هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

المبشرات بالجنة.. كبشة بنت رافع

ثبت بالنص الصريح تبشير بعض النساء بالجنة. ومنهنَّ: كبشة بنت رافع. وهي أم الصحابي الجليل سعد بن معاذ رضي الله عنه.


وكبشة بنت رافع بن معاوية بن عبيد الأنصارية الخدرية. واحدة من النساء الفاضلات اللاتي قدمن الخير في جميع المجالات. وهي واحدة ممن شهد لها رسول الله صلي الله عليه وسلم بالصدق. ودعا لها بالخير والأجر العظيم.. وكانت أماً لشهيدين عظيمين.

كانت كبشة قد تزوجت معاذ بن النعمان الأشهلي فولدت له سعد بن معاذ وعمروًا وإياسًا وأوسًا وعقرب وأم حزام بني معاذ بن النعمان.

عندما استضافت المدينة مصعب بن عمير رضي الله عنه. سفير رسول الله صلي الله عليه وسلم ليعلّم أهلها القرآن. ويفقههم في أمور الدين. وصلت الدعوة إلي دار بني عبد الأشهل. فأسلم سيد الأوس أسيد بن الحضير. وسعد بن معاذ الذي وقف أمام قومه بني عبد الأشهل. وقال لهم يا بني عبد الأشهل. كيف تعلمون أمري فيكم؟.. قالوا سيدنا وأفضلنا. قال فإن كلام رجالكم ونسائكم عليّ حرام "أي أمنع نفسي من ذلك" حتي تؤمنوا بالله ورسوله فما أمسي في دار بني عبد الأشهل رجل ولا امرأة إلا مسلمًا أو مسلمة.

وسارعت أم سعد إلي إعلان إسلامها. وذكر ابن حجر رحمه الله في الإصابة فقال أول من بايع النبي صلي الله عليه وسلم أم سعد بن معاذ وهي كبشة بنت رافع بن عبيد. وأم عامر بنت يزيد بن السّكن. وليلي بنت الخطيم.

وكم كان سرور أم سعد عظيمًا حينما ترامي إلي سمعها قول النبي صلي الله عليه وسلم يذكر دارها ودور الأنصار بخير. فقال "خير دور الأنصار بنو النّجار. ثم بنو عبد الأشهل. ثم بنو الحارث الخزرج. ثم بنو ساعدة. وفي كل دور الأنصار خير".

ومن الجدير بالذكر أنّ أختي كبشة قد أسلمتا وبايعتا رسول الله صلي الله عليه وسلم وهما الفريعة أو الفارعة بنت رافع. وسعاد بنت رافع وهي أم أسعد بن زرارة أحد النقباء الأخيار. وهو ابن خالة سعد بن معاذ رضي الله عنهم جميعًا.

سجّل التاريخ لأم سعد صفات وفضائل كريمة. ومواقف إيمانية تشير إلي مكانة النبي العظيم في نفسها. وتقديم الابناء شهداء في سبيل الله سبحانه وتعالي.. وأما في غزوة أحد فقد خرجت أم سعد رضي الله عنها مع من خرج من النساء ينظرن إلي سلامة رسول الله صلي الله عليه وسلم بعد أن وردت الأخبار إلي المدينة باستشهاد عدد من المسلمين. وكان من بين الشهداء ابنها عمرو بن معاذ رضي الله عنه.. ولكن هذه الصحابية الجليلة كانت ترجو سلامة رسول الله صلي الله عليه وسلم. وأقبلت بسرعة نحو أرض المعركة. فلما رأت النبي صلي الله عليه وسلم سالمًا. حمدت الله. وقالت أما إذا رأيتك سالمًا فقد أشوتِ "أي هانت" المصيبة. فعزَّاها النبي صلي الله عليه وسلم بابنهاعمرو.

وفي غزوة الخندق أو غزوة الأحزاب. حظيت أم سعد بشهادة الصدق مختومة بختم رسول الله صلي الله عليه وسلم. فقد كان ابنها سعد يرتدي درعًا قصيرة قد ظهرت منها ذراعه. فمرّ من أمام حصن بني حارثة. وكان فيه النساء والأطفال. ومن بينهم عائشة أم المؤمنين. وأمه كبشة رضي الله عنهما. فقالت له أمه تستعجله الحق برسول الله يا بني فقد "والله" تأخرت.. وقد أرادت رضي الله عنها ألا تفوته لحظة دون أن يحظي بمعية رسول الله صلي الله عليه وسلم. فقالت السيدة عائشة والله يا أم سعد لوددتُ أن درع سعد أطول علي يده مما هي. فقالت أم سعد يقضي الله ما هو قاض. فقضي الله أمرًا كان مفعولاً. وأصيب سعد بسهم قطع منه الأكحل. وهو عِرق في الذراع يُسمي عرق الحياة. رماه به حبان بن العرقة.. فقال الرسول صلي الله عليه وسلم في شأن سعد "اهتزَّ عرش الرحمن عزّ وجلّ لموت سعد بن معاذ".. والمعني انتعش العرش وحاملوه فرحًا بقدوم روحه رضي الله عنه. وفي هذا دليل علوّ مقامه ورفيع مكانته.

فصبرت الصحابية الفاضلة وبفضل صبرها وفضيلتها. نالت كبشة شرف البشارة بالجنة من رسول الله صلي الله عليه وسلم. فكانت نموذجًا للمرأة المسلمة المؤمنة التي تضع إيمانها وعقيدتها فوق كل اعتبار.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق