حيث ساهم في فحص مياه نهر النيل في أسوان أثناء انتشار الوباء خلال حرب رواندا في أفريقيا عام 1993، وكشف وباء "إلتهاب ملتحمة العين" الذي يسببه نوع من الفيروسات المعوية عام 1989 .
نجح مع فريقه البحثى في انتاج لقاح إنفلونزا "متلازمة الشرق الأوسط" محلية الصنع، التي يتم تداولها حاليآ في وزارة الزراعة والشركات الوطنية .
د. محمد كيف تصف لنا فيروس كورونا ؟
فيروس كورونا ظهر في الصين في منتصف ديسمبر 2019، ومع ظهوره..وبعد ان تاكد العلماء من كونه فيروس تم تصنيفه أنه من عائلة كورونا الشكل "التاجي"، وتمكن العلماء من تحديد التركيب الوراتى له "المادة الورائية" الذى تتم من خلال هذه المعلومات .
ولان الصينيون أول المصابين بالفيروس ساعدهم ذلك في التعرف على التركيب الوراثي، والذي من خلاله تم تصنيف الفيروس التصنيف الدقيق، وبعد ان تم تحديد التركيب الوراثي للفيروس بدأ العلماء في البحث عن اصل هذا الفيروس هل هو فيروس جديد؟ .. ام انه من الفيروسات المعروف تركيبها الوراثى ونتيجه لحدوث طفرات ظهر هذا الشكل الجديد؟ .. ام انه جديد من نوعه؟، واظهرت الابحاث انه من عائلة "كورونا" النوع التاجي .
ما هي انواع "كورونا" وكيفية إنتشارها والتعامل معها ؟
منذ بدايات القرن الـ21 هاجمتنا ثلاث فيروسات من عائلة "كورونا"، اولها ظهر فى الصين في 2002/2003 كان يسمى بـ"سارس" وهو فيروس مصدره القطط، ولكن الصين تمكنت من السيطرة عليه ولم ينتشر في العالم، وفى عام 2012 ظهر نوع اخر من فيروسات كورونا يسمى ميرس كورونا "متلازمة الشرق الأوسط التنفسية" في السعودية عام 2012 وكان منتقلاً من الجمال، لكن قدرتها على الإنتشار من شخص لأخر محدوده إلى حد ما، ورغم إنتشاره وقتها في 27 دولة إلا انه لم يثير الذعر بشكل كبير،واخيرا في 2019 ظهر النوع الثالث (الحالي) من كورونا .
ما هو تصنيف فيروس كورونا ؟
لفت هذا الفيروس إنتباه العلماء حيث وجدوا انه نوع جديد بالفعل ولكنه يشبه فيروس "سارس" بنسبة 72% و"متلازمة الشرق الأوسط" بـ51.8%، وانه ليس متحورآ من هاذين لأن التحور لا ياتي بنسبة كبيرة كما هو واضح، وعندما بحثوا في جذور الفيروس وجدوا انه مشتق من نوعين لفيروس "سارس"تم عزلهم من "الخفافيش"، وهذا ما دعا الناس الى التفكير في أنه قد يكون منتج بيولوجى من ابحاث علمية، واتصور ان هذا التفكير غير مقبول، لان هذا يخضع لاشتراطات ضخمة جدآ لفعلها، خاصة وان العالم كله اصبح قرية صغيرة لأن العالم كله قرية واحدة .
ولو نظرنا الى ان الفيروس أصاب الصين عن عمد لضرب الإقتصاد، فما حدث هو تدهور في الأقتصاد في العالم كله، كما ان الصين بعد إنتشار الفيروس قامت بشراء جميع إستثمارات الاجانب بثمن بخس وبعد ذلك تعود الصين أقوى مما كانت عليه فإذآ الصين لم تخسر إقتصاديآ، ولذا ارى ان فكرة الحرب البيولوجيه مستبعدة تمامآ لأن هذا حدث من قبل في الـ"سارس" و"ميرس" وفي بداية أي فيروس يتجه تفكير البعض الى هذه الكلمة .
هذا الفيروس متوسط الشراسة مثل الوباء يتسم بسرعة الإنتشار أي نقل المرض من شخص لأخر، وهذا يعني خسارة أقتصادية كبيرة بالإضافة الى الخسائر البشرية، ولكن أقول بامانة وبصراحة لا يوجد مبرر لمخاوف المواطنين بهذا الشكل، حيث ان الفيروس خطرآ في سرعة إنتشاره وليس في حدة مرضه وتصل نسبة الوفيات 3.9% طبقآ لإحصائيات منظمة الصحة العالمية، ونرى في حالات الوفيات أن الذين تخطت أعمارهم الـ60 عامآ 3.6% وما فوق الـ80 عامآ 14.7%، وبالنسبة للأطفال والشباب ممكن ان يصيبوا بالفيروس ولكنهم لم يتأثروا به وذلك بسبب قوة الجهاز المناعي لديهم، ببساطة الميكروب عدو الإنسان وأله الدفاع لدينا هي الجهاز المناعي، وعندما تقل كفاءته نظرآ لأي أمراض أخرى فقدرته على المقاومة بتضعف وتصبح فرصة للفيروس، ولو نظرنا الى الأنفلونزا العادية نجد ان الإصابة بالفيروس تهبط المناعة فتسمح للبكتريا الإنتهازية بالدخول، فمعظم الوفيات كبار السن لديهم أمراض مزمنه مصاحبه من قبل، جعلت المناعة ضعيفة مما اتاحت فرصة للفيروس بالتكاثر وإحداث الإلتهاب الرئوي الحاد، وحدته هذه تعود الى مقاومة الإنسان، فالعامل البشري له حسابات كثيرة حتى عند كبار السن .
ما هي إستراتيجيات الدول العظمى في التعامل مع هذا الوباء ؟
نجد هنا ان متوسط الأعمار ما بين 25 أو 30عامآ، ولكن في أوروبا "القارة العجور" زادت نسبة الوفيات بشكل ملحوظ كما حدث في إيطاليا لأن مشكلتها أيضآ في عدم كفاية الأماكن في المستشفيات لإستقبال حجم المصابين، بالإضافة الى ان أوروبا لم تكن جادة في الإجراءات الإحترازية او الوقائية كما فعلنا نحن، وفي المانيا تحدثت المستشارة الألمانية "ميركل" عن الفيروس وقالت "ان ثلثا الشعب سيصابوا بالفيروس" ولو رعينا الدقة في الكلام نجد أنها قالت سيصاب ولم تتحدث عن الوفيات، وهذا الكلام منطقي جدآ لأنه بالفعل 60% من الشعب الألماني من كبار السن العرضه للإصابة .
وفي إنجلترا عندما علموا ان الفيروس متوسط الضراوة، تركوا الشعب يصاب بالفيروس، لأنه علميآ عندما يصاب يصبح الجهاز المناعي لديه ذاكرة عن الفيروس وتخرج أجسام مضادة عند إصابته في المرة القادمة بنفس الفيروس، مع مراعاة وضع كبار السن واقامتهم في مكان أمن مطهر جيدآ، كما انهم جهزوا اماكن وادوات طبية هائلة لإستقبال المصابين في المستشفيات، "التجربة تظهر من نتائجها" مثلما يقول المثل الشعبي، إنجلترا أقل نسبة عدد وفيات في العالم .
هل توجد دول بالفعل انتجت لقاح للفيروس ؟
هناك دول الأن تقوم بإنتاج اللقاح مثل الصين أتوقع انها انتجت لقاح و2 و3 للفيروس، وذلك لأن تكنولوجيا اللقاح أصبحت سهله الأن، نحن أنتجنا لقاح من قبل لمتلازمة الشرق الأوسط ومنشور في مجلة علمية دولية، ونقوم الان التجارب لانتاج لقاح للفيروس المستجد "كورونا" .
ما هو رأي حضرتك فى السوشيال ميديا ؟
السوشيال ميديا انقسمت منذ البداية الىنوعان النوع الاول تعامل مع المو ضوع بروح الفكاه التى تميز الشعب المصري في التعامل وهي مقبولة الى حد ما، والنوع الثاني هو من أعداء الوطن ذو النفوس الضعيفة وغرضها لا للأبتسامة ولا لأظهار الحقيقة، واعتقد ان هذة حربها في التوعيه للمواطنين .
ماذا أعد مركز التميز لمواجهة الفيروس ؟
تحركنا كجهه بحثية من منطلق الواجب الوطنى لنقف مع الدوله وكان هذا بتوجيه من الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى وبعد ان وضعنا خطة العمل للابخاث فى اتجاهين احدهمه للتشخيص والاخر وقائى لانتاج لقاح، ظهر امامنا مشكلة في العينه القياسية التي يتم من خلالها تحديد دقة النتيجه سواء إيجابية أم سلبية، لتفصل الشك باليقين، ولكننا أجتنزنا هذه المشكلة وصممنا العينه القياسية وقمنا بتخليقها في شركة متخصصة في المواد الوراثية، وجهزنا المواد التشخيصية، وبعد ذلك تواصلنا مع أصدقائنا في هونج كونج وأرسلوا لنا عينه إيجابية أخرى وأصبح لدينا المواد التشخيصية الدقيقة لمعرفة الإصابة من عدمهاونحن الان مستعدون للمساعدة .
وعندما رأينا إنتشار الفيروس عالميا بالشكل الحالى وتزايد عدد الوفيات والمصابين كل يوم، فكرنا في انتاج لقاح كما فعلنا من قبل مع كورونا "متلازمة الشرق الأوسط"، بأن نعزل أجزاء من الفيروس الجديد بعد معرفة تركيبه الوراثى في فيروس أنفلونزا "H1N1" البشري العادي، فننتج فيروس جديد غير معدي ويحتوي على كورونا لتنشيط الاجسام المناعيه لانتاج أجسام مضادة .
ما هي المشاكل التي تواجهكم في تصنيع اللقاح ؟
أول مشكلة واجهتنا هي التجارب السريرية او الأكلينيكية على المرضى ولازم أخذ موافقة من وزارة الصحة وهذا الإجراء يأخذ وقت طويل، وأوضح ان عملي ينتهي معمليآ عندما ننتهى التجارب بعد نجاحها على حيوانات التجارب .
ما مدى تأثير فيروس كورونا على مصر ؟
نحن في مصر عندنا 110 حالة إصابة بالفيروس، تم شفاء 26 حالة منها،وهو معدل طبيعي غيرمقلق، ومصر في امان لأني كما ذكرت من قبل هذا الفيروس متوسط القوة ومشكلته في قدرته على سرعة الإنتشار وليس في الإصابة .
خلال شهر .. انتاج اللقاح معمليا
اكد ضرورة الاخذ بالاسباب وهى الاجراءات الاحترازيه مشيرا الى ان هناك 800 ألف حالة وفاة سنويا بسبب الأنفلونزا الموسمية تسجلها منظمة الصحة العالمية، وقد سجلت المنظمه 36 ألف وفاة بالأنفلونزا العاديه الموسم الماضي،على الرغم من ان هذا الفيروس له لقاح موجود في الأسواق منذ سنوات، وبعد كل ذلك اخاف من مين؟ اخاف وانزعج من الفيروس المجهول ولكن كورونا الان اصبح معلوم، ونحن الان نقوم بابحاث على حيوانات التجارب لانتاج لقاح ضد كورونا على اساس المعلومات التى توفرت لديناعن التركيب الجينى للفيروس .
وأؤكد للمواطنين ليطمئنوا انه في خلال شهر سينتهي الجزء المعملي .
هل تتوقع ظهور فيروسات جديدة من عائلة كورونا عالميا ؟
البيئة الحيوانية لها طبيعتها الخاصة وتوازناتها البيولوجيه.ونتيجه لتدخل البشر يختل هذا التوازن الذى لو نظرنا الى الفيروسات التي إنتشرت من وقت أنفلونزا الطيور نجد انها أنواع "زنوتك" أي منقولة من الحيوان الى الإنسان، وهذه بسبب التدخل في المملكة الحيوانية كإستئناس الحيوانات البرية وأكل وشوي القوارض والسحالي والثعابين التي تحمل العديد من الفيروسات .
وضرب مثلا لذلك بظهور فيروس "لاسا" نيجيريا نتيجه أكلهم الفئران، ومثال أخر القواقع البحرية التى تعد بمثابة فلاتر طبيعية في المياه وظيفتها حمل الفيروسات من المياه وتخزينها بداخلها ومع ذلك الناس بتأكلها .
هل يتم التعاون مع دول اخرى في إنتاج اللقاح ؟
لا يوجد بروتوكولات تعاون لأن كل دولة تعتمد على افكارها النابعه من بيئتها في الابحاث التى تجريها، ولكن هناك عرف بين الدول وبعضها وقت الوباء، بان يتم تبادل المعلومات والعينات للتأكيد وهكذا، لأننا نعتبر في تنافس على إنتاج اللقاح ومجموعتنا معروفة بخبراتها الكبيرة فى هذا المجال .
اترك تعليق