أكدت وزارة الأوقاف المصرية أن الكتاب، على مر عصور العالم الإسلامي، كان شعلة أضاءت دروب النهضة المعرفية، ومحركًا فاعلًا لعجلة الحضارة، فارتبط ازدهار الأمة بازدهار مكتباتها ومخطوطاتها.
وبيّنت أن النبي ﷺ جعل من الكتاب مشروعًا تنمويًّا شاملًا من خلال:
فداء الأسرى بالتعليم: ففي غزوة بدر، جعل النبي ﷺ فداء الأسير المشرك تعليم عشرة من المسلمين القراءة والكتابة، في أول مبادرة تعليمية رسمية في التاريخ الإسلامي.
التدوين العلمي: أمر النبي ﷺ بكتابة أحاديثه، فقال: «اكْتُبُوا لِأَبِي شَاهٍ» (رواه البخاري)، وقال ﷺ: «قَيِّدُوا الْعِلْمَ بِالْكِتَابِ» (رواه الطبراني).
العلم فريضة: جعل النبي ﷺ طلب العلم واجبًا شرعيًّا، فقال: «طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ» (رواه ابن ماجه)، فكان الإسلام أول تشريع سماوي يجعل التعليم حقًّا وفرضًا وإلزامًا.
وأشارت الوزارة إلى أن الاهتمام بالكتاب امتد في العصور الإسلامية، ففي العصر العباسي تأسست أول دار علمية للكتب ببغداد "بيت الحكمة" التي ترجمت أكثر من 20 ألف مخطوط إلى العربية، وفي العصر الأندلسي ازدهرت مكتبة قرطبة التي حوت أكثر من 600 ألف مجلد، ونقلت أوروبا منها 80% من مصادر نهضتها، وفي العصر الفاطمي أنشئت دار الحكمة بالقاهرة، فكانت مرجعًا للعلماء ومركزًا للمخطوطات والمعرفة.
اترك تعليق