هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

اعترافات "جرسون كباريه" عاد من طريق "أبالسة الإخوان"

تزييف الوعى والدين "سلاحهم" لضم الشباب وكسب تعاطفهم

استقطبونى من أسئلة دينية لم أعرف إجاباتها.. وفسروها "على كيفهم"

يريدون "قطيعا" دون عقول.. وكثير من الشباب كانوا مخدوعين

"عشت في حالة اضطراب ابحث دوما عن الطريق الصحيح وفي هذا الطريق ظهر لي شياطين وأبالسة يرتدون وجوه الملائكة .. تم خداعي قليلا لكن أحمد الله أنني أدركت الحقيقة في الوقت المناسب .. هذه قصة حياتي باختصار".. قالها " س" صاحب الخمسين عاما وهو يحكي لي قصته كيف تحول من " نادل بار " في كباريه شهير إلى ملتزم ثم " إخواني" ثم حاله من الزلزلة النفسية ثم "إخواني منشق" ثم ملتزم معتدل مثلما نص الدين الحنيف.


ضربونى "علقة موت" عقابا على رفضى الاستمرار فى اعتصام رابعة
خسارتهم للسلطة أظهرت وجههم القبيح ونواياهم الخبيثة بالعمليات الإرهابية
حديث أئمة الأوقاف مع الناس عقب الصلوات.. حائط صد لعدم سرقة العقول من باب "الدين"

حكايته بعثت الأمل للكثيرين ممن انزلقت أقدامهم مع التيارات الدينية التي ادعت أنها تمثل الدين وأخطرها كان جماعة الاخوان الأرهابية التي كان تلويحها واستخدامها للعنف نقطة تحول للكثيرين ممن انضموا إليها أو تعاطفوا قبل "رابعة".

حكايته أيضاً ما زالت تبعث الأمل لكل من سمعها وتعطي رساله تحذير من اتباع الأشخاص او الجماعات دون إعمال العقل اولئك الذين يغسلون الأدمغة ويعتنقون الفكر الواحد لا يقبلون النقاش او الاختلاف فالاختلاف بالنسبة لهم خلاف كبير قد يصل إلى حد تدبير المكائد والاغتيالات والقتل بارتكاب أعمال إرهابية ، أولئك الذين يرسمون وجوها ملائكيه ظاهرها المحبه والزهد في الدنيا وفي نفس الوقت يحاربون على مقاعد سياسيه ومستعدون لإراقة الدم من أجل الحفاظ على السلطة.

حكاية "س" تفتح الباب على مصراعيه لمناقشه الكثير من الأفكار ومتابعة أولادنا وذوينا عن كثب.. وإلى سطور الحكاية.

يقول "س": " مش هتصدقي أنا كنت بفكر كتير اوي وانا مراهق في الدين لدرجة ان فيه اسئله بحكم سني الصغير مكنتش بعرف أجاوبها ولا حد كان بيجاوبني من الأهل مع انها كانت سهله بس منها اتلخبطت وابتديت اخرج من زحمة مخي لأول صديق سوء قابلني".

يضيف: تعرفت على " ا" الذي كان يعمل " بودي جارد" في ملهى ليلي، وكان يكبرني بأعوام لكن كان اول شيطان قابلته فزين لي دنياه ولأن نفسي تائهه بالأساس انخرطت وراءه وما ان حصلت علي الدبلوم حتي التحقت ب " الكباريه " الذي يعمل فيه ك" نادل" او " جرسون" مثلما يقال ولمدة ثماني اعوام تقريبا كنت احيانا اشعر بالانزعاج كلما سمعت صوت الأذان حتي قابلت " الشيخ م " وكان يؤمنا للصلاه يوم الجمعه فهي الصلاه الوحيدة التي لم اقطعها وكان ممن يوفدهم وزاره الأوقاف لمراكزنا التابعه لمحافظات الصعيد فطوال ٨ سنوات لم يعرف احد أين اعمل سوي أنني عامل في مصنع بتخصص الدبلوم الذي حصلت عليه.

كان "الشيخ م" ذو وجه سمح وبشوش ويجيب عن الكثير من الأسئلة بصدر رحب فذهبت وتحدثت معه ودعا لي بالهدايه وقال في انتظارك لأجيبك عن كل أسئلتك الجمعه القادمةً حيث كان مرتبطا بموعد وللأسف خلفت أنا موعده بعد ان تعرفت علي " م" الذي كان عضوا في جماعه الاخوان الارهابيه حيث كانت تمارس عملها الظاهر الخيري بشكل عادي قبل احداث ٢٥ يناير وأعجبت بكلامه عن الخير وانخرطت في الانشطه معهم وبدأوا يعطونني راتب أسموه " مساندة من الاخوه" وكنت أشارك في تدريبهم لنا على فنون القتال من الكارتيه والجودو وكانوا يقولون لنا ان النبي عليه الصلاة والسلام حث علي الرياضة عندما يسأل احدنا لم كل هذا ولم لا نلعب الكرة او السباحة فالنبي ايضاً حث علي السباحة فكانت إجابتهم "دي حاجات ترفيه مش بتاعة الرجالة".

وكالعادة وقفت اسئلة كثيرة حول احاديث نبوية وايات وبدلا من البحث والقراءة كنت اسلم عقلي لهم وأصدقهم في تفاسيرهم التي اكتشفت فيما بعد انهم فسروها " علي كيفهم" 

وبعد احداث يناير كنت اسألهم كيف خرج مرسي والشاطر والبلتاجي وغيرهم من السجون كيف تحدثوا لقناة الجزيرة وقتها والإنترنت والهواتف تقريبا كانوا في حاله انقطاع كيف تحدثوا بهذا الوضوح مثل غيري من الكثير من المصريين الذين بداوا يسألون تلك الاسئلة وكانوا يجيبون بترهات و كانوا يقولون لي " مخك الشغال ده بزيادة في حاجات مش تبعك هيوديكً في داهيةً وهيزعل اولي الأمر منك".

كنت أتعجب احيانا من ردودهم غير أنني كنت معهم ولم يكن يعجبني خلط الدين بالسياسة وكنت أري تعاملهم مع المعارضين لهم بعد فوز محمد مرسي الذي كنا نتحدث عنه بيننا كشباب للاخوان انه مجرد لعبة في يد المرشد والشاطر إلا أننا ظللنا وراء الشرعية مثلما يقولون حتي قامت ثورة ثلاثين يونيو وقلت في نفسي " سقطت شرعية مرسي اليوم "فطوال تلك السنوات كنت اقرأ في الكثير من الكتب والمراجع وبالفعل تولي الرئيس عدلي منصور بحكم الدستور رئاسة البلاد ووقتها كنت في اعتصام رابعة فقلت لزملائي " ماذا نفعل هنا لايجب ان نشق صف المصريين علينا العودة لبيوتنا فاتهموني بالخيانه وتشاجرنا وأوسعوني ضربا بحجة أنني اشعل الفتن وبالفعل رحلت إلى بيتي وبداخلي اضطراب فظيع وبدات أتابع كغيري الأحداث لأفاجأ بانهم يهددون الناس بالقتل لا من اجل الدين الذي شوهوه ولكن من اجل كرسي الحكم والسياسة لأستفيق بعد بشاعة احداث كرداسه وبعدها العمليات الارهابيه المتواليه بين حين وآخر طوال عام وقتها ايقنت انهم لم يكونوا ملائكه بل أبالسة تواروا وراء الخير والدين وشوهوا تلك المعاني الجميله من اجل الوصول لأغراضهم الدنياوية.

عدت إلى المسجد هذه المره دون ان أكون "إخواني" أنا فقط مصري ومتدين احب الدين السمح والقران وساعدني الكثير من الائمه الذين يزورون المسجد في تغيير مفاهيمي وخاصة ايات الحكم وطاعه اولي الأمر التي كانوا يفسرونها علي " مزاجهم" والآن أنا اعمل في مصنع كرتون وسائق واعيش بالحلال وتزوجت وانجبت فتاه أربيها علي الدين السمح وأشجعها على العلم وعلي المناقشة والسؤال والبحث في الكتب والدراسات والتفاسير عن اي شيء وإلا تعطي عقلها لأي من كان حتي لا يسرقه شياطين.

هنا أريد أن أقول للشباب لا تعطي عقلك لأحد ولكن اسمع من الجميع وزنه بعقلك وعليك التفكير لماذا يعطيك احدهم المال دون سبب واضح؟ فلا تستسهل وأحذر غرف الشات والصفحات الغريبه فالكثير من الشباب يتم استقطابهم من وسائل التواصل والاهم ان الخير باق والدين باق والله لم يقصره على احد او فضل به فصيلا عن عموم الناس ورب أشعث أغبر لو أقسم على الله لأبره.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق