بينما يستمر الباحثون في استكشاف أسرار الصحة الدماغية، تظهر دلائل جديدة تشير إلى أن مستويات الكوليسترول قد تحمل إشارات مهمة حول خطر الخرف، ما يفتح الباب أمام تساؤلات لم تُجب بعد.
فقد خلصت دراسة علمية حديثة إلى أن خفض مستويات الكوليسترول الضار (LDL-C) في الدم قد يقلل من خطر الإصابة بالخرف بنسبة تصل إلى 26%، ما يفتح آفاقًا جديدة للأطباء في مكافحة أبرز أمراض الشيخوخة، بما في ذلك مرض الزهايمر.
تفاصيل الدراسة:
نُشرت الدراسة في مجلة طب الأعصاب وجراحة الأعصاب والطب النفسي، وجمعت بيانات عن 571 ألف شخص في كوريا الجنوبية لم يُشخصوا بالخرف.
من بين المشاركين، كان لدى 192 ألفًا و213 شخصًا مستويات LDL-C أقل من 1.8 مليمول/لتر، بينما كان لدى 379 ألفًا و6 أشخاص مستويات أعلى من 3.4 مليمول/لتر.
أظهر التحليل أن انخفاض مستويات الكوليسترول منخفض الكثافة (<1.8 مليمول/لتر) مرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالخرف بنسبة 26%، وخطر الإصابة بمرض الزهايمر بنسبة 28% مقارنة بالمستويات العالية.
العلاقة بين الكوليسترول والخرف:
الكوليسترول الضار يمكن أن يؤدي إلى تراكم اللويحات في الشرايين، ما يزيد خطر أمراض القلب والأوعية الدموية، والسكتات الدماغية، والنوبات القلبية، وقد يكون له دور مباشر في تطور الخرف والزهايمر.
دور الستاتينات:
أظهرت الدراسة أن تناول الستاتينات يوفر "تأثيرًا وقائيًا إضافيًا" ضد الخرف، خاصةً لدى الأشخاص الذين لديهم مستويات منخفضة من الكوليسترول الضار، ما يعزز إمكانية استخدام هذه الأدوية كأداة وقائية في المستقبل.
ملاحظات الباحثين:
الدراسة تعتبر "رصدية"، ولا يمكن استخلاص استنتاجات قاطعة حول العلاقة السببية بين انخفاض الكوليسترول وخطر الخرف.
أقر الباحثون بوجود قيود، مثل التركيز على مستويات LDL-C الأساسية التي قد تتغير مع الوقت.
مع ذلك، يرى الخبراء أن النتائج تقدم حجة قوية للنظر في الكوليسترول الضار ضمن استراتيجيات الوقاية من الخرف والزهايمر.
اترك تعليق