متابعا : "الصاروخ الواحد في الطيارة ممكن يتكلف مليون أو اتنين أو ثلاثة دولار، لكن البندقية بشوية ذخيرة، وعبوة ناسفة فيها مفجر أقلبلك بيها حال البلد والناس وأحطم معنوياتهم وأفزعهم".
ووجه الرئيس عبد الفتاح السيسي حديثه للمصريين قائلا:" قدامكم خيار من الاتنين؛ يا تسلمولهم يحكموا مصر يا تقفوا".
وأردف الرئيس عبد الفتاح السيسي: " الصراع بيننا وبين الجماعات الإرهابية هيفضل كدا، لأننا لغاية دلوقتي لم نتصدى فكريًا للقضية كما ينبغي".
واضاف الرئيس السيسي خلال جلسة " تقييم تجربة مكافحة الإرهاب محليا وإقليميا" والتي استعرضت تطور الإرهاب و تنامي الإرهاب في المنطقة، وعودة مقاتلين داعش،و توصيف أوضاع الإرهاب وتأثيرها على مصر والعالم،بالإضافة الى التكتيكات الجديدة التي تواجهها مصر، أن التنظيمات الإرهابية تحرف جميع معانى العقائد الدينية لتطويعها لمصالحهم الشخصية التخريبية، قائلا: "لو حبيت تعمل سياق يوصلك تقتل الناس ممكن تعمل وتحرف النصوص والمعانى"، لافتا إلى أن التنظيمات الإرهابية قامت بتنفيذ هذا المخطط منذ 9 سنوات والذين أطلق عليهم فيما بعد "العائدين من أفغانستان".
وأوضح أن التنظيمات الإرهابية تعتمد على أحدث الوسائل التكنولوجية للوصول لأعضائها، قائلا: "إحنا مش شايفين الدماغ الحقيقية اللى بتدى التكليفات للشباب بالجماعات الإرهابية".
وأوضح الرئيس السيسي أن الإرهاب قضية عالمية معظم الدول تعاني منها ومصر موقفها واضح وثابت، مشيرا إلى أن الأمم لن تستطيع أن تتقدم لحظة في ظل الارهاب، لأن آمال ومستقبل الشعوب تدمر بسبب الإرهاب.
واكد انه يجب أن ننظر إلى مناعة الدولة المصرية طوال الوقت، فالدولة المصرية تأثرت بعد 2011، بعد مخطط إضعاف قدرة الدولة الوطنية لكي تظهر الدول الصغيرة.
وأوضح الرئيس السيسي، أن البعض سعى إلى تحطيم سوريا والعراق لتدمير الشرق، مؤكدا أن الحروب من خلال الأسلحة التقليدية صعبة حتى لا يكون هناك مساءلة من المجتمع الدولي، لذلك البعض لجأ الى الإرهاب والمليشيات المسلحة.
وأشار الرئيس السيسي، إلى أن حجم التدمير الي أن حجم التدمير الذي شاهدته سوريا كبير جدا، بسبب العمليات الإرهابية، منوها إلى أن هؤلاء يلجأون إلى الإرهاب والعبوات الناسفة من خلال بعض العناصر؛ لأن التكلفة أقل بكثير من الصواريخ والطائرات.
وتابع الرئيس قائلا : " اننا حتى الآن لم نتصدى للقضية الإرهابية فكريًا كما ينبغي، بل على استحياء، والناس فاكرة إننا هنضيع ديننا"، مؤكدا أن الإرهاب كفكرة شيطانية أساسها والهدف منها هو ضرب مركز ثقل الدين للشعوب والإنسانية وليس الإسلام.
وأردف الرئيس عبد الفتاح السيسي: "العلاقة بين الإنسان وربه بتضرب، وعندما نرى أن من يرفعون عباءة الدين تأثيرهم كدا دا يخوفنا ويخلينا بعيد".
واستكمل الرئيس عبد الفتاح السيسي: "في 55 دولة مسلمة، هما مين، هما فين، والإرهاب زي السرطان وفي فترة علاجه الجسم بيكون ضعيف"
وأكد أن الإرهاب هو الوسيلة الناجحة التى يمكن أن تستخدم وتحقق الأهداف بتكلفة سياسية وعسكرية وأمنية قليلة للغاية، وهذا ما حدث في الثمانينات، حيث سقط الاتحاد السوفيتي نتيجة استخدام الإرهاب.
وأضاف الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن تكبير فكرة التنظيم لم يكن لينجح بهذا الشكل إلا في حالة تبني دول له وتصنع له حواضر مثل ما تم في مدارس بطالبان بباكستان، حيث استمرت هذه المدارس لمدة 8 سنوات يتجمع بها الشباب، مشيرا إلى أن التنظيم دائما ما يستفيدون من الشباب لأنهم أبرياء، ولديهم جرأة، وطموح، وقد يكون لديهم شيء من الاندفاع.
وأشار إلى أنه كانت هناك جرائد عالمية تضع صورة المجاهدين بالملابس التقليدية على أنهم يقومون بدور عظيم للغاية ويتم استقبالهم في كل الدول، لافتا إلى أنه من بعد باكستان اتجهت فكرة التنظيم نحو تنظير سياق فكري كامل، حيث يبدأ الشخص من الألف إلى الياء ويتم إقناعه بأن ما سيفعله شيء مقدس وشريف وجهاد حقيقي في سبيل الله، لافتا إلى أن الشخص الذي يقوم بذلك بالنسبة لهم أداة لتدمير دول.
وأكد أنه في أي عقيدة "إسلامية، مسيحية، يهودية" يمكن إذا أردت أن تصنع سياقا يقتل الناس، "ممكن تصنع من خلال تلاوة النصوص وتحريف معانيها، وهذا ما حدث خلال الثماني سنوات الماضية".
وأكد أن الإرهاب هدفه إسقاط مصر خاصة في مؤسساتها الحيوية، مشيرا إلى أن عقلية العنصر التكفيري والإرهابي رجعية تصطدم مع الحياة والمجتمع والإنسانية والتطوير.
وأضاف الرئيس السيسي، أن الله عز وجل لا يمكن أن ينزل أديانا تصطدم مع الدنيا والتطور، متابعا «هو ربنا خالق الدنيا علشان الناس تضرب في بعضها».
وأشار الرئيس السيسي، إلى أن علينا أن نتابع معركة مكافحة الإرهاب وتأثيره حتى لا يتفاقم، لافتا إلى أن ظاهرة الإرهاب للأسف وحش وخرج عن سيطرة الذين أطلقوا، خاصة أن هناك دول عملت على بناء تواصل مع هذه الجماعات ليكون لها تأثير في المنطقة والساحة الدولية.
وأوضح الرئيس السيسي، أن هناك ربع مليون إرهابي والمقاتلين العائدين رفضت بلادهم استقبالهم هم وأسرهم، وطالبوا بمحاكمتهم، مضيفا «إحنا في مصر بخير».
ومن جانبه قال خالد عكاشة ، مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية ، أن عملية ١١ سبتمبر ٢٠١١ كان حدث إرهابي كبير ، حيث أن هذا العام كان نقطة فارقة في العمليات الارهابية ، مشددا علي أن هناك مجموعة من المراحل التي مر بها الإرهاب ، بداية من السيسي جماعة الفكر والإرهاب جماعة الإخوان.
واضاف عكاشة خلال جلسة " تقييم تجربة مكافحة الإرهاب محليا وإقليميا" أن الفترة من الثمانينات والتسعينيات شهدت الدفع بالعناصر الإرهابية في أفغانستان ، حيث أن سقوط الاتحاد السوفيتي كان يؤكد استخدام هذه العناصر وكان بمثابة عمل استخباراتي كبير .
وأشار مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية أنه عقب أحداث سبتمبر ٢٠٠١ ظهر تحالف يضم عددا من الدول يهدف لمحاربة الإرهاب ، وشهد اشتراك قوات عسكرية من مجموعة دول لغزو دول أخرى من أجل محاربة الإرهاب ، مشددا علي أن الفترة ما بين ٢٠٠١ و٢٠١١ شهدت غزو أفغانستان والعراق وتحطيم قدرات العراق ، كما انه في الفترة من ٢٠٠٧ و٢٠١١ بدأ تصوير المشهد كان هناك انحصار لظاهرة الإرهاب وهو مشهد خادع ، حيث أن الواقع كان عكس ذلك ، وكانت الشرارة في ٢٠١١ بما يسمي ثورات الربيع العربي وخروج تلك الجماعات الإرهابية مرة أخرى .
وأوضح عكاشة أن الإقليم علي صفيح ساخن ، والإرهاب وجد لتأجيج المنطقة واشعالها ، والصراعات الدولية والسياسية ستساهم في الحفاظ على الإرهاب واستخدامه لتحقيق طرف الانتصار علي الاخر، مطالبا بضرورة الإنتباه لظاهرة الإرهاب ، والدولة المصرية قامت باكبر مواجهة شاملة لمكافحة الإرهاب وحققت نتائج كبيرة وحطمت قدرات الإرهاب في العملية الشاملة بسيناء ٢٠١٨ .
في حين قالت دلال محمود ، مدير مركز الأمن والدفاع ، أن الترابط بين الإرهاب والمصالح الأساسية أدى إلي وجود الإرهاب كلاعب أساسي وعامل أساسي في المشهد ، مشددة علي أن الجماعات الإرهابية زادت من تعقيد المشهد السياسي في المنطقة .
واضافت خلال جلسة " تقييم تجربة مكافحة الإرهاب محليا وإقليميا" خلال المؤتمر الوطني الدورى الثامن للشباب، أن التنظيمات الإرهابية شهدت تطور وطفرة كبيرة ، حيث كانت هناك زيادة في الجماعات الإرهابية ربما تصل إلي ١٠٠ جماعة إرهابية ، مشيرة إلي أن منطقة الشرق الأوسط كانت الاعلي كثافة في العمليات الارهابية والخسائر البشرية كانت كبيرة تجاوزت ال٩٠ ألف ضحية جراء هذه العمليات الارهابية، كما أن ضحايا الإرهاب في عام ٢٠١٧ بلغ ١٨ الفا من مدنيين وعسكريين فهناك أعداد كبيرة تسقط في المنطقة جراء الإرهاب، فضلا عن الخسائر الاقتصادية الكبيرة
وأشارت مدير مركز الأمن والدفاع الي أن الإرهاب اتخذ شكل الخلايا العنقودية عقب ٢٠١١ ، وبعض التنظيمات تحولت لشبكةلها فروع في عدد من الأماكن ، وأصبحت تتمتع بمرونة وتستطيع أن تعيد ترتيب أوضاعها ، فهناك طفرةحدثت في قدرات الجماعات الإرهابية ، كما انه وفقا لتقديرات الأمم المتحدة فإن ميزانية تنظيم داعش بلغت ما يقرب من ٣٠٠ مليون دولار ، كما أن هناك تقديرات أن أغلب موارد داعش جاءت من النفط.
واوضحت دلال أن التنظيمات الإرهابية اجادت استغلال الفضاء السيبرالي ، وكيفية اخفاء المعلومات والرسائل المتبادلة فيما بين الجماعات الإرهابية ، كما استخدموا تكنولوجيا الاتصالات في تحقيق أهدافهم ، وتجنيد عدد من الأشخاص للانضمام إليهم.
ومن جانبه قال حسين عبد الراضي، الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية ،ان مسرح عمليات الإرهاب حول العالم بيتجسد في تنظيم جماعة الإخوان المسلمين وداعش وتنظيم القاعدة ، مشددا علي أن تنظيم جماعة الإخوان المسلمين هو التنظيم الام لتلك التنظيمات الإرهابية التي استلهمت المنهج الفكري من تنظيم الجماعة الإرهابية .
واضاف خلال جلسة " تقييم تجربة مكافحة الإرهاب محليا وإقليميا" خلال المؤتمر الوطني الدورى الثامن للشباب
أن ايمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة اكد علي وجود اتصال بين تنظيم القاعدة وتنظيم جماعة الإخوان المسلمين ، كما ن خطيب الإرهاب يوسف القرضاوي أكد أن أبو بكر البغدادى مؤسس تنظيم داعش علي صلة بتنظيم جماعة الإخوان المسلمين وكان عضوا بهذا التنظيم.
وأشار عبد الراضي الي أن انتشار تنظيم جماعة الإخوان المسلمين في ٥٢ دولة يستهدف السيطرة والتمكين السياسي في تلك الدول ، كما أن هذا التنظيم رصد انتشاره في دول أمريكا اللاتينية ، مشددا علي أن جماعة الإخوان في المنطقة العربيةحاولت الوصول لسدةالحكم من خلال شكل سياسي عن طريق احزاب يتم تأسيسها .
وأوضح عبد الراضي أن عناصر تنظيم جماعة الإخوان شاركت في تأسيس تنظيم القاعدة ، كما أن تنظيم داعش اكثر التنظيمات الإرهابية دموية علي صلة وثيقة بتنظيم الإخوان ، كما أن هناك عناصر من تنظيم الإخوان تم تدريبهم في معسكرات داعش مثل الارهابي عمر الديب والذي استهدف كمائن شرطية وكمائن القوات المسلحة ، كما أن الإخوان فوضوا خيرت الشاطر للتفاوض مع الجماعات الإرهابية في عدد من الدول لاتخاذ تدابير عقب ما حدث لهم في ثورة ٣٠ يونيو ، كما انه حاليا هناك تحرك لإحياء تنظيم القاعدة من جديد .
ومن جانبها قالت تقى النجار، الباحثة بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، :ان واحد من أهم تحديات التصدي لتنظيم داعش هو الانتشار الكبير لأعضائه عن طريق تكوين عائلات في البلدان التي يستوطنوها، وإنجاب أجيال جديدة حاضنة للفكر الإرهابي المتطرف.
في حين قال محمود قاسم، الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، ان الظاهرة الإرهابية مؤهلة للعودة للعمل مرة أخرى ، حيث أن هناك مجموعة من العوامل قد تساعد علي عودتها من جديد ، منها وجود الصراعات ومواصلة بعض الدول دعمها للعناصر والتنظيمات الإرهابية بغرض تحقيق تلك الدول لمكاسب سياسية معينة وتوفر لهم الدعم المادى واللوجستي ، كما أن هناك بعض الدول تدعم الإرهاب بالوكالة وأصبحت الجماعات الإرهابية تمتلك معدات عسكرية عالية جدا.
واضاف قاسم خلال جلسة " تقييم تجربة مكافحة الإرهاب محليا وإقليميا" خلال المؤتمر الوطني الدورى الثامن للشباب أن مصر تواجه الإرهاب في أكثر من محور أمني وفكرة وهذا الأمر نال احترام وإشادة دول العالم .
وأشار قاسم الي ان هناك محفزات يستغلها البعض لإعادة الظاهرة والبعض الآخر يستغل الظواهر الاجتماعية واحداث فتن طائفية في عدد من الدول ، مشددا علي أنه لا بديل عن عودة الدول الوطنية من أجل مواجهة الظاهرة التي تنمو بصورة كبيرة وتستغل التكنولوجيا في ارسال رسائل مشفرة لتنفيذ عملياتهم ، مطالبا المجتمع الدولي بضرورة التحالف من أجل مواجهة الإرهاب الذي قد يزيد عنفا .
اترك تعليق