من عامل الله باليقين أدهشه الله بالعطاء الذي لم ولن يرد في مُخيلته، هكذا يجب أن يكون ظن العبد بربه، فقد جاء في الحديث القدسي قوله تعالى:«أنا عند ظن عبدي بي».
وتتعدد المواطن التي يجب أن يتأكد فيها حُسن الظن بالله، منها: عند الأزمات والمُلِمّات، وتقلب الأمور، وغلبة الدين، وضيق العيش، والدعاء، وعند التوبة، وعند الاحتضار.
قال ﷺ:
«لا يموتن أحدكم إلا وهو يُحسن الظن بالله عز وجل» رواه مسلم.
وجاء عن سفيان الثوري رحمه الله، لما سُئل في يوم عرفة:
من أسوأ الناس حالًا في هذا اليوم؟
قال: من ظن أن الله لا يغفر لهم.
وفي شأن الخوف من مُصيبةٍ متوقعة، قال العلماء: إن الخوف من حدوث مصيبةٍ متوقعة لا يُعد سوء ظنٍ بالله، بل هو من الخوف الجِبِلّي الذي لم يسلم منه حتى الأنبياء، فقد خاف موسى بطش فرعون وجنوده ففرّ منهم، فقال تعالى:
﴿فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ﴾ (الشعراء: 21).
وبيّن العلماء أن النبي ﷺ كان يتعوذ من بعض المصائب؛ حذرًا من أن يُصاب بها، ففي الصحيحين:
كان رسول الله ﷺ يتعوذ من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء.
اللهم ارزقنا حُسن الظن بك، وصدق التوكل عليك، ولذة الافتقار إليك.
اترك تعليق