يحتفل العالم، اليوم الثلاثاء، باليوم الدولي للغات الإشارة، تحت شعار "لا حقوق للإنسان بدون حق استخدام لغة الإشارة"، في مناسبة تهدف إلى تعزيز الوعي العالمي بدور لغات الإشارة في تمكين الأشخاص الصم من ممارسة حقوقهم الكاملة، وضمان دمجهم الحقيقي في جميع جوانب الحياة.
 

ويتزامن الاحتفال مع ذكرى تأسيس الاتحاد العالمي للصم عام 1951، ويُعد دعوة دولية لاعتماد لغات الإشارة كلغات رسمية، وتعزيز استخدامها في التعليم، والإعلام، والخدمات العامة.

وتشير التقديرات إلى وجود أكثر من 70 مليون شخص أصم حول العالم، يستخدمون أكثر من 300 لغة إشارة طبيعية. وفي هذا السياق، تواصل مصر جهودها لتكريس حقوق الصم من خلال تطوير القاموس الإشاري الموحد، وتدريب الكوادر، وتوسيع استخدام لغة الإشارة في البرامج الحكومية والخدمية.

ويؤكد هذا القرار الأممي أهمية الوصول المبكر إلى لغة الإشارة، باعتباره عاملًا حاسمًا في تطور الطفل الأصم، وضمانًا لتحقيق الأهداف التنموية المستدامة.

وجاء احتفال هذا العام تحت شعار: "لا حقوق للإنسان بدون حق استخدام لغة الإشارة" ليعكس القيمة الكبرى التي تضيفها هذه اللغات في تعزيز التواصل والتفاهم والاندماج المجتمعي. 

ويأتي هذا الاحتفال وسط جهود متزايدة للاعتراف بلغات الإشارة كلغات رسمية، ودمجها في القطاعات التعليمية والخدمية والإعلامية، بمايضمن الدمج الحقيقي لفئة الصم في جميع مناحي الحياة. وتسلط المناسبة الضوء على أهمية توفير بيئة داعمة تحترم فيها لغات الإشارة وتستخدم باعتبارها وسيلة تواصل أساسية ومتكافئة مع اللغات المنطوقة.

وتولي مصر اهتمامًا متزايدًا بتمكين الصم وضعاف السمع ودمجهم في المجتمع، من خلال سياسات تدعم لغات الإشارة وتتيح استخدامها في الإعلام والتعليم والخدمات. حيث تم إدراج لغة الإشارة في البرامج الإعلامية الرسمية، كما وفرت وزارة التربية والتعليم مناهج تعليمية دامجة بلغة الإشارة.

ويعمل المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، بالتعاون مع المجتمع المدني، على إعداد مترجمي لغة إشارة وتدريب موظفي الدولة، فيما تشارك مصر بفعالية في المحافل الدولية الخاصة بحقوق ذوي الإعاقة.

وتنفذ وزارة التضامن الاجتماعي برامج للكشف المبكر، وتوفير السماعات الطبية، والتدريب اللغوي، استفاد منها 8400 شخص في 73 مركزًا، إلى جانب خدمات التخاطب والتأهيل المهني. 

وأطلقت منصة "تأهيل" بالتنسيق مع وزارتي الاتصالات والعمل لتوفير فرص عمل مناسبة لذوي الإعاقة، كما نفذت 6 برامج تدريبية في لغة الإشارة لـ145 موظفًا، ويجرى الإعداد للتوسع بها في المحافظات.

وفي إطار تطوير الخدمات، تم تشكيل لجنة لإعداد **القاموس الإشاري الموحد، إلى جانب العمل على إنشاء **منصة إلكترونية رسمية للغة الإشارة بالتعاون مع صندوق "قادرون باختلاف".

وتقدم الوزارة خدمات الإرشاد الأسري لدعم استقلالية الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية، كما أطلقت وزارة الاتصالات تطبيق "واصل" لتمكينهم من الوصول إلى الخدمات الحكومية والخاصة.