منافسات في كرة القدم والملاكمة والجري .. السقوط سيد الموقف..!!
لقطة من مباراة في الكرة الخماسية خلال اليوم الأول من دورة الألعاب العالمية للروبوتات الشبيهة بالبشر 2025.
في حدث طال انتظاره، شهدت العاصمة الصينية بكين مؤخرًا حفل افتتاح أول دورة من نوعها لألعاب للروبوتات الشبيهة بالبشر في العالم، وذلك على غرار الألعاب الأولمبية، حيث اجتمعت أبرز العقول الصينية في مجال الروبوتات.
تنافست مجموعة متنوعة من الروبوتات "المتأرجحة" ثنائية الأرجل في كرة القدم والجري والكيك بوكسينج. ورقصت روبوتات أخرى مع أطفال أكثر تناسقًا، بينما كافح عدد قليل من الروبوتات للعزف على آلات موسيقية مبرمجة مسبقًا.
وصف موقع ببيولار ساينس الحدث بأنه عرضٌ لبراعة الصين ودول أخرى في مجال الروبوتات، وقال إنه يكشف عن مدى ما تحتاجه الصناعة للوصول إلى مستوى يُضاهي الأداء البشري.
بعبارة أخرى، لم تكن الروبوتات مثية للإعجاب، بل كانت مُضحكة للغاية.
ضم الحدث 500 روبوت شبيه بالبشر في 280 فريقًا من 16دولة، بينها الولايات المتحدة وألمانيا واليابان. وتضم الفرق شركات خاصة وباحثين من أفضل الجامعات الصينية. وتشير وكالة أسوشيتد برس إلى مشاركة ثلاثة فرق روبوتية من المدارس الإعدادية. تطلبت جميع الروبوتات مساحة واسعة للتحرك، وفي كثير من الحالات، تعثرت وسقطت.
ولتوفير المساحة المناسبة، أُقيم الحدث في الساحة الوطنية للتزلج السريع، وتتسع لـ 12ألف مقعد، بُنيت أصلاً لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية 2022. أظهر البث المباشر للمسابقة عددًا قليلًا من المقاعد الفارغة في الساحة. وتراوحت أسعار التذاكر بين 25 و80 دولارًا. انطلقت البطولة بسباق 1500 متر. وفازت شركة يونيتري، التي تُعتبر أشهر شركة روبوتات في الصين، بالسباق بسهولة، واحتلت فرقها المركزين الأول والثالث.
أما إكس-هيومانويد الصينية أيضًا، والفائزة بأول نصف ماراثون روبوتي بشري على الإطلاق في وقت سابق من هذا العام، فقد اختلت المركز الثاني. لكن بعض الروبوتات لم تكمل السباق. وذكرت صحيفة الجارديان أن أحدها اضطر للانسحاب بعد سقوط رأسه أثناء الانعطاف.
وقالت وانج زيزي، إحدى مبتكرات الروبوت البالغة من العمر 19 عامًا، للجارديان: "الحفاظ على توازن الرأس أثناء الحركة هو التحدي الأكبر لنا".
بعض الفنيين يحملون روبوتًا بشريًا بعد أن سقط أرضًا في مباراة للكيك بوكسينج ضمن ألعاب الروبوتات العالمية في بكين.
بمجرد انتهاء السباق، تحول الحدث إلى مشهدٍ يُذكرنا بحفل افتتاح الألعاب الأولمبية. رقصت الروبوتات جنبًا إلى جنب مع مؤدين بشريين، بينما وقفت فرقة روبوتية على الجانب، متظاهرةً بالعزف على جيتارات ضخمة. بدا عازف روك روبوتي، جالسًا خلف طقم من الطبول، وكأنه يعزف إيقاعًا بدائيًا، ولكن من غير الواضح ما إذا كان يفعل ذلك تلقائيًا أم تحت تحكم مشغل بشري عن بُعد.
تمايلت الروبوتات الراقصة ودارت بينما أظهر مقطع فيديو من الأعلى لقطات لروبوتات تعمل في متاجر صغيرة وتساعد في أعمال المنزل. وصدحت في جميع أنحاء الساحة أغنية بوب بعبارة "المستقبل في نظري". ارتدت بعض الروبوتات قبعات وملابس أنيقة، وسارت على خشبة المسرح على غرار عروض الأزياء، ولوّحت للجمهور المُهلل. خلال هذا الجزء من الحدث، تعثر أحد الروبوتات المُلوّحة -المُغطاة بالترتر -وسقط على وجهه. ظلّ مُستلقيًا على الأرض لدقيقة كاملة قبل أن يصعد شخصان بحذر إلى خشبة المسرح ويحملاه من ذراعيه وساقيه كلاعب مصاب.
كانت روبوتات المضمار هي الأولى من بين عدة روبوتات تكافح ضد الجاذبية. وجّهت روبوتات الكيك بوكسينج، المُقدّمة من يونيتري، ضربات قوية، لكنها سرعان ما سقطت على الأرض عندما أخطأت في الركلة. وتكرر مشهد مماثل خلال مباراة كرة القدم. سجّل أحد الروبوتات المهاجمة هدفًا في النهاية بعد فشله المتكرر في تجاوز حارس مرمى ثابت تقريبًا. وعندما نجح أخيرًا، بدا أن روبوت حارس المرمى فقد توازنه وانهار على الأرض. تُعدّ "ألعاب الروبوتات البشرية" هذه تتويجًا لجهودٍ بذلتها الحكومة الصينية على مدار أشهرٍ طويلةٍ لتعزيز صناعة الروبوتات الناشئة وتسريع نموها.
وقد تلقت عدة مدن، بما في ذلك بكين وشنغهاي، تمويلًا بمليارات الدولارات لتكون بمثابة مراكز للتطوير التكنولوجي، في الوقت الذي تسعى فيه البلاد جاهدةً للتفوق على الولايات المتحدة. وفي الفترة التي سبقت هذا الحدث، شاركت شركات الروبوتات الصينية في سباق نصف ماراثون ومباراة ملاكمة بُثّت مباشرةً.
ووصف موقع ببيولار ساينس هذه العروض تُعد جزءًا من جهدٍ لتسليط الضوء على التكنولوجيا وإثارة الضجة. ولكن إذا كان هذا هو الهدف النهائي، فقد يكون حدث مخلوقات البشر هذا الأسبوع قد أضرّ أكثر مما نفع في النهاية. فرغم متعة مشاهدة الروبوتات وهي تُنهي سباقًا، إلا أنها لا تُلهم الشركات التي تعد باستبدال العمال البشريين أو جعل مساعدة الروبوتات المنزلية حقيقةً في أي وقتٍ قريب.
اترك تعليق