عطلة نهاية الاسبوع او "الويك اند" كما تعرف بالانجليزية.. هل هى كما يتهمها الكثيرين رفاهية "ليس لها داعى" بل ان البعض يطلق عليها "دلع" لمجرد ان بعض الناس ينظمون وقتهم بحيث ان قضاء الويك اند فى اى مكان هو روتين اسبوعى يتم تطبيقه كما لو كان جزءا من العمل مثلا.
ويظل السؤال مثيرا للجدل بين فريقين هل الويك اند "دلع".. ام انه روتين مطلوب له فوائد معينة.

اكد الدكتور وليد هندى استشارى الصحة النفسية وتعديل السلوك ان الويك اند ليس "دلع" اطلاقا وله فوائد نفسية واجتماعية عديده.

وقال هندى فى تصريحات خاصة للجمهورية اون لاين ان حصول الانسان على اجازة اسبوعية يقوم فيها بالتنفيس الانفعالى وتجديد الطاقات وشحذ الهمم او ممارسة الهوايات او تقوية اواصر العلاقات الاجتماعية ومد يد البر والرحمة للاهل والمقربين وفرصة لممارسة الهوايات والانشطة الذهنية كالتأمل والتدبر وممارسة الاسترخاء او الانشطة الفنية كدخول السينما او المسرح او الانشطة الرياضية كاستغلال بطولة بحجم كأس الامم الافريقية على ارض مصر لمشاهدتها ومتابعة نجومها فى القارة السمراء ، كل هذا يعمل على اعادة الاتزان للطاقة النفسية والروحية للانسان بحيث يكون اكثر نشاطا واكثر قدرة على الانتاج والاقبال على الحياة بجو من التفاؤل ومشاعر البهجة والقدرة على الاقدام والتكيف مع ضغوط الحياة والتعايش السلمى مع الازمات مع خلق حلول مبتكرة لجميع المشكلات التى قد تعترى الانسان عبر حياته اليومية.

وتابع : كما ان قضاء الويك اند او الاجازة يعمل على خفض حدة القلق والتوتر ويقلل الاصابة بالاكتئاب ويهدئ من روع الانسان فيجعله اقل عصبية من اقرانه الذين لا يحصلون على الوقت الكافى من الاستمتاع بمباهج الاجازة الاسبوعية.

وقال استشارى الصحة النفسية وتعديل السلوك كما ان قضاء الويك اند مع الاسرة يزيد من التماسك الاجتماعى بين افرادها ويجعلنا نقف اولا بأول على مشكلات ابنائنا بصورة حسيه وموضوعية عبر مراحل عمرهم المختلفة ويزيد معدل الشعور بالرضا لدى الانسان وهو ما يجعله يعيش حالة التوافق النفسى المتفردة وهذا المعنى الانسانى الجميل قد ادركته البشريه منذ الاف السنين حيث كان قدامى الرومان يمنحون اجازة لجميع شعوب روما القديمة كل ثمانية ايام من العمل وفى فرنسا ايضا كان هناك ويك اند كل 10 ايام حسب التقويم الفرنسى القديم.

ولذلك ففى دول الغرب اذا كان الانسان يستيقظ فى السابعة صباحا ايام العمل والدراسة فانه فى عطلة نهاية الاسبوع يستيقظ فى الخامسة وذلك حتى يستطيع ان يستمتع لاطول مساحة زمنية ممكنة فى عطلة نهاية الاسبوع نظرا لما تمثله من اهمية فى استعادة توازنه النفسى بل وفى تجديد طاقات العمل لديه فيستطيع ان يواجه ضغوط العمل بكل اريحية بل وتزيد لديه الرغبة فى الانتاج والتجويد والحصول على التميز.

واكد الدكتور وليد هندى ان الويك اند ايضا يزيد من خبرات الشجن والحب والمودة فى البناء النفسى وهو ما ينعكس على بر الوالدين فى المستقبل وتنمية مفهوم الانسان نحو ذاته فى الكبر حينما يستدر مشاعر تلك الذكريات ويسردها لابنائه واقرانه فيترحم على ابائه الذين وفروا له خبرات الاستمتاع والخروج والتنزه فلم يعد ينقصه من الحياة شيئا.

كما نصح هندى فى وقت الدراسة بممارسة الانشطة والهوايات فى الويك اند لان العقل السليم فى الجسم السليم وممارسة الهوايات تحديدا تعمل على تنمية مهارات الابتكار والابداع لدى الاطفال فى العملية الدراسية واثراء العديد من العمليات العقلية الاخرى كالربط والتذكر والاسترجاع والتخيل مما يجعل من الابناء اكثر قدرة على التحصيل الدراسى واكثر رغبة فى التفوق.