اُنظُرْ إلى أم موسى كيف ألقته في اليم وكلها ثقة أن الله سبحانه سيعيده إليها.. لقد صدَّقتْ الله وكذَّبتْ كلَّ شيءٍ..
لم تقُلْ : كيف لرضيعٍ أن ينجو في صندوق تتقاذفه المياه من كل جانب؟
ولم تقُلْ : كيف أرسله إلى فرعون بيديَّ وهو الذي كان يبحثُ عنه ليذبحه؟
كان يكفيها أن تسمع وعد ربها : ﴿إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ﴾ حتى تلقيه في النهر دون أن ترتجفَ يدها..
اُنظُرْ إلى هاجر وقد جاء بها إبراهيم عليه السّلام وبرضيعها إلى صحراء مقفرة ، لا ماء فيها ولا شجر ولا أنيس ولا جليس..
أعطاها قربة ماءٍ وجُراباً فيه تمر ، ودار ظهره ومضى..
فما زادت إلا أن قالتْ له : آلله أمركَ بهذا؟
فقال : نعم..
فقالت له : اِذهبْ فلن يُضيعنا الله..
وعندما نفد منها الماء وجعلت تهرول بين الصفا والمروة ، كانت كل غايتها أن تحصل على شربة ماء..
ففجَّر اللهُ زمزم بين رجلي ابنها .. يقين هاجر ردّه الله إليها بماء زمزم..
ليس لك من الأمر شيء، فما عليك سوى السعي، قال تعالى في سورة النجم : {وَأَن لَّيۡسَ لِلۡإِنسَٰنِ إِلَّا مَا سَعَىٰ (39) وَأَنَّ سَعۡيَهُۥ سَوۡفَ يُرَىٰ (40)}.
وتذكر دائمًا أن: ماشاء الله كان ومالم يشأ لم يكن...ابشروا..
اترك تعليق