في واحدة من أبرز وأهم اللحظات التي شهدتها مواجهات القمة بين الأهلي والزمالك، برزت صورة ناصعة للروح الرياضية جمعت بين أيقونتي الناديين، محمود الخطيب وحسن شحاتة، في مباراة حامية الوطيس عام 1983.
في أجواء مشحونة للغاية، تعرض كل من الفريقين لهجوم جماهيري حاد، ووسط هذه المناوشات والتوتر الكبير بين المشجعين، اتخذ الخطيب موقفًا شجاعًا ومميزًا يعكس رقي أخلاقه.
فقبل انطلاق صافرة بداية المباراة بثوانٍ قليلة، أسرع الخطيب إلى منتصف الملعب، وأمسك بيد شحاتة، ليصحبه معه في جولة تحية مشتركة أمام جماهير الفريقين، بداية من جماهير الزمالك، ثم التوجه إلى جمهور الأهلي. هذه الخطوة كانت بمثابة رسالة سلام وتسامح، تهدف إلى تهدئة الأجواء ومنع أي تصعيد محتمل.
في تصريحات تلفزيونية أعاد فيها الخطيب سرد هذه الواقعة، قال:
"بعض الجماهير هاجمت حسن شحاتة، وحدثت مناوشات من الجانبين، وقبل أن يطلق حكم اللقاء صافرته، أسرعت نحو دائرة المنتصف لمنع انطلاق المباراة. أثار هذا دهشة الحكم، لكني اصطحبت شحاتة إلى الجمهورين، وهو ما أنهى الأمور بشكل سريع، وساعد على تهدئة الأجواء."
من جانبه، أكد حسن شحاتة أن هذه اللفتة الإنسانية، التي قام بها الخطيب "بيبو"، أسهمت بشكل كبير في تخفيف التوتر، حيث انشغلت الجماهير بعدها في تشجيع لاعبيها دون التركيز على المناوشات السابقة أو استفزاز المنافس.
تظل هذه اللحظة واحدة من أجمل الصور التي تبرز الروح الرياضية في أشرس المنافسات الكروية، وتؤكد أن الاحترام والتسامح يمكن أن يكونا حاضرَين دائمًا وسط أجواء التنافس والندية.
اترك تعليق