وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية، خلال كلمته باجتماع طارىء، يوم الإثنين، إنه يعتبر الإعلان الأمريكي تطورًا بالغ السلبية، وتحولا مؤسفَا في الموقف الأمريكي، معربا عن شكه في أن الإدارة الأمريكية الحالية تقدر تبعاته وأثاره -قرار المستوطنات- على المدى الطويل حق قدره. واستنكر أبو الغيط ما يتركه القرار الأمريكي- في رأيه- من تأثير سلبي على أفق تحقيق السلام في المستقبل، موضحًا إن الإقرار بشرعية الاستيطان يعني ضمنيًا إقرارًا بواقع الاحتلال، مضيفًا " على أي شيء يتفاوض الفلسطينيون مع الإسرائيليين إذا. إن لم يكن هذا الاحتلال موجودأ وأن هناك أرضًا محتلة ومستوطنون مغتصبين للأرض". وذّكر الأمين العام للجامعة العربية، بأن القانون الدولي يصيغه المجتمع الدولي كله "وليس دولة واحدة مهما بلغت أهميتها"، مؤكدًا على أن الاحتلال الإسرائيلي يظل احتلالَا مدانَا من العالم أجمع، وأن الاستطيان يظل باطلًا من الناحية القانونية وعارًا على من يمارسه أو يقر به من الزاوية الأخلاقية. بحسب قوله. ولفت أبو الغيط إلى ما جاءت به الإدارة الأمريكية من وعود كبيرة بتحقيق صفقة كبرى تنهي الصراع وتجعل حلم السلام واقعًا، طاعنًا في حقيقة تلك الوعود وأنه ما رأى منها المجتمع الدولي إلا "تماهيًا كاملاً مع رغبات وتصورات اليمين الإسرائيلي في نسخته الوجودية المتطرفة" بحد تعبيره. وعزز أبو الغيط من فرضيته بشأن مساعي الإدارة الأمريكية الحالية لتمكين الكيان الإسرائيلي، قائلًا إن:" ما نجحت به الإدارة الأمريكية حقًا بعد ثلاث سنوات من المواقف الأحادية والضغوط الهائلة على الطرف الواقع تحت الاحتلال أي الفلسطينيين، هو إنهاء دور الولايات المتحدة كوسيط أو مرجعًا في أي عملية سلمية، وهو أمر يحدث منذ عقود لعبت خلالها إدارات أمريكية متعاقبة هذا الدور الوسيط، بدرجات متفاوته من النجاحات والفشل." أضاف أبو الغيط، أن تبعات الإعلان الأمريكي تتجاوز حتى الدور الأمريكي في الشرق الأوسط أو في عملية السلام، موضحًا أن الاستخفاف بمبدأ مستقر نص عليه القانون الإنساني الدولي وخاصة في اتفاقية جينيف الرابعة -والذي بموجبه يحظر على القوة القائمة بالاحتلال نقل سكانها إلى الأراضي الواقعة تحت الاحتلال-، معتبرًا أن الاستخفاف بهذا المبدأ يضرب ما تبقى للولايات المتحدة من شرعية أخلاقية في هذا الملف بل يخصم من مصداقيتها كقوة عالمية يفترض أن تحترم القانون الدولي وأن تعمل على تنفيذه. ودعا أبو الغيط كافة دول العالم إلى التصدي لمثل هذا النهج، مرحبًا بالإجماع الدولي المناهض للإعلان الأمريكي واختتم الأمين العام للجامعة العربية كلمته بأن :السياسات الداخلية لأي دولة لا تصنع القانون، والاستيطان مهما طال به الأمد هو غير شرعي وإلى زوال "وإلى أن يزول نقف جميعَا بجانب الشعب الفلسطيني وندعمه بشتى الوسائل وننقل قضيته إلى العالم أجمع" .
اترك تعليق