مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

دراسة ألمانية تفتح ملف أخطر سرطانات الرئة وتكشف سر عدوانيته

لا تزال الأبحاث العلمية تكشف يومًا بعد يوم عن أسرار معقدة تحكم سلوك الأورام السرطانية، خاصة الأنواع الأكثر فتكًا وصعوبة في العلاج. وفي خطوة علمية لافتة، توصل باحثون إلى تفسير جديد يوضح لماذا يتسم أحد أخطر سرطانات الرئة بسرعة الانتشار ومقاومة العلاجات التقليدية.


نجح فريق بحثي ألماني في التوصل إلى آلية بيولوجية جديدة تساعد على فهم الطبيعة العدوانية لسرطان الرئة ذي الخلايا الصغيرة (SCLC)، الذي يُعد من أخطر أنواع السرطان وأقلها استجابة طويلة الأمد للعلاج. ورغم أن هذا النوع يُظهر تحسنًا مبدئيًا مع العلاج الكيميائي، فإن المرض غالبًا ما يعاود الظهور بسرعة، وهو ما يفسر انخفاض معدلات البقاء على قيد الحياة إلى نحو 5% خلال خمس سنوات فقط.

الدراسة، التي نُشرت في مجلة Nature Communications وقادتها البروفيسورة سيلفيا فون كارستيدت، كشفت أن هذا النوع من السرطان يتميز بسمات غير معتادة، إذ يشبه في سلوكه الخلايا العصبية أكثر من كونه ورمًا ظهاريًا تقليديًا. ويعود ذلك إلى غياب بروتين أساسي يُعرف باسم "كاسباز-8"، المسؤول عن تحفيز موت الخلايا المبرمج، وهي آلية طبيعية يتخلص بها الجسم من الخلايا التالفة أو المتحولة.

وقام الباحثون بتطوير نموذج فئران معدلة وراثيًا تفتقر إلى هذا البروتين، ليتبين أن غيابه يؤدي إلى نوع آخر من موت الخلايا يُعرف بـ"النخر المبرمج"، وهو ما يخلق حالة من الالتهاب المبكر داخل الأنسجة. هذا الالتهاب، على غير المتوقع، لا يهاجم الورم، بل يهيئ بيئة مناسبة لنموه وانتشاره.

وأظهرت النتائج أن هذا التفاعل الالتهابي يعيد برمجة الخلايا السرطانية لتصبح في حالة تشبه الخلايا العصبية غير الناضجة، ما يمنحها قدرة أكبر على الانتشار السريع ومقاومة العلاجات، ويرتبط بشكل مباشر بعودة المرض بعد العلاج.

ويرى الباحثون أن هذا الاكتشاف قد يشكل نقطة تحول في فهم سرطان الخلايا الصغيرة في الرئة، ويفتح الباب أمام تطوير علاجات أكثر دقة، وربما وسائل تشخيص مبكرة قادرة على تحسين فرص النجاة وإنقاذ حياة المرضى.

نقلا عن روسيا اليوم




تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق