مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

بكتيريا غير متوقعة تفتح بابًا جديدًا لعلاج سرطان القولون

في تطور علمي لافت يعكس التحول المتزايد نحو العلاجات البيولوجية، تتجه أنظار الباحثين إلى عالم الميكروبات بوصفه ساحة واعدة لمكافحة السرطان. فبعيدًا عن الأدوية التقليدية، تبرز البكتيريا اليوم كأداة محتملة لإعادة برمجة الجهاز المناعي والتصدي للأورام بآليات غير مسبوقة.


توصل فريق بحثي ياباني إلى نتائج غير متوقعة أظهرت أن نوعًا من البكتيريا المعزولة من ضفادع وشبه برمائيات أخرى تمكن من القضاء الكامل على أورام القولون في فئران مخبرية، مع تحفيز الجهاز المناعي ومنح الحيوانات مناعة طويلة الأمد ضد المرض. ونُشرت الدراسة في مجلة Gut Microbes، ونقل تفاصيلها موقع Lifespan العلمي.

الدراسة قادها البروفيسور إييجيرو مياكو من المعهد الياباني المتقدم للعلوم والتكنولوجيا (JAIST)، في إطار الاهتمام المتزايد بدور الميكروبيوم في تنظيم المناعة والالتهابات، وتأثيره المحتمل في الاستجابة للعلاجات، بما في ذلك علاجات السرطان.

وعلى خلاف الأبحاث السابقة التي ركزت على بكتيريا الأمعاء البشرية، اتجه الباحثون إلى تحليل سلالات بكتيرية مأخوذة من كائنات فقارية غير تقليدية، شملت ضفدع الشجر الياباني، وسمندر الماء الياباني، ونوعًا من السحالي. وبعد دراسات أولية، جرى اختيار تسع سلالات لاختبار قدرتها على مواجهة سرطان القولون البشري المزروع تحت الجلد في فئران ذات جهاز مناعي سليم.

وعند وصول الأورام إلى حجم محدد، تلقت الفئران حقنة واحدة فقط من محلول بكتيري عبر الوريد، ثم تمت متابعة تطور الحالة على مدار 40 يومًا. وأظهرت معظم السلالات تأثيرًا جزئيًا تمثل في إبطاء نمو الورم وتحسين معدلات البقاء.

إلا أن النتائج الأكثر إثارة سُجلت مع سلالة واحدة هي Ewingella americana، المعزولة من أمعاء ضفدع الشجر الياباني، إذ أدت إلى تدمير كامل وسريع للأورام لدى جميع الفئران، مع بقاء 100% منها على قيد الحياة حتى نهاية فترة المتابعة، في حين نفقت جميع فئران مجموعة التحكم قبل اليوم الثلاثين.

كما كشفت التجارب أن إعادة زرع الخلايا السرطانية في الفئران المتعافية لم تؤدِ إلى عودة المرض، ما يشير إلى تشكل مناعة طويلة الأمد ضد سرطان القولون.

وأظهرت التحليلات أن هذه البكتيريا تعمل عبر آليتين متكاملتين؛ الأولى تتمثل في قتل مباشر للخلايا السرطانية من خلال إفراز سموم تؤدي إلى تدمير أغشية الخلايا، والثانية عبر تحفيز قوي للجهاز المناعي، شمل تنشيط الخلايا التائية والبائية والعدلات، وزيادة إفراز مواد مناعية مضادة للسرطان مثل الإنترفيرون غاما.

كما بينت الفحوص الدموية والنسيجية عدم وجود سمية أو أضرار واضحة بالأعضاء، ما يمنح هذه المقاربة العلاجية ملف أمان مشجعًا في النماذج الحيوانية.

ورغم أن الدراسة أُجريت على نموذج سرطاني تحت الجلد، وهو ما يمثل أحد القيود العلمية، يرى الباحثون أن النتائج تفتح آفاقًا جديدة لتطوير علاجات بكتيرية مبتكرة، لا سيما للسرطانات المنتشرة. ومع ذلك، يؤكد الفريق أن الانتقال إلى التجارب البشرية لا يزال يتطلب سنوات من الأبحاث الإضافية للتحقق من السلامة والفعالية.

نقلا عن العربية




تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق