أشاد الخبراء باختيار مصر استضافة قمة مجموعة العشرين رغم أنها ليست ضمن دول المجموعة. وهذا يؤكد الثقل الإقليمي والعالمي التي تتميز به مصر.
مؤكدين أن استضافة مصر للقمة لأول مرة منذ تأسيس المجموعة عام 1989. والتي عقدت في العاصمة الإدارية الجديدة واختتمت أعمالها أمس. تعد سابقة تاريخية ونجاحا اقتصاديا كبيرا لمصر تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي. وتعكس الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي تتمتع به مصر كما تمثل خطوة استراتيجية لتعزيز دور ومكانة مصر الاقتصادية في الشرق الأوسط والقارة الأفريقية.
قالوا أن استضافة مصر لقمة مجموعة العشرين لأول مرة يسهم في تعزيز الشراكة الاقتصادية والاستثمارية والتجارية ويزيد من حجم التبادل التجاري بين مصر دول المجموعة. خاصة بعد أن أصبح الاتحاد الأفريقي عضوا رسميا في مجموعة العشرين العام قبل الماضي وأن مصر هي صوت وبوابة أفريقيا والمتحدثة باسمها. خاصة وأن مجموعة العشرين تتضمن أغني دول العالم فهي تمثل نحو 80% من حجم التجارة العالمية. و90% من الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد العالمي. تضم نحو 65% من سكان العالم. كما تضم في عضويتها 5 دول أعضاء دائمين في مجلس الأمن الدولي. كما تضم أعضاء مجموعة البريكس ومجموعة الدول السبع .
يقول د. ياسر شحاتة استاذ إدارة الموارد البشرية والتنمية المستدامة ورئيس قسم إدارة الأعمال بكلية الاقتصاد وإدارة الأعمال بجامعة 6 اكتوبر إن استضافة مصر لاجتماع مجموعة العشرين لأول مرة خارج الدول الأعضاء كانت خطوة بالغة الأهمية. ليس فقط علي المستوي الاقتصادي والسياسي. بل في سياق تعزيز مكانتها الدولية أيضاً.
أضاف أن تلك الاستضافة أكدت قدرة الدولة المصرية علي التأثير في صناعة القرار العالمي. ولاسيما في قضايا حيوية مثل قضايا الأمن الغذائي. التي تؤثر بشكل مباشر علي كافة الدول النامية. وأن الأمر الأكثر أهمية كان دور مصر كحلقة وصل تربط بين الشمال والجنوب. حيث استطاعت إبراز أولويات الدول النامية. خاصة في القارة الإفريقية. مما عزز من تأثيرها علي الساحة الدولية كافة. تلك الخطوة عكست تطوراً في السياسة المصرية الخارجية. ونجاحاً ملحوظاً في توظيف الدبلوماسية متعددة الأطراف لصالح القضايا التي تواجه العالم.
أشار إلي أن هذا الحدث أكد إصرار الدولة المصرية علي لعب دور أكثر فعالية في تحديد ملامح المستقبل. وأظهر أن مصر كانت ولا زالت وستظل نقطة محورية في الحوار الدولي حول تحديات وقضايا القرن الواحد والعشرين.
تقول د. رشا محمد النجار المدرس بقسم المحاسبة بكلية التجارة جامعة المنصورة ان مصر شاركت بانتظام في اجتماعات مجموعة العشرين حيث تمثل صوت الدول النامية وتساهم في صياغة السياسات الاقتصادية العالمية. منوهة إلي ان استضافة مصر اجتماعا رسميا لمجموعة العشرين بالقاهرة يعزز من مكانتها كدولة رائدة في المنطقة. حيث تعمل مجموعة العشرين علي تشجيع الاستثمارات الأجنبية في مصر مما يعزز من النمو الاقتصادي ويخلق فرص عمل.
أضافت ان الاجتماعات ناقشت المخرجات الرئيسية لمجموعة العمل المعنية بأمن الغذاء التابعة لمجموعة العشرين كأحد الوثائق الرسمية التي ستصدر عن قمة المجموعة المقرر عقدها في جوهانسبرج يومي 22-23 في نوفمبر المقبل. ويأتي هذا تزامنا مع التحديات التي تمثل زيادة عدد السكان بالعالم الي 9 مليارات نسمة بحلول عام 2050 مما يزيد الضغط علي الموارد المائية حيث يسهم التعاون الدولي بين الدول في مواجهة التحديات المشتركة.
أوضحت ان مصر نفذت عددا من المشروعات القومية لزيادة مساحة الأراضي الزراعية مثل مشروع 1.5 مليون فدان لتحسين انتاجية المحاصيل من خلال تبني الابتكار التكنولوجي والزراعة الذكية والممارسات المستدامة.
يقول الخبير الاقتصادي د. أحمد سمير أن استضافة مصر لاجتماعات مجموعة العشرين لأول مرة خارج المجموعة يعد دليلاً علي نجاحها السياسي والاقتصادي. ويعتبر انعكاسا لثقل مصر الإقليمي وإسهامها الملموس في تناول القضايا الإقليمية. كما يعد هذا الحدث تتويجاً للمشاركة المصرية المتميزة كدولة ضيف في اجتماعات المجموعة لهذا العام للمرة الثالثة علي التوالي والخامسة إجمالا
أضاف أن هذا الأمر يعد تعزيزا لصوت مصر في المحافل الدولية ويعكس تقديراً لثقل مصر الإقليمي وإسهامها في تناول أبرز القضايا المطروحة علي الساحة الدولية. ودفع المسارات التفاوضية متعددة الأطراف حيث سعت مصر من خلال مشاركتها في مجموعة العشرين إلي دفع المسارات التفاوضية متعددة الأطراف. بما يراعي شواغل وأولويات الدول النامية وبخاصة الدول الأفريقية.
أضاف أن المناقشات تناولت إشكالية أمن الغذاء المتنامية كما تناول الاجتماع المفاوضات حول البيان الوزاري بشأن أمن الغذاء العالمي المنتظر اعتماده خلال الاجتماع الوزاري للمجموعة المنعقد بجنوب أفريقيا في 19 سبتمبر 2025.
و نجاح مصر في استضافة الاجتماع الرسمي لمجموعة العشرين. يعكس ثقلها الإقليمي وقدرتها علي تنظيم الأحداث الدولية الهامة.
اترك تعليق