يستغرب الكثيرون من سر تمسك أبناء الباسلة بإستاد النادى المصرى رغم الإعلان عن بناء إستاد جديد أكثر من مرة ومازالت فكرة الإستغناء أو التخلى عن الإستاد مرفوضة من قبل أبنائها.
و يعتقدون المشجعون فى الأندية الأخرى أنه مجرد ملعب كرة قدم فقط ولكن إرتباط أهالى بورسعيد بهذا الإستاد كمثل إرتباط المواطن بوطنه والوطن لا يمكن التفريط فيه.
وجاء تاريخ إستاد النادى المصرى ومدى إرتباطهم به يرجع فى بداية الخمسينات بأنه تم إنشاء هذا الاستاد بأموال بورسعيدية مائة فى المائة حيث تبرع كل من " عبد الرحمن لطفي شبارة "بمبلغ ألفان جنيها ، وتبرع" محمد حلمي المغربي " وتبرع بمبلغ مائة جنيه ، وتبرع "فهمي جودة " بمبلغ خمسون جنيها ، وتبرع "السيد فقوسة" و أخوته بمبلغ خمسون جنيها ، وتبرع " محمد موسي " بمبلغ خمسة وعشرون جنيها، وتبرع" مصطفي الزامك " وتبرع بمبلغ خمسة وعشرون جنيها.
وكانت هذه الأموال بمثابة مبالغ ضخمة وقتها ساعدت على بناء البيت الكبير الذى يعشقه أهالى بورسعيد.
وأفتتح رسميا يوم الأحد الموافق السادس عشر من أكتوبر عام 1955 بحضور البكباشي حسين الشافعي نائبا عن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر .
وأقيمت على الإستاد أول مباراة رسمية بين المصري و الأهلي بأعتبار المصرى نادي الوطنية و الأهلى نادى القومية المصرية في الأسبوع الرابع للدوري الممتاز إنتهت بفوز الاهلي 0/2 للاعب توتو الزهيري، وبلغ إيراد المباراة 750 جنية وهو مبلغ خيالي في هذا التوقيت.
وجائت حرب 56 والعدوان الثلاثى على " بورسعيد الباسلة " ، وكان الإستاد مقرا للمقاومة الشعبية ومع كثرة عدد شهدائنا فى الشوراع تم تجميع الجثامين الطاهرة ودفنها فى أرض المعلب لترتوى أرض الملعب بدماء أجدادنا الطاهرة ، وتم إستخراج الجثامين بعد ذلك ولكن بقيت دمائهم الطاهرة فى ارض الملعب أمام المقصورة الرئيسية مباشرة.
وإنتهى العدوان و حضر الزعيم جمال عبد الناصر أكثر من مرة إلى ستاد المصرى ليُلقى خُطبة النصر فى أعياد النصر ( العيد القومى لمحافظة بورسعيد ).
وتمر السنوات وتزداد العلاقة بين البورسعيدية وملعبهم فالطفل الصغير الذى كان يذهب للملعب بصحبة أبية أصبح رجلا ويصطحب إبنه للملعب ليعطى له اول دروس الإنتماء .
وتأتى نكسة 67 المريرة و يُهجر الملعب و يتم العودة إليه بعد العودة من التهجير و وقتها لم نستعن بشركات لإعادة تأهيل الملعب و لكن بأيدى أبناء الملعب" عم حميدو " مسئول مهمات الفريق الاول ، وعم " فواز " الجناينى و الملاح الذين أعادوا زراعة الملعب مرة أخرى ومعهم نجوم المصرى " الكاستن و التفاهنى و أبو النور و جماهير بورسعيد الوفية ".
وأقيمت علية أولى اللقاءات بتاريخ السابع والعشرون من سبتمبر 1974 أمام " غزل المحلة " بالإسبوع الرابع للدورى وحقق المصرى الفوز 2/3 لسمير التفاهنى هدفين وشرين ابو النور هدف .
وأستمرت العلاقة بين أهالى بورسعيد وبين الإستاد ، وتوارثت الأجيال أماكنهم داخل مدرجات المصرى و داخل ملعبه الذى خرجت منه جنازات أثنين من رموز بورسعيد و المصرى الأسطورة سيد متولى و الكاست مسعد نور .
وأستمرت العلاقة بين الأهالى وبين هذا الإستاد (الوطن) تجد كل المشجعين من رقص وغنى داخله فرحا بالنصر ، ومنهم من بكى بداخله للهزيمة، ومنهم من ذهب إليه لأداء صلاة العيد وسط شعبه و أهله و أحبائه .
أعلمتم ما سر العلاقة ؟؟ انه الكيان الذى بناه الأجداد وحافظ عليه الأحفاد أنه تاريخ أهالى بورسعيد .. أنه إستاد النادى الوطنى " المصري".
اترك تعليق