هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

(رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا).. مناجاة صادقة من زكريا عليه السلام

((رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ)) آية 89 سورة الأنبياء دعوة طيبة مباركة رددها نبي الله زكريا عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام وفيها كمال الأدب مع الله وحسن السؤال للمولى عز وجل.


وجاءت صيغة الدعوة ضمن باب الدعاء في القرآن وهي أيضا من دعاء الأنبياء لتعبر عن طلب نبي الله زكريا عليه السلام بعدم وقوع ما يكرهه في أن يكون فرداً دون ولد، وهو دعاء متضمن لسؤال اللَّه تعالى أن يرزقه ولداً، وهو دعاء قرآني يحمل كمال الأدب وحسن الطلب، والعبد يتخير في مناجاة ملك الملوك الوسائل النبيلة التي تليق في الثناء والطلب على ربه الكريم.

((رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً)) دعا ربه دعاءً خفياً منيباً قائلاً: ربي لا تتركني وحيداً بلا ولد ولا وارث.

((وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ)): أي أنت خير من يبقى بعد كل من يموت، فيه مدح له تعالى بالبقاء، وإشارة إلى فناء من سواه من الأحياء، وفي ذلك استمطار لسحائب لطفه عز وجل توسّل إليه بما يناسب مطلوبه باسمه تعالى ((خَيْرُ الْوَارِثِينَ))، زيادة في المبالغة في الثناء على اللَّه تعالى، استعطافاً للإجابة.

((فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ)) آية 90 سورة الأنبياء

فاستجاب سبحانه وتعالى لدعاء زكريا، ورزقه نبياً صالحاً سمّاه اللَّه تعالى ((يَحْيَى)) عليه السلام وجعل امرأته ولوداً، بعد أن كانت عاقراً، ((فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ)) وهي دلالة على كمال قدرته سبحانه وتعالى الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.

ثم بين سبحانه وتعالى سبب إجابته له، فقال عزّ من قائل: ((إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ)) أي كانوا يبادرون في وجوه الخيرات على اختلاف أشكالها وأنواعها في أوقاتها الفاضلة، ويكمِّلونها على الوجه اللائق الكامل.

والله سبحانه وتعالى أعلم.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق