مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

 ميلاد الرسول..انتقال البشرية من الفوضى والظلم إلى نور الإيمان

علماء: علينا أن نتخذ من سيرته العطرة منارة لمستقبل تعمه العدالة واحترام الحقوق والحريات

لابد من تبني خطاب ديني معتدل يظهر الوجه الحقيقي للإسلام ورسوله الكريم

حب النبي ليس بالكلمات فقط بل يجب أن يتجسد في صورة أفعال وسلوكيات على أرض الواقع

ما أحوج الأمة للتأسي بالنبي وما أرساه من قيم لمواجهة تحديات الحاضر

المشاركة المخلصة والعمل بروح الفريق الواحد الضمانة الحقيقية لنجاح مسيرة الوطن

 أكد علماء الدين أن الاحتفال بذكرى ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم يجب أن يكون باتباع سننه وتطبيق منهجه في التعامل مع أعداء الدين الحنيف الذين يسعون للنيل من المصطفى والإساءة إليه سواء عن طريق نشر رسوم مسيئة أو أفلام أو مقالات وغير ذلك. الأسئلة التي توجهنا بها للعلماء كيف ننصر رسول الله في يوم مولده؟.. وما هي أفضل السبل للرد على من يسيء للمقام الشريف؟.. وكيف نستفيد من سيرته؟.. وكانت هذه إجاباتهم:

 


في البداية أكد الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية الأسبق أن ذكرى المولد النبوي الشريف تأتي لكي تكمل فرحتنا بمنن الله تعالى البالغة لتشرق في جوانب حياتنا مزيدًا من الأمل والبشر، ولتشد على أيدينا وسواعدنا في مصر والأمة الإسلامية كي تتوحد كلمتنا وتنطلق مساعينا نحو إعادة بناء ما تهدم واستعادة الروح المُحبة للحياة والمقبلة عليها.

أوضح أنه يجب علينا استخلاص الدليل والمنهج والأسوة من مولده صلى الله عليه وسلم لحياتنا المعاصرة، حيث كان ميلاده صلى الله عليه وسلم ثورة على ظُلم الجاهلية وظَلامها، وكانت بعثته مبعث تغيير لركام العقائد الفاسدة والمناهج الكاسدة، وكانت نبوته مفتتح حياة من الأمل الفسيح والعمل الصحيح، وكانت هجرته نقلة حضارية لبناء دولة المساواة والإخاء وإرساء دستور المدينة الفاضلة الحقيقية، تلك الدولة التي قامت على سواعد شباب صحابته رضي الله عنهم وجسارتهم وصمودهم، فحريٌّ بنا أن نتخذ من سيرته العطرة منارة لمستقبل تعمه العدالة واحترام الحقوق والحريات الإنسانية ويسوده الرخاء والتماسك.

طالب المفتي الأسبق المصريين كافة شبابها وعلماءها وعمالها ومثقفيها وفلاحيها بالتمسك والتسلح بالوحدة والاتحاد والثقة في هذه المرحلة من تاريخ الوطن وهم ماضون في طريق التنمية والتطوير، من أجل استكمال أركان المجتمع الحديث الذي يحقق مصالح وتطلعات جميع أبنائه في حاضرهم ومستقبلهم ومواصلة وضع وتنفيذ سياسات إصلاحية طموحة نحو سيادة الوطن واستقراره واستقلال إرادته والتنمية الاقتصادية والاجتماعية.  

لفت د. جمعة إلى أنه ما أحوج الأمة خلال هذه المرحلة الدقيقة من عمرها أن تتأسى بذكرى مولد نبي الله صلى الله عليه وسلم وبسيرته الكريمة وما أرساه من قيم العمل والمثابرة والتصميم لتكون سببا رئيسا لشحذ وتقوية عزيمتنا في مواجهة تحديات الحاضر، وتدفع مسيرتنا لتحقيق آمال وطموحات كل شعب مصر في مستقبل أفضل. ودعا فضيلته العلماء والدعاة إلى تبني خطاب ديني جديد يتناسب وروح العصر الذي نعيش فيه متسلحا بأدواته ينشر بين شبابنا قيم الاعتدال والوسطية والتسامح والحوار ويواجه جميع دعاوي الغلو والتطرف ويتصدى لأي صوت ينسب للإسلام والمسلمين ما ليس فيهم.

قال مفتي الجمهورية الأسبق إن المشاركة المخلصة من كافة المواطنين والعمل بروح الفريق هي الضمانة الحقيقية لنجاح مسيرة هذه الأمة لاستعادة دورها ليس فقط على المستوى الاقتصادي والسياسي والثقافي بل على جميع المستويات الإنسانية، فالمستقبل الذي نسعى إليه لن يتحقق بالكلمات والشعارات والتمني.. وإنما تحققه مشاركة فاعلة جادة تدفع وتدعم مسيرة أبناء مصر إلى الأمام لتسهم مصرنا الغالية في إحداث زخم حضاري جديد يدعم مسيرة أمتنا وعالمنا الإسلامي للرقي والتقدم.  نور الإيمان

د. حمدي طه الأستاذ بجامعة الأزهر قال: لقد انتقلت البشرية بعد مولد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من ظلمة الجاهلية والظلم والفوضى والاستعباد إلى نور الإيمان والعدل والأخلاق الحميدة والمساواة.. فمولده ثم بعثه وإرساؤه لدستور المدينة الفاضلة يعد بمثابة الثورة على كل ما هو فاسد ليحل محله الأمان والسلام للمجتمع الذي يحقق له الاستقرار والصفاء النفسي.

يرى د. طه أن حب المصطفى صلى الله عليه وسلم في قلوب المسلمين ليس بالقدر الكافي فقد قال تبارك وتعالى "النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم" وقال عليه الصلاة والسلام "والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وماله وولده والناس أجمعين".

وفي يوم مولده ليسأل كل مؤمن نفسه هل يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من ماله وولده ونفسه؟ وعلى من يجيب بنعم فلنسأله عن دليل هذا الحب ومظاهر ترجمته؟ فالحب ليس بالكلمات فقط، بل يجب أن يتجسد في صورة أفعال وسلوكيات تطبق على أرض الواقع.

أكد د. طه أن أفضل وسيلة للاحتفال بذكرى مولد المصطفى صلى الله عليه وسلم هي الاقتداء به فكثير من سننه مهجورة رغم أن العلم الحديث يثبت يوما بعد يوم أن الكثير من سلوكيات الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام لها مردود صحي إيجابي وفيها صلاح المسلم دنيا وآخرة. وحول كيفية الرد على الدعاوى المغرضة التي تطفو على السطح بين الفينة والأخرى وتسئ إلى المقام الشريف، أشار إلى أن أفضل سبيل لمواجهتها يكون عن طريق الحكمة والموعظة الحسنة بعيدا عن العنف والتطرف الذي يشوه صورة الإسلام.

فالرسول الكريم واجه إساءات الكفار والمشركين بالصفح والعفو، وبالتالي لابد من تبني خطاب ديني معتدل يظهر الوجه الحقيقي للإسلام ورسوله الكريم، مع ممارسة الدول الإسلامية للضغط على المجتمع الدولي كي يسن قانونا يجرم ازدراء الأديان ورموزها ومقدساتها.

أضاف أنه لابد من اتخاذ خطوات عملية يجب أن تقوم بها الدول الإسلامية لردع كل من تسول له نفسه التجرؤ على نبي الرحمة ومواجهة الغزو الفكري الحاقد عليه، فنصرة رسول الله من الأولويات التي يجب أن تضعها الأمم في مخططاتها فعلى سبيل المثال من الممكن أن تتكاتف الدول الإسلامية لإعداد برامج للتعريف بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وسلوكياته وشمائله ومواقفه تجاه أعدائه قبل أصدقائه خاصة في المجتمعات الغربية التي أسهم جهلها على تصديق كل ما يقال عنه من الفئة الضالة الحاقدة مع إقامة معارض متنقلة في المناطق الحيوية في تلك البلدان تبرز فضائل شخصيته وأخلاقه.

كما يجب استغلال شبكة الانترنت للتواصل مع الشعوب وإنشاء قاعدة بيانات عن السيرة النبوية العطرة بكافة اللغات تفند الافتراءات والأفكار المغلوطة التي صدرت بحق الرسول العظيم.

تقول د. آمال عبد الغني أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة المنيا إن ذكرى ميلاد الرسول الكريم هي ميلاد الخير والنور والهداية والكرامة والحرية، واتباع منهج النبي محمد صلى الله عليه وسلم والتخلق به في معاملاتنا سيؤدي بنا إلى نيل رضا الله سبحانه وتعالى واكتمال إيماننا قال تعالى "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم".

فإذا أرادت الأمة أن تعود لها مكانتها وقوتها يجب أن يتخلق كل فرد فيها بخلق الرسول، فحسن الخلق هو الطريق الوحيد لصلاح الأمم.. ولقد بدأ الرسول الكريم دولته بالتأخي بين المسلمين وهذا ما يجب أن يكون عليه مسلمو اليوم، أن ينتصروا على أنفسهم وينبذوا القوميات ويعودوا لعصر التصافي والحب.

أشارت إلى أن الإسلام يتعرض للتزييف من قبل أعدائه ويلصق به أبشع الصفات خاصة في ظل سيطرة "الصهاينة" على الإعلام الغربي الذي يسهم في ذلك الانهيار الأخلاقي والذي تعاني منه الدول الإسلامية وتوثقه التقارير الدولية مثل انعدام الشفافية وانتشار الرشاوى والمحسوبية وغيرها والتي يرى الغرب فيها نموذجا سيئا للدين رغم أنه يحث على مكارم الأخلاق.

لذا يجب على المسلمين توضيح الحقيقة المشرقة للدين عن طريق الفعل وليس القول بالإنتاج والإخلاص في العمل حتى تعود لنا قوتنا ونثبت أننا لسنا شعبا متخلفا ونخرج من كوننا دولا مستهلكة لنصبح مصدرة تفرض نفسها على الأرض، فالعالم لا يحترم إلا الشعوب القوية المبدعة.

أكدت أننا في زمان نحتاج فيه إلى التعليم والتذكير بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم بل نحن أحوج ما نكون وشبابنا لعقد الندوات والمحاضرات العامة عن السيرة النبوية التي غابت عن الكثيرين في هذا الزمان فلا إفراط ولا تفريط والعبرة بكيفية الاحتفاء بالاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم في أخلاقه وحسن تعامله وإحياء السنن ونبذ العنف الذي نهى عنه رسول الله والرد على الأحاديث المكذوبة على رسول الله فاجعل احتفاءك بالنبي بالإحسان والإتقان وافشاء السلام وصلة الأرحام وإطعام الطعام ومساعدة المرضى وأهل الحاجة وحفظ الحقوق والرحمة في التعامل، هذا هو الاحتفاء الحقيقي والصحيح.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق