نظم مجمع إعلام شلاتين ندوة بعنوان ( التعليم في الشلاتين و الانتقال من البداوة للتحضر ) بدأ اللقاء بكلمة احمد البشارى مدير مجمع إعلام شلاتين عن أهمية التعليم باعتباره الجسر الذي تعبر به المجتمعات البدوية من حياة الترحال والبساطة إلى حياة الاستقرار والتحضر. فهو الذي يصنع الوعي، ويمنح الإنسان القدرة على المشاركة في التنمية، مع الحفاظ على قيمه الأصيلة والانفتاح على معطيات العصر.
وفى كلمتها اكدت هبه الملاخ ممثلة عن الوحدة المحلية لمدينة الشلاتين انه حين نتحدث عن التعليم في المجتمعات البدوية، فإننا نتحدث عن ركيزة أساسية من ركائز التنمية التي لا يمكن أن تتحقق إلا برعاية الدولة ودعمها المباشر.فالدولة هي الضامن الأول لحق المواطن في التعليم، وهي التي تمتلك القدرة على وضع السياسات العامة وتخصيص الموارد اللازمة لبناء المدارس وإعداد المعلمين وتوفير المناهج. ولعل ما يميز مجتمع الشلاتين أنه ذات طبيعة خاصة، بعيدة عن المراكز الحضرية، ما يجعل مسؤولية الدولة مضاعفة في ضمان وصول التعليم إليه.
اضافت الملاخ ان الدولة المصرية ادركت أن التعليم فى الشلاتين هو السبيل الحقيقي للانتقال من البداوة إلى التحضر، فعملت على إدماج المنطقة في خطط التنمية المستدامة، واهتمت بمد الجسور نحو مجتمع الشلاتين لاخراجه من دائرة العزلة إلى المشاركة الفعالة في التنمية. فالمدرسة التي تُبنى في عمق صحراء الشلاتين ليست مجرد جدران وأثاث، بل هي رمز لحضور الدولة، ودليل على اهتمامها بأبناء المنطقة، ورسالة أمل بأن الغد سيكون أفضل.
و اوضحت الملاخ أن الدولة لا تكتفي بإنشاء المدارس، بل تسعى لتوفير وسائل النقل للطلاب، وتقديم الدعم الاجتماعي للأسر، وتخصيص المنح الدراسية لأبناء مدينةالشلاتين فى جميع المراحل التعليميةبدأمن الابتدائيةو حتى التعليم الجامعى إيمانا منها بأن أبناء الشلاتين هم من سيقودون مستقبل هذه المنطقة نحو حياة التحضر والاستقرار.
فى مستهل حديثه اوضح ممدوح عبد العليم مدير إدارة الشلاتين التعليمية دور وزارة التربية والتعليم، باعتبارها الذراع التنفيذية التي تحمل على عاتقها مسؤولية تحويل خطط الدولة إلى واقع ملموس يعيشه الطالب في فصله ومدرسته. وإذا كانت الدولة تضع السياسات وترسم الرؤى، فإن الوزارة هي التي تترجم هذه السياسات إلى مدارس تُبنى، ومناهج تُدرّس، ومعلمين يقفون في مواجهة التحدي كل يوم.لذا حرصت وزارة التربية والتعليم على أن يكون لأبناء الشلاتين نصيب عادل من التنمية التعليمية، فعملت على إنشاء المدارس في مراسلها المختلفة منذ اكثر من ٤٠ عام وسعت لتقريب التعليم من بيوت الطلاب حتى وصل عدد المدارس فى مدينة الشلاتين و قراها لاكثر من ١٦ مدرسة فى جميع المراحل التعليميةبدأمن رياض الاطفال وصولا للتعليم الثانوى بجميع انواعه ( عام - تجارى- صناعى -زراعى ) وحديثا مدرسة تجريبية للغات و كذلك مدارس الفصل الواحد و فصول التربية الخاصة و عملت على نشر هذه المدارس فى كل التجمعات و القرى و حتى فى عمق الصحراء داخل و خارج مدينة الشلاتين.
وأضاف عبد العليم بما ان المعلم هو الأساس في أي عمليةتعليمية، فقد حرصت الوزارة على توفير الكوادر التعليمية فى جميع التخصصات و عملت على منحهم الحوافز التي تشجعهم على الاستقرار في هذه الشلاتين، إدراكًا منها أن نجاح التعليم في الشلاتين مرهون بوجود معلم مؤهل قادر على العطاء ايمانا منها بان التعليم في الشلاتين هو الأداة الحقيقية للانتقال من حياة البداوة إلى مجتمع أكثر وعيًا وتحضرً.
و اكد على رضا ممثلا عن إدارة التعليم الأزهري بالشلاتين على انه فى حالة الحديث عن التعليم في الشلاتين، لا يمكن أن نغفل الدور المحوري الذي يقوم به الأزهر الشريف، هذه المؤسسة العريقة التي حملت على عاتقها رسالة العلم والدين معًا لأكثر من ألف عام. حيث ان التعليم الأزهري ليس تعليمًا دينيًا فحسب، بل هو تعليم متكامل يجمع بين العلوم الشرعية والعلوم الحديثة، وهو بذلك يشكل إضافة نوعية لمجتمع الشلاتين ذلك المجتمع المحفاظ كطبيعة المجتمعات البدوية التى تتميز بهويتها الأصيلة و عاداتها و تقاليدها العريقة.
و اوضح رضا أن الأزهر الشريف عمل على توسيع شبكة معاهده في الشلاتين منذ اكثر من ٣٥ عام بداية من مجموعة غرف داخل المركز الإسلامي القديموصولا الى اكثر من خمس معاهد ازهرية منتشرة داخل مدينةالشلاتين، حتى يصل التعليم الأزهري إلى أبناء البدو في عمق الصحراء.
و اضاف رضا انه لم يقتصر دوره على تعليم الأولاد، بل فتح المجال واسعًا أمام تعليم البنات، إيمانًا منه بأن تعليم الفتاة هو تعليم لأسرة بأكملها. كما أن التعليم الأزهري يوفر بيئة تربوية محافظة تتناسب مع طبيعة المجتمعات البدوية كمجتمع الشلاتين، مما يشجع الأسر على إرسال أبنائهم وبناتهم إلى مقاعد الدراسة به.
واكد رضا على ان بما يمثل الأزهر، من خلال مناهجه الوسطية، حصنًا منيعًا ضد الأفكار المتطرفة، ومصدرًا لنشر قيم الاعتدال والرحمة والتعاون، وهي القيم التي تدعم مسيرة التحضر. كما يربط التعليم الأزهري أبناء البشلاتين بتراثهم الديني والثقافي، ويمنحهم في الوقت ذاته فرصة الاطلاع على العلوم الحديثة، ليكونوا قادرين على الموازنة بين الأصالة والمعاصرة وهو بذلك يشكل جسرًا متينًا في رحلة الانتقال من البداوة إلى التحضر، رحلة تبدأ بالعلم وتنتهي بالتنمية الشاملة بمدينةالشلاتين.
و فى الختام اكد الجميع على ان التعليم بشقيه العام و الأزهري و الدور الكبير الذى تلعبه الدولة فى تسخير جميع الإمكانيات لانجاحه من أهم العوامل التى ساعدت و مازالت تساعد فى انتقال مجتمع الشلاتين من حياة البداوة إلى مجتمع أكثر وعيًا وتحضرًا.
اترك تعليق