ثبت بالنص الصريح تبشير بعض النساء بالجنة. ومنهنَّ: أم هانئ بنت أبي طالب.. وهي فاختة بنت أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم.. أخت الإمام علي وعقيل وجعفر وطالب وشقيقتهم. وأمهم فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف واختلف في اسمها فقيل: هند, وقيل: فاختة وهو الأكثر.. وكان إسلام أم هانئ يوم الفتح.. وكانت زوجة هبيرة بن أبي وهب المخزومي. فولدت له عمرا. وبه كان يكني وهانئا. ويوسف. وجعدة - بني هبيرة,

من مواقف أم هانئ مع الرسول صلي الله عليه وسلم:پما رواه أبو هريرة أن النبي صلي الله عليه وسلم خطب أم هانئ بنت أبي طالب, فقالت: يا رسول الله, إني قد كبرت ولي عيال, فقال النبي: خير نساء ركبن نساء قريش أحناه علي ولد في صغره وأرعاه علي زوج في ذات يده.. وكان ذلك حين تقدم النبي الكريم لخطبتها بعد أن أسلمت وفرقت عن زوجها هبيرة بن أبي وهب بن عمرو المخزومي الذي لم يدخل الإسلام ففرق بينهما وتركته وعكفت علي رعاية أبنائها الأربعة.

ولها موقف يوم فتح مكة مع النبي تقول أم هانئ: ذهبت إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم عام الفتح فوجدته يغتسل وفاطمة ابنته تستره فسلمت عليه فقال: من هذه. فقلت: أنا أم هانئ بنت أبي طالب, فقال: مرحبًا بأم هانئ.. فلما فرغ من غسله قام فصلي ثماني ركعات ملتحفًا في ثوب واحد, فلما انصرف, قلت: يا رسول الله, زعم ابن أمي أنه قاتل رجلاً قد أجرته فلان بن هبيرة, فقال رسول الله: قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ. قالت أم هانئ: وذاك ضحي.

وعن أم هانئ قالت: كنت قاعدة عند النبي فأتي بشراب فشرب منه ثم ناولني فشربت منه فقلت: إني أذنبت فاستغفر لي. فقال: وما ذاك؟ قالت: كنت صائمة فأفطرت, فقال: أمن قضاء كنت تقضينه؟ قالت: لا, قال: فلا يضرك.

وفي أحد الأيام قال الرسول الله لأم هانئ: هل عندك طعام آكله, وكان جائعًا فقلت: إن عندي لكسر يابسة وإني لأستحي أن أقربها إليك, فقال: هلميها, فكسرتها ونثرت عليها الملح, فقال: هل من إدام؟ فقالت: يا رسول الله, ما عندي إلا شيء من خل, قال: هلميه, فلما جئته به صبه علي طعامه فأكل منه ثم حمد الله تعالي ثم قال: نعم الإدام الخل, يا أم هانئ لا يفقر بيت فيه خل.

من الأحاديث التي روتها أم هانئ عن الرسول صلي الله عليه وسلم:پعن عبد الرحمن بن أبي ليلي قال: ما أخبرني أحد أنه رأي النبي يصلي الضحي إلا أم هانئ فإنها حدثت أن رسول الله دخل بيتها يوم فتح مكة فاغتسل فسبح ثمان ركعات ما رأيته صلي صلاة قط أخف منها غير أنه كان يتم الركوع والسجود.

وعن أم هانئ: أن رسول الله اغتسل هو وميمونة من إناء واحد في قصعة فيها أثر العجين.

وعن أم هانئ قال لها النبي: اتخذي غنمًا يا أم هانئ فإنها تروح بخير وتغدو بخير.

وعن أم هانئ بنت أبي طالب قالت: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: إن الله تعالي فضل قريشًا بسبع خصال لم يعطها أحدًا قبلهم, ولا يعطيها أحدًا بعدهم, فيهم النبوة وفيهم الحجابة وفيهم السقاية, ونصرهم علي الفيل, وهم لا يعبدون إلا الله, وعبدوا الله عشر سنين لم يعبده غيرهم, ونزلت فيهم سورة لم يشرك فيها غيرهم "لإيلاف قريش".

وقد روت عن النبي صلي الله عليه وسلم 46 حديثًا. كما أسري بالنبي ليلة الإسراء والمعراج من بيتها. حيث روي أن الرسول حين عاد من ثقيف حزينًا لإعراض أهلها عن دين الله توجه لزيارتها ثم بات عندها فكانت حادثة الإسراء والمعراج.

ولم تذكر المصادر تاريخ وفاة أم هانئ ولكن المتفق عليه أن أم هانئ عاشت إلي بعد سنة خمسين