هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

دراسة تكشف مفاجأة حول سرعة انتشار نوع شائع من بكتيريا الأمعاء

في اكتشاف غير متوقع، توصل باحثون إلى أن أحد أنواع البكتيريا التي تعيش في أمعاء الإنسان قد ينتشر بين البشر بمعدل يقارب بعض الفيروسات المعروفة بسرعة تفشيها، ما يفتح الباب أمام فهم جديد لآليات انتقال العدوى داخل المجتمعات.


وتشير الأبحاث، المنشورة وفقًا لموقع ساينس ديلي، إلى أن فريقًا من معهد ويلكوم سانجر بالتعاون مع جامعات أوسلو، هلسنكي، وآلتو في فنلندا، تمكن لأول مرة من قياس مدى كفاءة انتقال بكتيريا الأمعاء بين الأشخاص، وهو إنجاز كان يقتصر في السابق على دراسة الفيروسات فقط.

وكشفت الدراسة، المنشورة في مجلة Nature Communications، أن النوع محل البحث هو بكتيريا الإشريكية القولونية (E. coli)، والتي تعيش عادة في أمعاء الإنسان دون أن تُسبب ضررًا في أغلب الأحيان، لكنها قد تؤدي إلى التهابات خطيرة عند انتقالها إلى أماكن أخرى من الجسم مثل المسالك البولية أو مجرى الدم.

وتركز البحث على ثلاث سلالات رئيسية من الإشريكية القولونية منتشرة في المملكة المتحدة والنرويج، من بينها سلالتان تتمتعان بمقاومة متعددة للمضادات الحيوية، وتعدان من الأسباب الأكثر شيوعًا لالتهابات المسالك البولية وتعفن الدم.

وأوضح الباحثون أن تحسين نظم المراقبة الجينية لهذه السلالات يمكن أن يساهم في تطوير استراتيجيات وقاية أكثر فعالية ضد العدوى المقاومة للعلاج، مشيرين إلى أن إحدى السلالات المعروفة باسم ST131-A أظهرت قدرة على الانتقال بين البشر بسرعة تماثل سرعة انتشار إنفلونزا الخنازير (H1N1)، رغم أنها لا تنتقل عبر الهواء.

أما السلالتان الأخريان (ST131-C1 وST131-C2) فكانتا أقل سرعة في الانتقال بين الأفراد الأصحاء، إلا أنهما تُظهران معدلات انتشار أعلى داخل المستشفيات، حيث تكون فرص العدوى أكبر.

واستخدم الفريق البحثي نموذجًا مبتكرًا قائمًا على منصة برمجية تُعرف باسم ELFI 3 لتقدير رقم التكاثر الأساسي (R0) للبكتيريا — وهو المقياس الذي يُستخدم عادة في علم الأوبئة لقياس مدى قدرة المرض على الانتشار بين السكان. ويُعد هذا التطبيق الأول من نوعه لهذا المقياس على بكتيريا تعيش في الميكروبيوم البشري.

وقال البروفيسور جوكا كوراندر من معهد ويلكوم سانجر وجامعة أوسلو إن تحديد معدل التكاثر الأساسي للبكتيريا "يساعد على فهم أوضح لكيفية انتشار العدوى البكتيرية، ويتيح مقارنتها بأمراض أخرى، ما يُمكّن من تطوير أساليب تشخيص وعلاج أكثر دقة".

وأضافت الباحثة فاني أوجالا من جامعة آلتو في فنلندا أن هذا النهج الجديد "يمثل خطوة كبيرة نحو التنبؤ بأنماط انتشار العدوى المقاومة للمضادات الحيوية، ويمكن تطبيقه على أنواع بكتيرية أخرى في المستقبل لفهم أفضل لكيفية تحرك مسببات الأمراض بين البشر".

ويرى الباحثون أن النتائج تمثل تحولًا في فهم ديناميكية العدوى البكتيرية، مؤكدين أن الجمع بين البيانات الجينية والنماذج الإحصائية المتقدمة سيساعد في وضع خطط صحية تستهدف الحد من انتشار البكتيريا المقاومة للأدوية وحماية الفئات الأكثر عرضة للإصابة.

 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق