، ولا يفر إذا لاقى".

 

وقال الأوزاعي: حدثني عبد الله بن عامر قال: أعطي داود من حُسن الصوت ما لم يعط أحد قط، حتى أن كان الطير والوحش ينعكف حوله، حتى يموت عطشاً وجوعاً، وحتى إن الأنهار لتقف.

 

وقال وهب بن منبه: كان لا يسمعه أحد إلا حجل كهيئة الرقص، وكان يقرأ الزبور بصوت لم تسمع الآذان بمثله، فيعكف الجن، والإنس، والطير، والدواب على صوته، حتى يهلك بعضها جوعاً.

 

عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمع رسول الله صوت أبي موسى الأشعري وهو يقرأ فقال: "لقد أوتي أبو موسى من مزامير آل داود".

 

وكان داود مع هذا الصوت الرخيم، سريع القراءة لكتابه الزبور كما قال الإمام أحمد: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "خفف على داود القراءة، فكان يأمر بدابته فتسرج، فكان يقرأ القرآن من قبل أن تسرج دابته، وكان لا يأكل إلا من عمل يديه".

 

حكم داوود بني إسرائيل وهو في الأربعين من عمره قضى منها 7 سنوات في حبرون، و33 سنة في أورشليم، ثم مات داود واستلم الحكم من بعده ابنه سليمان عليهما السلام.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق