جمعها وصنفها / محمد سعيد
تذخر سور القرآن الكريم بها الكثير من صيغ الدعاء سواء التي وردت على لسان الأنبياء والرسل عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام أم التي وردت على لسان الصالحين .. ((الجمهورية اونلاين)) تستعرض طوال أيام شهر رمضان المبارك بعض الأدعية الواردة في القرآن الكريم مع تفسيرات مبسطة لها
((رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِين)) آية 19 سورة النمل
هذه من دعوة مباركة في كتاب ربنا سبحانه وتعالى .. رددها سليمان عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام فيها العلم النافع، والعمل الموفق الصالح، إذا تدبّرها العبد، وعمل بمقاصدها، فإن مآلها الخير العظيم في الدارين.
فلقد أعطى اللَّه تعالى سليمان عليه السلام النبوة والملك، وعُلِّم منطق الطير، فكان شاكراً لأنعم اللَّه عليه. فقال: ((رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ)): أي ألهمني، ووفقني لشكر نعمائك، وأفضالك عليَّ بالنعم الكثيرة التي لا تعدُّ، ولا تُحصى، فتضمّن سؤال اللَّه تعالى التوفيق لملازمة شكره على الدوام.
((وَعَلَى وَالِدَيَّ)): أدرج فيه والديه تكثيراً للنعمة؛ فإن الإنعام عليهما إنعام عليه من وجه مستوجب الشكر، لهذا سأل ربه تبارك وتعالى التوفيق للقيام بشكر نعمه الدينية، والدنيوية، وهذا من كمال الشكر وأحسنه؛ فإن النعم من اللَّه على عبده المؤمن لا تعدّ ولا تحصى، والتي أعظمها نعمة الإسلام.
((وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ)): سأل اللَّه تعالى التوفيق بالقيام بالأعمال الجليلة والكثيرة التي تستوجب رضاه الذي هو أمنية كل مؤمن، فإن تمام الشكر وأكمله، أن يكون باللسان، والقلب، والأركان. وليس كل عمل يعمله العبد الصالح، وإن كان ظاهره صلاحاً، بل قد لا يكون مرضياً عند اللَّه عز وجل لما فيه من الرياء والعجب والشرك. أو انه غير موافق لشريعته الحكيمة التي أنزلها تعالى على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم من المتابعة.
وفي حثّ على تصحيح الأعمال، والأقوال، والنيات، وعلى السبق إلى أفضل الأعمال التي توجب رضا اللَّه تعالى الذي هو أعظم مطلوب، وأهمّ مقصود.
((وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ)): أي وأدخلني الجنة دار رحمتك التي لا يدخلها أحد إلا أن تتغمَّده برحمتك وفضلك، وألحقني يا رب بالصالحين من عبادك، والرفيق الأعلى من أوليائك في أعلى جنانك.
فقد طلب عليه الصلاة والسلام كمال السعادة البشرية الدنيوية والأخروية:
وتضمنت هذه الدعوة المباركة جملاً من الفوائد:
أهمية سؤال اللَّه تعالى العون على الطاعة، ومن أخصِّها الشكر التي تستوجب حفظ النعم الدينية والدنيوية.
أن نعمة الإسلام هي أعظم النعم على الإطلاق
إثبات صفة الرضى للَّه تعالى وهي من الصفات الفعلية التي تتعلق بمشيئته عز وجل.
أن الإيمان بصفات اللَّه تعالى يوجب حسن العمل والقول.
إن وصف العبودية هو أعظم الأوصاف.
أهمية مطلب مرافقة الصالحين.
العناية بإصلاح الأعمال والأقوال حتى تكون عند اللَّه مقبولة ومرضية.
يستحب للداعي أن يشرك والديه في الدعاء؛ لعظم فضلهما عليه.
إن الوالدين من أعظم النعم من اللَّه عزّ شأنه على العبد.
أهمية الأدعية القرآنية؛ لأنها تجمع بين جوامع الكلم وحسن الأدب، وكمال المقصد.
المصادر:
المفردات
الألوسي
كتاب الوتر
النسائي، كتاب صفة الصلاة
ابن خزيمة
المستدرك
الأدب المفرد للبخاري
صحيح ابن حبان
عمل اليوم والليلة لابن السني
الألباني
الدعوات الكبير للبيهقي
مكارم الأخلاق للخرائطي
اترك تعليق