مسئول أممى:
إيصال المساعدات مهمة فى غاية الصعوبة

فى انتهاك جديد لاتفاق وقف إطلاق النار أطلقت قوات جيش الاحتلال النيران تجاه المواطنين الفلسطينيين فى مدينة خان يونس جنوبى قطاع غزة عقب تجاوز حافلة "الخط الأصفر".. فيما تتواصل الجهود الأمريكية لاحتواء التوتر المتصاعد بين حركة حماس وإسرائيل بشأن تأخر تسليم جثامين المحتجزين.

قال مركز غزة لحقوق الإنسان إن جيش الاحتلال واصل شن هجماته الدموية على قطاع غزة وكان أحدثها استهداف مركبة واستشهاد 11 مدنيًّا من عائلة واحدة بالأمس فى انتهاك واضح وصريح لاتفاق وقف إطلاق النار.

اشار المركز الحقوقى إلى أن السلوك الإسرائيلي يعكس استخفافًا سافرًا بحياة المدنيين وإصرارًا على مواصلة سياسة القتل والتدمير دون أدنى اعتبار للقانون الدولى الإنسانى أو لالتزامات إسرائيل كقوة احتلال.

أعلن المركز توثيقه 129 حادثة قصف وإطلاق نار ارتكبتها القوات الإسرائيلية وأسفرت عن ارتقاء 34 فلسطينيا وإصابة 122 آخرين منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار.

أفادت مصادر فلسطينية بوقوع إطلاق نار كثيف مع تقدم آليات الاحتلال فى محيط منطقة الشيخ ناصر جنوب شرق خان يونس. كما أطلقت طائرة مسيرة من نوع كواد كابتر النار فى حى الشعف شرقى المدينة وذلك تزامنا مع قصف مدفعى على المنطقة.. وأوضحت المصادر أن جيش الاحتلال أطلق قنابل دخانية شرقى حى الشجاعية شرقى مدينة غزة.

من جهته..  قال الدفاع المدنى بقطاع غزة إن الاحتلال وافق علي طلب "الصليب الأحمر" بالسماح لطواقمه بالدخول لمنطقة شرق مخبز اليازجى بحى الزيتون لانتشال عدد من الشهداء نتيجة استهداف حافلة للنازحين أمس ما أسفر عن استشهاد 11 فلسطينيا من عائلة كانت فى طريق العودة إلى منزلها فى حى الزيتون شرقى مدينة غزة .. وفق وكالة الانباء الفلسطينية وافا.

واعلن جيش الإحتلال في بيان إنه رصد مركبة مشبوهة تتجاوز الخط الأصفر" فى إشارة إلى خط انسحاب القوات الإسرائيلية داخل قطاع غزة، المتّفق عليه فى إطار اتفاق وقف إطلاق النار.. موضحا أنّه بعد إطلاق طلقات تحذيرية أطلق الجنود النار لإزالة التهديد.. مشيرا إلى أن العملية تمت وفقا لبنود الاتفاق المبرم بين إسرائيل وحركة حماس والذى دخل حيز التنفيذ قبل أسبوع..

وفى ذات السياق.. رغم تسليم حركة حماس 10 جثامين لمحتجزين إسرائيليين قتلهم جيش الاحتلال بالقصف الوحشى لغزة وإعلان حركة حماس جديتها فى البحث عن الباقين لإغلاق هذا الملف..  فإن التهديدات الصريحة والمبطنة من جانب قادة الاحتلال لا تتوقف.

وتوالت التصريحات الإسرائيلية مدعومة من الرئيس الأمريكى بشأن إعادة جثامين المحتجزين القتلى من غزة.. وبلغت حد التهديد من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو باستئناف الحرب.

اشارت القناة 12 العبرية إلى أنه لا يزال هناك 18 جثة لمحتجزين إسرائيليين فى قطاع غزة تطالب إسرائيل بإعادتهم ضمن اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين.

كشفت هيئة البث عن أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة برفضها أى تأخير فى تسليم الجثث.. مضيفة أن من المتوقع أن تسلم حماس عددا أكبر من المحتجزين القتلى الأسبوع المقبل.

كان الوسطاء والمنظمات الدولية والرئيس الأمريكى قد أشاروا جميعا فى تصريحات إلى أن البحث عن باقى الجثامين يتطلب وقتا وجهدا ومعدات خاصة ترفض إسرائيل إدخالها للقطاع.

فى المقابل دعت حركة حماس الدول الوسيطة إلى مواصلة جهودها سواء باستكمال دورهم فى متابعة تنفيذ باقى بنود اتفاق وقف إطلاق النار خاصة المتعلقة بإدخال المساعدات بالكميات المطلوبة أو بفتح معبر رفح فى الاتجاهين أمام المواطنين والعمل على بدء الإعمار بشكل عاجل.

وتواصل الجهات المكلفة بعمليات البحث عن جثث المحتجزين الإسرائيليين جهودها فى ظل ظروف صعبة ومعقدة بسبب الدمار الهائل الذى خلفته الغارات الإسرائيلية إلى جانب النقص الحاد فى المعدات الثقيلة اللازمة لرفع الأنقاض وعدم سماح الاحتلال بدخول تلك المعدات إلى قطاع غزة للإسهام فى عمليات البحث.

وفى سياق متصل.. اعلن البيت الابيض امس ان نائب الرئيس الأمريكى جى دى فانس والمبعوث الأمريكى ستيف ويتكوف والأدميرال براد كوبر قائد القيادة المركزية الأمريكية الجديد يصلون الشرق الأوسط اليوم لمتابعة تنفيذ اتفاق إنهاء الحرب فى غزة والضغط للإفراج عن المزيد من جثث المحتجزين.

من جهته.. أكد مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية توم فليتشر خلال زيارة لغزة امس أن إدخال المساعدات الطارئة إلي قطاع غزة "مهمة في غاية الصعوبة".

قال فليتشر إنه عاين حجم الدمار.. متابعا جئت إلى هنا قبل سبعة أو ثمانية أشهر كانت معظم هذه المبانى لا تزال قائمة أما الآن فمن المروع للغاية رؤية جزء كبير من المدينة تحول إلى أرض خلاء.. مضيفا لدينا الآن خطة ضخمة مدتها 60 يوما لزيادة الإمدادات الغذائية وتوزيع مليون وجبة يوميا والبدء فى إعادة بناء القطاع الصحى وإقامة خيام لفصل الشتاء وإعادة مئات الآلاف من الأطفال إلى المدارس.