يحتفل العالم في ٣٠ سبتمبر من كل عام باليوم العالمي للترجمة، وهو تاريخ اختير تخليداً لذكرى وفاة القديس جيروم، الذي ترجم الكتاب المقدس إلى اللغة اللاتينية ويُعدّ من أبرز رواد الترجمة في التاريخ.
وقد أقرّ الاتحاد الدولي للمترجمين هذا اليوم لأول مرة عام ١٩٩١ ليكون مناسبة دولية لتسليط الضوء على دور الترجمة والمترجمين في تعزيز التواصل بين الشعوب، وفي عام ٢٠١٧ اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا اليوم رسميًا اعترافًا بأهمية الترجمة في بناء السلام والتنمية المستدامة.
وفي هذا السياق، أكد أ.د. حاتم سلامة، أستاذ الأدب الإنجليزي ورئيس قسم اللغة الإنجليزية وآدابها ووكيل كلية الآداب لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والمرشح لرئاسة جامعة العريش، أن الترجمة تمثل أكثر من مجرد نقل كلمات من لغة إلى أخرى، فهي جسر يربط بين الحضارات والثقافات، وأداة لنشر المعرفة وتبادل الأفكار.
وأضاف "سلامة" أن الترجمة كانت السبب في انتقال المعارف الفلسفية والعلوم العربية إلى العالم الغربي، مما أسهم في انطلاق النهضة الأوروبية الحديثة.
وأكد أن الترجمة في ظل العولمة والتقنيات الرقمية أصبحت أداة لا غنى عنها لفهم الآخر والتواصل معه في شتى مجالات الحياة، من الإعلام والسياسة إلى العلوم والتجارة.
وبيّن سلامة أن أهمية الاحتفاء باليوم العالمي للترجمة تكمن في التذكير بالدور الحيوي الذي يؤديه المترجمون في كسر حواجز اللغة، وتعزيز التفاهم المتبادل، والتصدي لخطاب الكراهية وسوء الفهم الثقافي. كما لفت إلى أن هذه المناسبة فرصة للاعتراف بمهنة الترجمة كفن وعلم يتطلب الدقة والإبداع، خاصة في ظل الجدل المتزايد حول العلاقة بين المترجم البشري والذكاء الاصطناعي، وأيهما أقدر على الحفاظ على روح النص وأبعاده الثقافية.واختتم سلامة حديثه بتوجيه عدة نصائح لدارسي الترجمة، مؤكداً ضرورة الجمع بين الإتقان اللغوي والثقافي، والاطلاع المستمر على مستجدات اللغات وأساليبها، مع الاستفادة من التقنيات الحديثة دون الاعتماد الكلي عليها، والاهتمام بالتخصص في مجالات محددة كالأدب أو القانون أو العلوم، إضافة إلى ممارسة الترجمة بشكل يومي لتطوير المهارات العملية وتعزيز الثقة بالنفس.
يذكر أن أ.د. حاتم سلامة قد أنشأ مركز اللغات والترجمة بجامعة العريش عام ٢٠١٩، وكذلك برنامج الترجمة الفورية في اللغة الإنجليزية بنظام الساعات المعتمدة المميز بكلية الآداب جامعة العريش عام ٢٠٢٤.
اترك تعليق