اللواء بحري أ.ح/ محمود عادل فوزي قائد القوات البحرية:

إغراق المدمرة إيلات.. معجزة عسكرية بكل المقاييس 

 أقول لرجال القوات البحرية:  

استمروا في المحافظة علي كافة عناصر الكفاءة القتالية واليقظة التامة

حافظوا علي استعدادكم القتالي العالي.. لتكونوا جاهزين لتنفيذ أي مهام 

قال اللواء بحري أح/ محمود عادل فوزي. قائد القوات البحرية. إن رجال القوات البحرية المصرية سطروا صفحة ناصعة من صفحات المجد الوطني حين أطلقت صواريخ الحق في عرض البحر فحطمت حاجز الهزيمة بإغراق المدمرة إيلات أمام سواحل مدينة بورسعيد الباسلة. لتؤكد للعالم أجمع أن قواتنا المسلحة قادرة علي مواجهة أي تحديات لحماية سيادة الوطن وأعادت للأمة العربية ثقتها بأن الإنتصار ممكن وأن الإرادة لاتهزم.
أضاف قائد القوات البحرية. خلال المؤتمر الصحفي بمناسبة العيد الثامن والخمسين للقوات البحرية المصرية. لم يكن فقط يوماً للإنتصار العسكري بل كان يوماً غير مفاهيم القتال البحري في العالم. لتصبح أول عملية بحرية في التاريخ يستخدم فيها الصواريخ سطح / سطح من لنشات الصواريخ وتقوم بإغراق مدمرة بحرية في عملية خاطفة ودقيقة أبهرت العالم وأثبتت قوة العقيدة القتالية المصرية وبإن البحار رغم إتساعها لا ترهب قلوب الرجال إذ إمتلأت بالإيمان والعزم. ونقف اليوم بإجلال أمام تضحيات أولئك الأبطال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه دفاعاً عن الأرض والعرض.

ونجدد العهد بأن نكون أمناء في مواصلة المسيرة بإخلاص وتفان ونظراً لما تشهده الساحة الدولية والإقليمية من تطورات سريعة ومتلاحقة من تداعيات الحروب وتأثيرها السلبي علي دول المنطقة فقد أولت القيادة العامة للقوات المسلحة وبدعم كامل من القيادة السياسية الحكيمة إهتمام كبيراً بالكفاءة القتالية وبناء وتطوير القوات البحرية في العديد من المجالات مثل البنية التحتية والتصنيع العسكري وإمتلاك وحدات بحرية ذات إتزان قتالي عالي وبأحدث نظم التسليح لتصبح القوات البحرية المصرية واحدة من أقوي القوات البحرية في الشرق الأوسط.

ويظل أهم مجالات البناء والتطوير هو الفرد المقاتل والذي نحرص كل الحرص علي إنتقاءه طبقاً لأعلي المعايير وتنمية وصقل مهارته للوصول لفرد مقاتل محترف قادراً بدنياً وعلمياً وأخلاقياً علي أداء مهامه ومسئولياته.

وأتوجه بتحية فخر وإعتزاز لزملائي وأبنائي من الضباط وضباط الصف والجنود والعاملين المدنيين رجال القوات البحرية. ونعاهد الله أن يظل مقاتلي القوات البحرية علي أعلي درجات الإستعداد القتالي لحماية سواحلنا الممتدة علي البحرين المتوسط والأحمر ومقدرات الدولة بمياهنا الإقليمية والإقتصادية وضمان حرية الملاحة ملتزمين بالقوانين البحرية الدولية.. رحم الله شهدائنا الأبرار حفظ الله مصر وشعبها العظيم وحفظ الله قواتنا المسلحة الباسلة علي كلمة الحق وقلب رجل واحد ولتحيا مصر عزيزة أبية أمنة.

قال قائد القوات البحرية. إن ما تحقق يوم 21 أكتوبر عام 1967 الذي يعتبر يوم العزة والكرامة وإستعادة الثقة للقوات البحرية بأول عمل عسكري مصري بعد نكسة 1967 فهو معجزة عسكرية بكافة المقاييس في ذلك الوقت. فقد تم تنفيذ هجمة ضد أكبر الوحدات البحرية الإسرائيلية في هذا الوقت وهي المدمرة "إيلات"
التي أخترقت المياة الإقليمية المصرية وعلي متنها طلبة الكلية البحرية كنوع من إظهار فرض السيطرة الإسرائيلية علي مسرح العمليات البحري والتي تم إستهدافها بواسطة عدد "2" لنش صواريخ
وبإستخدام الصواريخ البحرية "سطح/سطح" والتي نجحت في إغراقها مما أدي إلي تغيير في الفكر الإستراتيجي العالمي ولذا تم إختيار يوم 21 أكتوبر ليكون عيد القوات البحرية المصرية .

أكد أن جمهورية مصر العربية تعتبر "دولة بحرية بإمتياز" لما تمتلكه من سواحل علي البحر المتوسط -والبحر الأحمر " كما تمتلك أحد أهم الممرات البحرية العالمية "قناة السويس" وهو ما يتطلب وضع إستراتيجية تطوير شاملة تهدف إلي الوصول إلي ما نحن عليه اليوم وتسمح بتحقيق السياسة الخارجية للدولة في التوقيت والمكان المناسب وقد دعمت القيادة السياسية للدولة وكذا القيادة العامة للقوات المسلحة هذا التوجه.

وتُعد مصر بصفة مستمرة ودائمة دولة سلام وتدعم الامن والسلم الدوليين ومنها الأمن البحري بموضوعاته المختلفة ولكي تحافظ علي الأمن البحري بمسرحين منتشرين بأبعاد كبيرة يجب أن تمتلك قوة بحرية قادرة علي أن تتواجد 24 ساعة / 7 أيام / 365 يوم في العام
بالإضافة إلي تواجد قوي بشرية . مدربة . محترفة . واعية قادرة علي إستيعاب التكنولوجيا.
أوضح أن هناك مجموعة عوامل تتوقف علي نوعية القوات والسلاح المستخدم فمثلا التكلفة المالية وقدرات الدولة الإقتصادية للصناعات الدفاعية "Defense Industry" تعتبر أغلي والأكثر كلفة علي إقتصادات الدول فالفكر الحالي هو ما يمكن تنفيذه بمسيرة ألية لا يتعدي تكلفتها آلاف الدولارات أفضل من إستخدام صواريخ أو تسليح يتكلف ملايين الدولارات. بالإضافة إلي طبيعة وبعد مسرح العمليات ومدي توافر حدود إتصال سواء كانت برية / بحرية فما يمكن أن يستخدم في المعارك بين الدول ذات الحدود البحرية المشتركة يمكن أن يختلف في حالة عدم وجود حدود بحرية أو بحار مشتركة .
أضاف أن ما حدث بين "إسرائيل / إيران" لم يكن هناك مسرح بحري مشترك بين كلا الطرفين وبالتالي ظهر أستخدام أنواع مختلفة من الذخائر والتسليح وأسلوب مختلف .

أكد قائد القوات البحرية. أن العقيدة المصرية للفرد المقاتل تُعد عامل حاسم بالإضافة للعنصر البشري الذي يعد حجر الأساس. وهو بمثابة ثروتنا الحقيقية ونحرص كل الحرص علي تنمية مهاراته للوصول إلي مقاتل محترف قادر علي إستيعاب وإستخدام التكنولوجيا الحديثة في كافة المجالات. كما تقوم القوات البحرية بتنفيذ تدريبها من خلال عدة محاور متدرجة للمستويات المختلفة "الفرد - السفينة - مجموعة السفن" منها تدريبات بالمحاكيات ومنها تدريبات بالذخيرة الحية. ولدي القوات البحرية قناعة رئيسية بأن التدريب يتغلب علي علي الفارق فالتدريب الجاد الواقعي والتدريب علي كل ما هو جديد والتدريب في ظل محاكاة الظروف يساعد علي تقليل الخسائر في المستقبل. بالإضافة إلي التدريبات المشتركة التي تمثل أحد المحاور الرئيسية لزيادة فاعلية التدريب وتبادل الخبرات وزيادة التعاون مع الدول الصديقة/الشقيقة. د فالقوات البحرية المصرية تمتلك سمعة طيبة متميزة بين بحريات الدول المختلفة ويتم تحقيق إستفادة متبادلة لجميع الأطراف..مشيرًا إلي أن هناك العديد من التدريبات المشتركة خارج وداخل جمهورية مصر العربية تم تنفيذها وأخري مخططة
خلال الفترة الحالية ولعل أخرها والذي تم تنفيذه داخل جمهورية مصر العربية التدريب المشترك "النجم الساطع" وخارج حدود جمهورية مصر العربية التدريب البحري المشترك "بحر الصداقة".

وجه كلمة الي رجال القوات البحرية قائلًا:"أوصيهم بالإستمرار في المحافظة علي كافة عناصر الكفاءة القتالية واليقظة التامة والإدراك والوعي بالمستجدات الحالية العالمية والإقليمية التي تؤثر علي الأمن القومي المصري "سياسياً - إقتصادياً - أمنياً" وأيضاً الظروف الراهنة التي تمر بها بلدنا الحبيبة مصر من أجل الحفاظ
علي مكتسبات الشعب المصري والحفاظ علي الإستعداد القتالي العالي والدائم لقواتكم البحرية لتكونوا جاهزين لتنفيذ المهام والتوجيهات الصادرة لكم من القيادة العامة للقوات المسلحة بأسلوب إحترافي وراق يدعمه العزيمة والإصرار ولتكونوا جديرين وحافظين للأمانة الموكلة إليكم معاهدين الله والوطن ببذل التضحيات لإعلاء ورفعة مصرنا الغالية".