 
                      
            
                                        
                                        عَنْ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللهِ ﷺ إِذَا نَزَلَ بِي كَرْبُ أَنْ أَقُولَ: (لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الحَلِيمُ الْكَرِيمُ، سُبْحَانَ اللهِ، وَتَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [صحيح، أخرجه: أحمد في مسنده].
حديث نبوي شريف يحمل دعاءً نبوياً عظيماً لتفريج الكرب، يعكس قوة التوحيد والتسبيح في مواجهة الهموم. هذا الدعاء سلاح نبوي روحي يعزز الصبر ويلهم الأمل في نفوس المؤمنين. ويحمل الحديث الذي يعد من جوامع الكلم 10 فوائد هي:
الاولى: قوله: (علمني رسول الله ﷺ إذا نزل بي كرب) يعكس حرص النبي على تعليم امته، ماذا يفعلون عند الكرب كربا، فجاء الحديث ليُمثل دعاءً لتفريج الكرب.
الثانية: قوله: (إذا نزل بي كرب) اي: إذا حل بي الغم الذي يأخذ النفس، وقيل: الكرب اشد الغم.
الثالثة: قوله: (لا إله الا الله) اي: ان يفزع عند الكرب الى الدعاء بكلمة التوحيد؛ فإنها خير الحصون فهي بوابة الاسلام، وبها تحقن الدماء والاموال، وبها تدفع الكروب والاهوال، وبها تقبل الاعمال، وبها تحصل النجاة من النيران.
الرابعة: قوله: (الحليم) من اسماء الله تعالى، ومعناه: ذو الصفح والاناة الذي لا يستخفه عصيان العصاة، ولا يستفزه الغضب عليهم، فيرى عباده وهم يكفرون به ويعصونه، وهو يحلم فيؤخر وينظر ويؤجل ولا يعجل، ويستر اخرين ويغفر.
الخامسة: قوله: (الكريم) الذي يعطي بغير استحقاق وبدون منة.
السادسة: قوله: (سبحان الله) اي: أنزه الله عن كل عيب ونقص، وعن كل ند وشريك، وعن كل ما لا يليق بجلاله، وعن كل ما يخطر ببالي؛ فانه وراء ذلك.
السابعة: قوله: (رب العرش العظيم) اي: خالق العرش العظيم ومالكه، وخالق كل ما دونه، والاضافة تشريفية؛ لتنزهه تعالى عن الاحتياج الى شيء، وعن جميع سمات الحدوث.
الثامنة: قوله: (والحمد لله رب العالمين) اي: له الحمد المطلق في الوهيته وربوبيته واسمائه وصفاته وافعاله؛ فهو رب العالمين
التاسعة: هو من جوامع الكلم؛ ففيه التوحيد، وفيه العظمة التي تدل على القدرة، والحلم الذي يدل على العلم، وهما أصل الصفات الوجودية الحقيقية المسماة بصفات الاكرامية، وعند ذكر الله تعالى تطمئن القلوب".
العاشرة: قوله: (علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا نزل بي كرب ان اقول) دليل على خصوصية هذا الدعاء في حال الكرب والمحنة، وفيه ايماء الى ان الادعية منها خاصة في احوال معينة، فاذا قيلت في احوالها؛ كانت انفع بإذن الله من غيرها، ومنها عامة كالاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وغيرها كثير.
اترك تعليق