هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

من الحصار إلى الخراب!

"طوفان الأقصي" نقطة تحول مفصلية
في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

تشوهات نفسية بين جنود الاحتلال
وارتفاع ملحوظ في حالات الانتحار

في حالة الـ"لا سلم ولا حرب"، عاش قطاع غزة أوضاعا صعبة لسنوات طويلة، ظل خلالها السكان تحت حصار خانق، وبطالة تخطت نسبتها الـ 70%، ووسط مناخ شديد الاحتقان والغضب، وبيئة كانت مهيئة تماما لانفجار كبير وتفريغ عنيف، ظهر جليا في أحداث السابع من أكتوبر عام 2023.


وبالأمس، حلت الذكري الثانية لعملية "طوفان الأقصي" التي مثلت نقطة تحول مفصلية في تاريخ الصراع، حيث أطلقت شرارة مواجهة غير مسبوقة بين إسرائيل وفصائل المقاومة في غزة، أعادت من خلالها القضية الفلسطينية إلي صدارة الأجندة الدولية والعربية، بيد أنها تركت جرحا عميقا في قلب غزة لم ولن يندمل.

انتقلت غزة، بفعل أحداث السابع من أكتوبر وعلي مدار عامين، من حالة الهدوء النسبي المتقطع إلي مواجهة واسعة تجاوزت كل التوقعات، فبينما يصف خبراء ما حدث بأنه "عملية نوعية" نجحت في كسر جدار الحصار المحكم وضرب العمق العسكري الإسرائيلي، يؤكدون أن الرد كان عنيفا ومدمرا. وسرعان ما تحولت تلك الأحداث إلي حرب إبادة غير مسبوقة، ذهبت فيها إسرائيل إلي روح الانتقام والاستهداف العام لكافة مناطق القطاع.

من ناحية أخري، كشفت نتائج دراسة إسرائيلية عن انتشار واسع للتشوهات النفسية في المجتمع الإسرائيلي، خاصة بين الجنود. حيث سجل ارتفاع ملحوظ في حالات الانتحار، نتيجة تداعيات الحرب المستمرة علي قطاع غزة، التي دخلت عامها الثاني.

ووفق تقديرات الدراسة التي أجرتها مؤسسة التمويل الاجتماعي في إسرائيل. يتوقع أن تكبد هذه التداعيات النفسية الاقتصاد الإسرائيلي خسائر تقدر بمليارات الدولارات، نتيجة التكاليف الباهظة لعلاج الأمراض النفسية وتأهيل المتضررين.

وتقول الدراسة إن العبء الوطني لاضطراب ما بعد الصدمة الناجم عن الحرب قد يكلف الاقتصاد الإسرائيلي 50 مليار دولار علي مدي السنوات الخمس المقبلة، محذرة من أن هذه التداعيات لم تعد مجرد أزمة اجتماعية، بل أزمة اقتصادية، وفق ما نقلته صحيفة يديعوت أحرونوت.

وتكشف الدراسة عن دلالات عميقة إذ تقدر تكلفة كل حالة من حالات اضطراب ما بعد الصدمة علي الاقتصاد بما يتراوح بين 1.8 و2.2 مليون شيكل "ما بين 500 ألف و600 ألف دولار تقريبًا" علي مدي العمر.

ولفتت. الأهم من ذلك، أن 74% من هذه التكلفة لا تعزي إلي العلاج، بل إلي فقدان الإنتاجية وفرص العمل ويعجز الناس عن العمل والمساهمة في المجتمع فيما يتوزع الباقي بين تكاليف الرعاية الصحية المباشرة 18% والمشاكل الثانوية، مثل الإدمان 8%.

وتساءلت الصحيفة: "بعد مرور عامين علي السابع من أكتوبر، تواجه إسرائيل نقطة تحول: فهل نسمح للصدمة الجماعية بأن تصبح استنزافا لمليارات الدولارات لاقتصادنا؟"

في الأسبوع الماضي، نشرت وزارة الدفاع الإسرائيلية بيانات جديدة صادمة، فمنذ بدء الحرب، سجلت إصابة نحو 20 ألف جندي، معظمهم يعانون من إصابات نفسية، ويعاني 56% من المرضي في قسم إعادة التأهيل بالوزارة من حالات نفسية حادة، مع توقعات بظهور عشرات الآلاف من الحالات الجديدة بحلول عام 2028.

وتضيف الصحيفة" هذه ليست صدمة عابرة، بل أزمة متواصلة تثقل كاهل مجتمعنا واقتصادنا".





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق