تحيي وزارة الأوقاف في الحادي عشر من نوفمبر ذكرى وفاة القارئ الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي، أحد أعلام التلاوة في مصر والعالم الإسلامي، وصاحب الأداء المهيب الذي خلد اسمه في وجدان الأمة صوتًا يتردد بخشوع ووقار.
وُلد فضيلة الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي في 21 مارس عام 1890م، بقرية شعشاع التابعة لمحافظة المنوفية، وأتم حفظ القرآن الكريم على يد والده الشيخ محمود الشعشاعي وهو في العاشرة من عمره، ثم التحق بالأزهر الشريف، ولزم مجالسه حتى تعلم القراءات القرآنية وأتقنها. ومنَّ الله عليه بصوتٍ روحانيٍّ عذبٍ خاشعٍ، وأداءٍ قرآني فريدٍ يبعث التأمل والتدبر في قلوب مستمعيه.
في مستهل مسيرته كوَّن الشيخ فرقةً للإنشاد الديني والتواشيح، قبل أن يتفرغ لتلاوة القرآن الكريم، حتى ذاع صيته بين كبار قراء عصره أمثال الشيخ محمد رفعت، والشيخ علي محمود، وغيرهما من أعلام التلاوة المصرية.
التحق الشيخ الشعشاعي بإذاعة القرآن الكريم عام 1932م، كما عُين قارئًا لمسجد السيدة نفسية، ثم مسجد السيدة زينب رضي الله عنهما. وامتد عطاؤه خارج حدود الوطن، إذ زار العديد من البلاد قارئًا ومجودًا لآيات الله تعالى، فكان خير سفيرٍ للقرآن الكريم داخل مصر وخارجها.
نال الشيخ الجليل عددًا من الجوائز والأوسمة تقديرًا لمسيرته المباركة في خدمة كتاب الله تعالى، من أبرزها وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، تقديرًا لعطائه في ميدان التلاوة ونشر القرآن الكريم بصوته الخاشع وأدائه المتميز.
ظل الشيخ الشعشاعي طوال حياته قارئًا متفرغًا للقرآن، جاب أرض مصر شرقًا وغربًا وكثيرًا من بلدان العالم، ناشرًا بصوته رسالة الإيمان والخشوع، حتى وافته المنية في 11 نوفمبر عام 1962م عن عمر ناهز 72 عامًا، تاركًا خلفه إرثًا صوتيًّا خالدًا يزيد على (400) تسجيل إذاعي، يفيض عذوبةً وروحانيةً، باقٍ أثره ما بقي القرآن في القلوب.
وتؤكد وزارة الأوقاف تقديرها البالغ لعطاء قرّاء مصر الأعلام الذين رفعوا راية القرآن بأصواتهم، سائلة الله تعالى أن يتغمد الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي بواسع رحمته، ويجزيه خير الجزاء على ما قدم من خدمةٍ لكتاب الله ونشرٍ لجمال تلاوته في أرجاء الدنيا.
اترك تعليق