«أستاذ سموم»: الغازات مخدرة تؤدى لغيبوبة مميتة والاستخدام الخاطئ مع عدم وجود تهوية كارثة تؤدي بصاحبها للموت
خبير «سلامة مهنية»: لابد من وجود جهاز منع تسرب الغاز بالمنازل واشتراطات للحماية
مركز «السموم»: يمنع وصول الأكسجين لجميع أنسجة الجسم ويؤثر على عضلة القلب ووظائف المخ الحيوية
«مواطنين»: سخانات الغاز أوفر من الكهرباء.. بعد انتشار الحوادث نغلق جميع المحابس بعد الاستخدام
شديد الخطورة، ليس له لون، أو رائحة، قابل للاشتعال، عند استنشاق كمية كبيرة منه يكون ضحاياه بالعشرات، يسحب أرواحهم أثناء استحمامهم في دقائق معدودة، كانت آخر ضحاياه عروسين في مقتبل العمر عقب 24 ساعة من حفل زفافهما داخل شقتهما إثر اختناقهما، أطلق عليه مركز السموم بالإسكندرية وصف «القاتل الصامت».. انها «سخانات الغاز».
وشهدت الفترة الأخيرة تزايدًا مرعبًا فى معدلات حوادث سخانات المياة التى تعمل بالغاز، والتى تودى أحيانا بحياة أسر بأكملها نتيجة التعرض للاختناق بسبب تسريب الغاز، أو بسبب حوادث الاشتعال.
مركز السموم يحذر
وحذر مركز السموم بكلية الطب جامعة الإسكندرية، من استخدام سخانات الغاز ووسائل التدفئة التقليدية خلال فصل الشتاء في أماكن عديمة التهوية، ما قد ينتج عنها تسرب غاز أول أكسيد الكربون، شديد الخطورة.
ووصف المركز، غاز أول أكسيد الكربون بـ«القاتل الصامت» لكون ليس له لون أو رائحة وقابل للاشتعال، موضحًا أنه ينتج من احتراق غير مكتمل للمنتجات التي تحتوي على كربون مثل المنتجات البترولية والغاز الطبيعي.
المخاطر
وحول مخاطر التعرض إلى هذا الغاز، أوضح المركز أنه يمنع وصول الأكسجين إلى جميع أنسجة الجسم، ويؤثر على عضلة القلب ووظائف المخ الحيوية ما قد يؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات، أو فقدان الوعي وتشنجات وإغماء في بعض الحالات.
وحذرت مها غانم مسؤولة المركز، من استخدام “سخانات الغاز”، مضيفة أنها قد تؤدي للوفاة في حال حدوث أي تسرب.
وأوضحت غانم أن المركز تصل إليه حالات مُصابة بتسمم بسبب استنشاق كمية كبيرة من الغاز. ونصحت المواطنين بمتابعة مفاتيح الغاز أو البوتاغاز، وعدم إغلاق الشبابيك أثناء التواجد في الحمام بشكل مطول، مضيفة: ” لا ينبغي الاستحمام لأكثر من 3 دقائق”، وأضافت: “أناس كثر توفاهم الله بسبب المكوث طويلا في الحمام”.
5 محاذير
وحدد مركز السموم 5 محاذير نظرًا لتزايد عدد الإصابات أو الوفاة بغاز أول أكسيد الكربون وهي «عدم إحكام إغلاق نوافذ المطبخ والحمامات، وعدم استخدام البوتاجاز لتدفئة المنزل، وعدم استعمال أي مصدر للإشعال أو مفاتيح الكهرباء عند الشك في وجود تسرب للغاز، وعدم استعمال أي مولدات للكهرباء خاصة التي تعتمد على البنزين أو الجاز في مكان مغلق».
نصائح للمواطنين
ووجه المركز نصائح للمواطنين تتعلق بـ«القاتل الصامت» من بينها التأكد من كفاءة سخانات الغاز والبوتاجازات من حيث مصادر التهوية وعدم انسدادها، بالكشف عنها بصفة دورية من عمال الصيانة من الشركات المتخصصة.
وأضاف المركز: «في حالة وجود سخانات غاز في الحمامات يجب وجود مصادر جيدة للتهوية وتركيب شفاطات، وعند حدوث صداع أو دوخة أو شعور بالغثيان أو إغماء أو تشنجات أو شعور ببعض الآلام في الصدر أو صعوبة في التنفس يجب التوجه إلى أقرب مركز سموم فورًا».
نصائح للمسعفين
ونصح المركز المسعفين بفتح جميع نوافذ المنزل ووضع كمامة على الفم والأنف حتى لا يصاب عند التعامل مع حالات التسمم بغاز أول أكسيد الكربون، بالإضافة إلى نقل المصاب إلى أقرب مستشفى تخصصي ووضعهم على أكسجين 100%.
الاستخدام الخاطئ
ومن جانبه، قال الدكتور محمود عمرو مؤسس ومدير المركز القومي للسموم وأستاذ الأمراض المهنية والصدرية، إن الاستخدام الخاطئ لطريقة التعامل مع «السخان» عند الاستحمام مع عدم وجود تهوية كارثة قد تؤدي بصاحبها للموت، موضحًا أن استهلاك بخار الماء لكافة الأكسجين الموجود بالحمام للتتحول النيران المنبعثة من السخان إلي غاز أول ثاني أكسيد الكربون والايثان.
الغازات مخدرة
وأضاف عمرو، في تصريحات خاصة لـ«الجمهورية أون لاين» أن تلك الغازات جميعها مخدرة وهنا تقع الغيبوبة المميتة داخل الحمام أو السقوط المفاجئ الذي يؤدي لحدوث نزيف بالمخ نتيجة الاستنشاق، مطالبًا بضرورة القيام بحملات توعية للمواطنين في كافة انحاء المحافظات في كيفية التحرك والتعامل عند انبعاث الغاز.
كما طالب مؤسس ومدير المركز القومي للسموم وأستاذ الأمراض المهنية والصدرية بالقصر العيني، بضرورة وجود فتحات التهوية بالمطابخ والحمامات وذلك بعد كثرة حوادث الاختناق مع ضرورة مراقبة الاطفال وكبار السن لأن مقاومتهم ضعيفة للغازات المنبعثة وبخار الماء والتي قد لا تتجاوز دقيقة واحدة.
المرأة الحامل
وأوضح مؤسس ومدير المركز القومي للسموم وأستاذ الأمراض المهنية والصدرية، أن المرأة الحامل هي الأكثر تأثيراً وحساسية من الآخرين لتلك الغازات خصوصاً في مرحلة تكوين الجنين حيث يكون هناك تأثير مباشر على رئة الجنين وتضعف قدرتها علي النمو وعند الولادة يكون حجمها أقل من الطفل الطبيعي بفترة نمو تتراوح من شهر إلي شهرين.
السلامة المهنية
وشدد الدكتور جمال عبدالواحد، خبير السلامة المهنية، علي العمل علي تجنب استخدام سخانات الغاز واستخدام السخانات الكهربائية لأنها أكثر امانًا، منوهًا إلي أن هناك جهاز منع تسرب الغاز لابد من وجود بالمنزل وهو يعمل علي كشف حالات التسرب ويعمل بشكل أوتوماتيكي.
وطالب خبير السلامة المهنية، في تصريحات خاصة لـ«الجمهورية أون لاين» بالعمل علي تركيب سخان الغاز خارجيًا أو في مكان يتميز بتهوية جيدة، وعدم تثبيته مطلقًا داخل الأماكن المغلقة، حتى تتفادى الاختناق في حالة تسرب الغاز، العمل علي تهوية المكان سريعًا عند الشعور بوجود تسريب للغاز.
اشتراطات للحماية
ولفت إلى أنه لابد من وجود اشتراطات للحماية كالصيانة الدورية للمداخن والعمل علي وجود فتحات للتهوية في الحمام، مؤكدًا أن غاز أول أكسيد الكربون قد يتحد مع الهيموجلوبين في الدم ويسبب اختناقًا.
المواطنين
وفي نفس السياق، أكد مواطنين، أن حوادث الاختناق التي شهدتها محافظات مصر خلال الايام الماضية جعلت أكثر الأسر المصرية تتبع السلامة المهنية في التعامل مع «سخانات الغاز»، مؤكدين أن هناك البعض من استبدل «سخانات الغاز» بسخانات الكهرباء.
سالم أمين- موظف، قال، إن انتشار اخبار حالات الموت المفاجئ للمواطنن بعد استنشاقهم غاز ثاني اكسيد الكربون جعله يعكف علي تشغيل «سخان الغاز» رغم برودة الجو.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ«الجمهورة أون لاين» أننا نتعامل مع سخانات الغاز بنوع من اللامبالاة ولكن بعد حالات الاختناق لعدة مواطنين بينهما عروسان ليلة الدخلة جعل الرعب داخل المنازل من التعامل مع السخان، والبعض يحاول الآن تبديله بسخان كهرباء.
عوامل تهوية داخل الحمام
وشددت زينب عشري- موظفة- علي أن المشكلة الرئيسية في أن جيع الخبراء ينصحون بوجود عوامل تهوية داخل الحمام فكيف يعقل ذلك، هل نفتح النوافذ داخل الحمام اثناء الاستحمام، منتقدة نصائح الخبراء التي تملئ شاشات التلفاز كل صباح- علي حد تعبيرها.
وأوضحت في تصريحات خاصة لـ«الجمهورية أون لاين» أن هناك مميزات لسخانات الغاز وهو أن تكلفة الغاوز مقارنة بالكهرباء لا تذكر، منوهة إلى أنها تحترس الآن في التعامل معه دائمًا بغلق جميع المحابس بعد الاستخدام.
اترك تعليق