الوادى الجديد_ عماد الجبالى
السعداوي فنان هاو له طبيعته الخاصة وبصمته الفريدة والتي يغرد بها بعيدا عن سرب الفن التشكيلي بين عظماء هذا العصر من الجيل المعاصر والقديم.
فهو صاحب اللمسات المتحررة والأنامل المتشبثة بتلابيب الماضى وتصورات المستقبل ليصنع لذاته بوتقة خاصة ذات قاعدة صلبة وضع فيها كيانا بفنه العميق مرتبطاً بأحداث الزمن العتيق من عادات وتقاليد سكان مجتمعه البسيط أهل الواحات.
عاش فنان الواحات حياة الزاهد فى معاملاته بعيدا عن ضجيج الأمس وأصوات الزحام ، متصوفا فى أمور الدنيا غير طامع فى تحقيق ذاته إلا أن حبه الشديد ورغبته القوية وعنفوان قلبه لاستكشاف ما حوله من طبيعة ساحرة وبيئة متكاملة أخلاقيا وبساطة دفعه لتلبية نداء العشق المتيم لإحياء أحد اهم وأبرز فنون الرسم بروح الفنان وعقل إبن الصحراء ليجد نفسه ممسكاً بريشة من نار على لوحة خشبية بارزة حفر بها اسمه ونقش عليها صورا وحكايات من روائع الزمن الجميل ، فكانت تلك اللحظة بمثابة نواة ظهور فن من طراز مبتكر وشهادة ميلاد أبرز فنانى الواحة فى الرسم بالحرق على القماش واللوحات وجذوع النخيل
نشأ الفنان احمد السعداوي كغيره من أبناء الواحات بين ربوع المزارع الخضراء وسط رمال الصحراء الناعمة لتطرق ابواب قلبه الصغير تاركة خلفها آثار لفحة الشمس المتوهجة منعكسة على بشرته البيضاء بلون سمار البادية ، ليقف بين أشجار النخيل متأملا وهو لا يزال فى سن التاسعة والأربعين يتذكر أيام الطفولة وروائح الزمن الجميل .
ذكريات الماضي صارت عابر سبيل تجوب اعماق قلبه لتمر أمام عينيه فى صمت وهدوء وقد طويت بين صفحات التاريخ ولكن لم تتخلي عنه فكان يودعها كل يوم وقت أن همت بالرحيل
ليجد نفسه بين احضان عائلته الريفية بمدينة موط التابعة لمركز الداخلة بمحافظة الوادى الجديد داخل منزل بسيط لأسرة كادحة قضي بها زهرة شبابه وريعان طفولته فى رحلة البحث عن تراث الأجداد وصناعة التاريخ بريشة انسان من طراز فنى اصيل.
يقول أحمد السعداوي ٤٥ عاما من أبناء مركز الداخلة، فنان تشكيلي ومبتكر فن الحرق على القماش واللوحات الخشبية فى تصريح خاص لبوابة الجمهورية أون لاين عدت من حيث أتيت إلى الماضي وذكريات الطفولة وتراث الأجداد لأجد نفسي هائما بأدواتى ولوحاتى بين أمجاد مجتمع الواحات الجميل مشيرا إلى نجاحه فى إبتكار فن جديد لا يقل قيمة أو مكانة عن الفنون الأخرى وهو الحرق على القماش والأخشاب.
واضاف السعداوي أن الفكرة بدأت من خلال بحثه الدائم وحرصه على تطوير أعماله فكان يعمل بنظام خارج الصندوق وذلك من خلال الرسم بالحرق على الخشب وهى رسالة ذات قيمة ومضمون مكونة من ريشة النار التي يعتبرها نعمة من نعم الله عليه وخاصة أنها تعتبر من الناحية السيكولوجية بمثابة استشفاء ذاتي من كافة ضغوط الحياة .
وركز فنان الحرق على القماش والخشب جهده وعملة الفني في الخمسة سنوات الاخيرة على جانبين وهم
الحفاظ على الهوية من خلال احياء تراث الواحة بتوثيق العديد من العادات والتقاليد والممارسات السلوكية لأهل الواحات قديما ، وكيف كانت طقوسهم في كل نواحي الحياة كأفراحهم واحزانهم و لفت الانتباه للعديد من الشخصيات ذات الاثر الإقتصادي داخل الأسرة الممتدة التي هي اساس مجتمع الواحة الآن
وأوضح السعداوي أن رسالته وأهدافه خلال مسيرته الفنية تمثلت فى وضع الواحات على خريطة الفن التشكيلي وان يكون للوادي أسما فنيا يضارب وينافس كافة الأعمال بالمعارض الدولية والصالونات وسط الفنون التشكيلة على مستوى مصر وخارجها .
حيث لاحظ وجود الكثير من العناصر الموهوبة من أبناء محافظته بالفطرة ولكن العامل الجغرافي يحول بينها وبين النور على مستوى ساحة الفنون التشكيلية بمصر فقام بالتنسيق مع محافظ الوادي الجديد مستثمرا مناسبة العيد القومي للمحافظة 2017 وقام بدعوة 6 من الشخصيات الفنية المؤثرة في حركة الفن التشكيلي بمصر من اجل حضور معرض يضم اغلب فناني الواحات وكان ذلك بداية انطلاق لفناني الوادي لحضور الملتقيات والمعارض المحلية والدولية بالقاهرة بعد ان كان فنان الوادي لا يشارك في تلك المعارض او الملتقيات إلا اعداد لا تتعدى اصابع اليد الواحدة.
وتابع بأن الفترة الحالية شهدت طفرة كبيرة من أعمال العديد من الفنانين التشكيليين الذين يشاركون في الكثير من المحافل والمعارض والملتقيات على مستوى مصر والوطن العربي ويأمل السعداوي ان تسطع فنون الواحات وفنانيها على الصعيدين المحلي والعالمي على غرار شيخ فناني الواحات …
اترك تعليق