هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

إرشادات السلامة الغذائية والاستهلاك الصحي للسبيط

يمثل السبيط (الحبار) أحد الموارد البحرية المهمة من الناحيتين الغذائية والاقتصادية، لما يتمتع به من قيمة غذائية مرتفعة وطلب متزايد في الأسواق العالمية.

وأوصى الدكتور عاطف سعد عشيبة وكيل معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية باستهلاك السبيط ضمن ضوابط صحية تضمن سلامة المستهلك، إذ يحتاج إلى تحضير آمن وطهي سليم لتجنّب أي مخاطر ميكروبية، كما يجب الانتباه إلى الحساسية الغذائية المرتبطة به وضرورة الاعتدال في تناوله، خاصة لمن يعانون من بعض الحالات الصحية.


وأوضح الدكتور عاطف سعد عشيبة أن السبيط يحظى بأهمية كبيرة في التجارة الدولية وصناعات الأغذية، حيث يدخل في تصنيع منتجات متعددة بفضل خصائصه الحسية والوظيفية، كما يُستخدم في القطاعات الصناعية والطبية بفضل مستخلصاته الحيوية، وهو ما يجعل تطوير صيده واستدامة مخزونه البحري هدفًا استراتيجيًا للعديد من الدول.

إرشادات السلامة الغذائية والاستهلاك الصحي للسبيط

1- التحضير الآمن والطهي السليم

يجب تنظيف السبيط بدقة قبل الطهي لإزالة الأحشاء الداخلية التي قد تحتوي على ملوثات أو رواسب بحرية. يعد الطهي الجيد للسبيط خطوة أساسية لضمان سلامته الغذائية، إذ قد يحتوي على بعض الطفيليات أو البكتيريا الضارة عند تناوله غير مطهو بالشكل الكافي. لذا ينصح بطهيه عند درجات حرارة تتجاوز  65 م لضمان القضاء على البكتريا الممرضة مثل Vibrio parahaemolyticus وListeria monocytogenes.. وتُعتبر طرق الطهي السريعة كالشوي أو السلق الخفيف من أفضل الوسائل للحفاظ على قيمته الغذائية، مقارنة بطرق القلي العميق التي تزيد من امتصاص الدهون وتقلل من جودته الصحية.

2- الحساسية والقيود الغذائية

قد يسبب تناول السبيط بعض التفاعلات التحسسية لدى الأفراد الذين يعانون من حساسية تجاه الرخويات، إذ تحتوي بروتيناته على مركبات مسببة للحساسية مثل التروبومايوسين (Tropomyosin)، وهي قادرة على تحفيز استجابات مناعية لدى الأشخاص الحساسين.  لذا يوصى لمن لديهم تاريخ من الحساسية تجاه المأكولات البحرية بتجنب تناوله أو استشارة الطبيب قبل إضافته إلى نظامهم الغذائي.  كما يُفضل الحد من استهلاك السبيط لدى الأفراد المصابين بارتفاع حمض اليوريك أو النقرس، نظرًا لاحتوائه على مركبات بيورينية قد تؤدي إلى زيادة تركيز هذا الحمض في الدم.

3- الاعتدال في الاستهلاك

على الرغم من القيم الغذائية العالية للسبيط وفوائده الصحية المتعددة، إلا أن الاعتدال في تناوله يظل ضروريًا للحفاظ على التوازن الغذائي العام. فالسبيط المقلي أو المقدم مع الصلصات الغنية بالدهون يحتوي على نسب مرتفعة من الدهون المشبعة والسعرات الحرارية، مما قد يساهم في زيادة الوزن وارتفاع مستويات الكوليسترول عند الإفراط في استهلاكه.
لذلك ينصح بتناوله باعتدال بمعدل مرتين أسبوعيًا ضمن نظام غذائي متوازن، مع تفضيل الطرق الصحية في الطهي مثل الشوي أو السلق، واستخدام التوابل الطبيعية بدلاً من الأملاح الزائدة لتقليل محتوى الصوديوم في الوجبة.

الأهمية الاقتصادية للسبيط (الحبار)

يعد السبيط، أو الحبار، من الموارد البحرية ذات القيمة الاقتصادية العالية على المستويين المحلي والعالمي، نظرًا لزيادة الطلب عليه في الأسواق الغذائية وصناعات المأكولات البحرية. ويُصاد السبيط بكميات كبيرة في مختلف البحار والمحيطات، خصوصًا في مناطق البحر الأبيض المتوسط والمحيطين الهندي والهادئ، حيث يمثل يمصدرًا أساسيًا للدخل القومي في العديد من الدول الساحلية. وتتنوع طرق صيده لتشمل الشباك الضوئية وشباك الجر القاعية والمصائد المزوّدة بالمصابيح التي تُستخدم لجذب الأفراد خلال الليل.

من الناحية الإقتصادية، يحتل السبيط موقعًا متميزًا في تجارة الأسماك العالمية بفضل قيمته الغذائية العالية وقابليته الممتازة للحفظ بعد المعالجة، إذ يسوق في صور متعددة مثل الطازج، والمجمد، والمجفف، والمعلب. كما يدخل لحم السبيط في إنتاج العديد من الوجبات الجاهزة، ، مما يرفع من قيمته التسويقية ويزيد من انتشاره عالميًا.  ولا تقتصر أهمية السبيط على المجال الغذائي فحسب، بل تمتد إلى القطاعات الصناعية والدوائية؛ إذ يستخلص من جلده وأحباره الطبيعية صبغات ومركبات ذات خصائص مضادة للأكسدة والبكتيريا، كما تستخدم بعض بروتيناته ومشتقاته في تصنيع الأغشية الحيوية القابلة للتحلل ومواد التغليف الحيوي المستخدمة في الصناعات الغذائية. وأظهرت دراسات حديثة إمكانية تطبيق مستخلصات السبيط في المجال الطبي لما تحتويه من ببتيدات نشطة حيويًا ذات تأثيرات علاجية محتملة.

إقتصاديًا، تمثل صادرات السبيط عنصرًا مهمًا في تعزيز اقتصاديات المصايد البحرية، خاصة في الدول النامية التي تمتلك سواحل غنية بالموارد المائية. لذا، تسعى العديد من الدول إلى تطوير تقنيات الصيد والمعالجة المستدامة للحفاظ على المخزون الطبيعي وضمان استمرارية هذا المورد الحيوي للأجيال القادمة.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق