تستطيع الهواتف الذكية جمع معلومات هامة حول صحتك النفسية دون أن تشعر بذلك، من خلال مستشعراتها وبيانات الاستخدام اليومية. هذه البيانات قد تمنح الأطباء مستقبلًا أداة قوية لتقييم أعراض القلق والاكتئاب واضطرابات أخرى، وفهم سلوكيات المرضى بين الزيارات الطبية، مما يعزز دقة التشخيص وتخصيص العلاج.
وفق "sciencedaily" أظهرت دراسة حديثة أن البيانات التي تجمعها الهواتف الذكية بشكل سلبي يمكن أن تكشف عن سلوكيات مرتبطة بالصحة النفسية، مثل القلق والاكتئاب واضطراب الشخصية النرجسية. يقود البحث كولين إي. فايز، أستاذ مساعد في علم النفس بجامعة بيتسبرغ، بالتعاون مع فريق من الباحثين، وتهدف الدراسة إلى توسيع استخدام هذه البيانات لمساعدة الأطباء مستقبلًا في تقييم المرضى بدقة أكبر.
أوضح الباحثون أن هذه البيانات المستمدة من المستشعرات يمكن أن تقدم معلومات أكثر موثوقية مقارنة بالاستبيانات الذاتية، حيث قد ينسى الناس بعض التفاصيل أو لا يبلغون عنها بدقة. بيانات الهاتف تشمل تحديد المواقع (GPS)، مستوى النشاط البدني، مدة استخدام الشاشة، المكالمات الهاتفية، حالة البطارية، وأوقات النوم.
وباستخدام التحليل الإحصائي، تمكن الفريق من ربط هذه البيانات مع ستة أبعاد لأعراض الصحة النفسية، تشمل: الاستبطان، الانفصال، فقد التثبيط، العدوان، اضطراب التفكير، والأعراض الجسدية، بالإضافة إلى عامل p الذي يمثل السمات المشتركة بين جميع اضطرابات الصحة النفسية.
وأظهرت النتائج أن بيانات المستشعرات يمكن أن تعكس الأعراض العامة بدقة، مما يوفر إمكانيات مستقبلية لتطوير تطبيقات تساعد الأطباء على مراقبة المرضى عن بعد وتحسين الرعاية السريرية، دون أن تحل محل الطبيب البشري.
اترك تعليق